أخيراً وبعد أكثر من ثلاث سنوات من أعمال التجديد والترميم، اكتملت الأشغال على مستوى الكنيسة الملكية في قصر فرساي، أحد أهم مناطق الجذب السياحي في فرنسا. وتمّ تزيين الكنيسة التي يبلغ ارتفاعها حوالى 46 مترا بطلاء ذهبي لامع بعد القيام بأشغال كبيرة على سطحها ونوافذها الزجاجية الملونة.
يقول ستيفان ماسي، مدير مشروع أعمال الترميم بقصر فرساي : “هناك حوالي 300 ألف لوح من أوراق الذهب المركزة تمّ وضعها على السطح”، مضيفا أنه من الجميل القيام بهذه الأشغال والعودة للديكور الذي افتقده عشاق التراث لأكثر من قرنين أو حتى ثلاثة قرون”، مؤكدا: “الآن نرى مرة أخرى ما كان الملك لويس الرابع عشر يراه في ذلك الوقت، سقفه الذهبي”، حسب موقع “يورونيوز”.
وتمّ تخصيص أكثر من 300 ألف لوح من أوراق الذهب المركزة لأشغال قصر فرساي والخاصة بتجديد وتزيين السطح وإطارات النوافذ. وقد اختفت تقنية “التذهيب” نهاية القرن الثامن عشر.
وأكد ستيفان ماسي أن عملية الإغلاق التي يخضع لها القصر بسبب القيود، التي وضعتها الدولة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد تساعد فريق العمل على القيام بمهامهم على أكمل وجه، وفي هذا الشأن قال: “لا يوجد ضجيج ولا غبار ولا زوار، لذلك يسهل علينا إنهاء الأجزاء الأخيرة من التجديد. إنه عالم مثالي لنا لكنه أمر مؤسف لقصرنا الذي يحتاج إلى عودة زواره “.
وبينما يضع عمال البناء اللمسات الأخيرة، فإن إدارة القصر حريصة على فتح أبواب فرساي للجمهور، والتي تم إغلاقها منذ أكتوبر-تشرين الأول الماضي بسبب جائحة كوفيد-19، وهو ما تمّ وصفه بالمأساة حسب السيدة كاثرين بيجار، رئيسة قصر فرساي، التي قالت: “إنه أمر مأساوي بالنسبة لنا لأنها خسارة مالية كبيرة. فقد بلغت خسارة قصر فرساي في عام 2020 حوالى 70 مليون يورو. بالطبع، يبدو الأمر خيالي ولكنها حقيقية بالنسبة للكثير من الأماكن مثل قصر فرساي ومختلف المسارح الكبيرة والصغيرة “.
وأشارت كاثرين بيجار إلى ضرورة فتح قصر فرساي للجمهور مؤكدة أن هذه الأماكن تمّ تشييدها للجمهور وهي الطريقة التي أرادها لويس الرابع عشر، معتبرة أن القصر يحتاج إلى زوار والاعتقاد بفكرة تركه فارغا تفسير خاطئ. وأضافت: “نحتاج إلى زوار ليأتوا مرة أخرى، نريدهم أن يكتشفوا هذا الإرث، لذلك ننتظر زوارنا ومرة أخرى، سنحترم جميع البروتوكولات الصحية الخاصة بفيروس كورونا”.
وتستعد فرنسا لتخفيف القيود المفروضة على الأماكن الثقافية اعتبارًا من منتصف مايو.