عودة “الزومبى” فى القطب الشمالى

عادت إلى الحياة كائنات “زومبي” صغيرة جُمّدت في التربة الصقيعية القطبية الشمالية لمدة 24000 عام، وأنتجت مستنسخات في مختبر في روسيا. وهى Rotifers bdelloid، أو الدوارات/ الدولابيات، حيث سميت بهذا الاسم بسبب الحلقة الشبيهة بالعجلة من الشعر الصغير الذي يحيط بأفواهها.

وتعد الدوارات Rotifers حيوانات مجهرية متعددة الخلايا تعيش في بيئات المياه العذبة، وهي موجودة منذ حوالي 50 مليون سنة.

ووجد الباحثون، بحسب موقع “لايف ساينسز”، أنه يمكن تجميد Rotifers الحديثة عند درجة حرارة أقل من 4 درجات فهرنهايت (-20 درجة مئوية)، ثم إعادة إحيائها بعد 10 سنوات. والآن، قام العلماء بإنعاش Rotifers التي تجمدت في التربة الصقيعية القديمة في سيبيريا خلال الجزء الأخير من عصر البليستوسين (2.6 مليون إلى حوالي 11700 سنة مضت). وبمجرد ذوبان الجليد، بدأت هذه Pleistocene القديمة في التكاثر اللاجنسي من خلال التوالد العذري، ما أدى إلى إنتاج نسخ مكررة وراثية.

ويمكن أن تحافظ التربة الصقيعية على آثار الحياة (والموت) منذ آلاف السنين. وعلى سبيل المثال، عُثر على جثة طائر صغير في التربة الصقيعية في سيبيريا في عام 2020، وعمرها 46000 عام، ولكن يبدو وكأنه “نفق قبل أيام قليلة فقط”، حسبما ذكرت “لايف ساينس” سابقا.

وعُثر على دب الكهف المجمد والمحنط أيضا في سيبيريا عام 2020، ويعود تاريخه إلى حوالي 39000 عام.

ويعد الاحتفاظ بمظهر نابض بالحياة بعد قضاء آلاف السنين في الجليد، أمرا مثيرا للإعجاب. لكن بعض أنواع النباتات والحيوانات المحبوسة في التربة الصقيعية القديمة تمكنت من فعل شيء أكثر إثارة للدهشة: العودة إلى الحياة من حالة التجمد.

وفي عام 2012، وصف العلماء كيف قاموا بتجديد نباتات عمرها 30 ألف عام من أنسجة فاكهة غير ناضجة جُمّدت في التربة الصقيعية في سيبيريا، حسبما أفاد موقع “لايف ساينسز” في ذلك العام.

وبعد ذلك بعامين، أعاد العلماء تكوين طحلب أنتاركتيكا الذي كان محاطا بالجليد في القارة القطبية الجنوبية لمدة 1500 عام. وجرى أيضا استرداد ديدان صغيرة تسمى الديدان الخيطية، وإحياؤها من التربة الصقيعية القديمة في موقعين بسيبيريا: في أحد المواقع بلغ عمر الصخور حوالي 32000 عام، وفي الموقع الآخر كان عمرها حوالي 42000 عام، حسبما ذكرت “لايف ساينس”عام 2018.

وقال ستاس مالافين، الباحث في معهد المشاكل الفيزيائية والبيولوجية في علوم التربة في بوشينو، روسيا، والمعد الرئيسي لدراسة جديدة تصف: Rotifers التي أحيت من جديد: “تطورت Rotifers لاستخدام cryptobiosis لأن معظمها تعيش في موائل مائية غالبا ما تتجمد أو تجف”.

وفي الدراسة الجديدة، جمع العلماء عينات من التربة الصقيعية عن طريق الحفر على عمق 11.5 قدما (3.5 مترا) تحت سطح نهر ألازيا في سيبيريا، حيث أظهر التأريخ بالكربون المشع أن عمر التربة بلغ نحو 24000 عام. وعندما قاموا بإذابة العينات، اكتشفوا Rotifers في جنس Adineta في حالة حيوية خفية.

Exit mobile version