كشف باحثون روس نجاح عملية استنساخ بقرة تم تعديل جيناتها الوراثية على أمل إنتاج حليب مضاد للحساسية، وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، والعربية.نت”. تبلغ البقرة المستنسخة من العمر حاليًا 14 شهرًا ويصل وزنها إلى حوالي نصف طن ويبدو أنها تتمتع بدورة إنجابية طبيعية.
قالت جالينا سينجينا، الباحثة في مركز إرنست الفيدرالي للعلوم لتربية الحيوانات: “منذ شهر مايو، تعمل البقرة في المراعي يوميا وسط أبقار المعهد الأخرى”، مشيرة إلى أن “الأمر تطلب بعض الوقت للتكيف، لكنه سرعان ما حدث”.
يعد نجاح التجربة مزدوجًا، وفقًا لتقرير صادر عن معهد سكولتك للعلوم والتكنولوجيا في موسكو، لأن الباحثين نجحوا في استنساخ بقرة استطاعت التكيف مع باقي القطيع بالإضافة إلى تغيير جيناتها بهدف عدم إنتاجها للبروتين، الذي يسبب حساسية اللاكتوز لدى البشر.
استخدمت سينجينا وزملائها في معهد سكولتيك وجامعة موسكو الحكومية تقنية كرسبر/كاس9 من أجل “التخلص” من الجينات المسؤولة عن بيتا لاكتوجلوبولين، وهو البروتين الذي يسبب “سوء امتصاص اللاكتوز”، والذي يُطلق عليه “حالة عدم تحمل اللاكتوز”.
وتمكن الباحثون من استنساخ البقرة باستخدام نقل نواة الخلية الجسدية SCNT، مع نقل نواة خلية عادية لمتبرع إلى بويضة مع إزالة نواتها. ثم تم زرع الجنين الناتج في رحم بقرة حتى مرحلة الولادة.
وقال بيتر سيرجيف ، الأستاذ في معهد سكولتيك والباحث المشارك في الدراسة، التي نُشرت نتائجها في دورية Doklady Biochemistry and Biophysics، إنه في حين أن الفئران المعدلة وراثيًا هي ظاهرة شائعة إلى حد ما، فإن تعديل جينات الأنواع الأخرى أصعب بشكل كبير، نظرًا لارتفاع التكاليف والصعوبات في التكاثر والتربية.
وأضاف سيرجيف قائلًا: “وبالتالي، فإن المنهجية التي تؤدي إلى تربية الماشية بالحليب المضاد للحساسية تعد مشروعًا رائعًا”.
يعاني ما يقرب من 70% من سكان العالم من شكل من أشكال سوء امتصاص اللاكتوز، وفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، مما يجعل من الصعب عليهم هضم الحليب ومنتجات الألبان الأخرى المشتقة من الماشية.
وأوضح بروفيسور سيرجيف أن استنساخ بقرة واحدة هو في الحقيقة مجرد اختبار، فيما ستكون الخطوة التالية هي تلقيح قطيع من عشرات الأبقار ذات الجينات المعدلة، من أجل تطوير سلالة من الأبقار تنتج حليبًا مضادًا للحساسية بشكل طبيعي.