بقلم – مريم عرجون
بوماريا غرناطة إفريقيا و لؤلؤة المغرب الكبير، المدينة الصامدة والمتحف المفتوح الصامت والخَامِد ،مدينة الفن والتاريخ الخالد تربعت على ماضيها الفكري والثقافي العريق والسياسي المجيد تفرك جناحيها الكبيرين من الأمازيغ، الرومان ،بنو زناتة ، الأدارسة ،المرابطون ،الموحِّدون، بنو عبد الواد ، المرينيون و الدولة العثمانية إلى الإحتلال الفرنسي ، جو وفر تطور العادات والتقاليد الإجتماعية على أساس الحضارة الإسلامية ، حسناء الينابيع جلست على هضبة زرابي الكروم والزيتون ، تَدَلَّتْ عَنَاقِيدُ العِنَبِ من ساقيها على بحر الْلُؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ مترامية الأكَنَاف فوق هضبة لالة ستي وبني عاد تغتسل بأشعة الشمس التي أطلت بخجل من خلف ثوبها الجلدي المنسوج بأثمارها الدانية من روضة غَضَارَة ،حيث تلاقت النواصي فكستها كل الألوان جمعت بين سموق القامة ورفعة الحسن ورقي الذوق ، ألوانها تنبع من أناقتها ريح الطيب، رَشَّت عطرها من أغادير الأرض وزين جيدها بعقد التوباز فتناسقت عليها رغم التنوع الذي تكتسي به تنشد كل الألحان لتَنَاغم في حنجرتها منظومة موسيقية أندلسية حوزية تأخذ السامع أخذا إليها ينتابه شعور بروحانية المكان وكأنه في عالم آخر، تمتزج الأرواح بها لترسم جدار هائل للوحات سوريالية، تتأرجح على كتف المنصورة تارة وتارة على المشور ، أيقونة التعريف بتاريخ فن العمارة المادي ، غمست ريشتها على بوابة المغرب الأقصى كتبت زخرفا عربيا برمش عيونها الحسناء على صفحات التشفينية حجر خفيف تكلم على المراحل التي شيدت عبر التاريخ المتعاقب لحضارات مشرقة قديمة بقيت في الرف خفيفة القلب ريحانة العاشق الفاتنة، كلما رخت اللثم قليلا تشبثت بأرضها جذور الحب مزيجاً فريداً ضمّ أكبر عدد من أقدم المساجد. فتربعت عاصمة الدولة الزيانية على قمة السياحة في الجزائر إطلالة صنع بديع ، مركز الإشعاع الحضاري وثقافي أنفردت بذلك الجمال عن بقية الحسان طيبة كريمة لا تبخل بكل التحايا الأنيقة وأنواع الترحيب فيسافر لها كل عاشق ولهان رغم بساطة وجهة تشفي من به بلة ساحرة الاهداب جنة النصال المنقهة.