بقلم الكاتبة الجزائرية: مريم عرجون
هارب أنا من قوة وطنية مشتتة لألاَقِيّ معادلة الإسلام السياسي، هذه الصناعة الغربية لوطن عربي يكتفي بمشاهدة ركب العالم الذي يمر بجواره وهو يملك أكبر عنصر من عناصر القوة الوطنية الوارثة لتراث حضاري غني ، ألا وهو الثقافة و التجانس و التنوع العرقي من كرد، زنوج وأمازيغ و تركمان و الدين الذي لا يخلو من السياسة الحكيمة والمتميز في أصوله عن سياسات العالم ذات الدجل والخيانة ، حيث كانت اللغة العربية أبرز عنوان الاِستمرارية لهذا الوطن لأنها الصفة المشتركة بما تتضمنه من المبادئ والوحدة في التفكير ،و إن هذا التاريخ والتراث الطويل و متفاعل حضارياً جعل لهم هوية ثقافية مميزة تجمعهم تحت راية واحدة كان بحد ذاته من أهم أسباب النهضة في الزمن الذهبي لهذه الأمة ، لكنها اِستبدلت العلم جهلا وثباً بعد وثب و ركعت الضراغم للغرب تصيدا و على الرغم من تألق الحضارة العربية إلاّ أنها ظلت تعاني من فقر دم سياسي يحافظ على وحدتها من حيث الواقع الاقتصادي على صعيد التطبيق و الذي تمزق كيانها الواحد بسبب التجزئة المفُروضة عليها فصار واقعها رَاعِباً مخيباً للآمال و حالة من الاحباط يعيشها المواطن البسيط في العالم العربي على مستوى الحياة اليومية والاِقتصادية وصحيح أن هناك إلتماسات كثيرة لإنشاء مستقبل أمثل في الوطن العربي ولكنه مطوق بالفساد والارهاب وعدم الاستقرار السياسي والحروب التي ما فَتِئَت مُتَلَهِّبة تلقي بنوائبها ومآسيها لتهز اضلاع أسطورة العرب ،أمة كانت مصدر للعلم والتجارة فاصبح تاريخها الزاهي مفكك مهترئ مستوردا للمخلفات ،وطن فقد عفافه في مضجع الغرب فصار يجلس على بوابة اقتصاد اليأس والاحباط ولم يبق في آفاقه إلا سنوات عجاف .
هذا الوطن العظيم تناءى بعيدا مداه فمتى يستطلع خفاياه ويخرج من الرزايا ومن صراع البشر و نيوب القدر ، هل هذا يعود لتفشي الفساد أو لصناع القرار أو إنه اقتران إِسْتِثْنائِيّ بالحكم السلطوي ، فمتى تتمرد وراء الحدود وينجلي عنك الوهم وتستيقظ ،و متى نعتصم بحبل الله جميعا وتكون هذه الأمة نواة وحدة إسلامية كبرى تحكم الشرع وتحقق التكامل الكامل في الاقتصاد لتصبح متفردة الإرادة ،فكفاكم هرولة وراء سراب دنيا الورى.