بقلم اللواء أحمد طاهر
كلنا نعلم قصة الأفلام الإباحية التي انتشرت للمخرج خالد يوسف مع خمسة من النساء منهن الإعلامية أو سيدة الأعمال ومنهن من يمتهن الفن
سواء كانت راقصهة أو ممثلة.
هرب خالد يوسف الي فرنسا فور انتشار الأفلام الجنسية وتناول أخباره على شبكات التواصل الإجتماعي وتم القبض على النساء تباعًا وتقديمهن للعدالة بتهمة أنهن تعمدن نشر تلك الأفلام للتسويق لأنفسهن في عالم الدعارة وذلك حسب ما هو موجود فعليًا بالتحقيقات.
لم يتم الإشارة للمخرج بل هم أنفسهن أتهمن خالد بأنه وراء تصوير ونشر تلك المقاطع وأقرن ثلاث منهن أمام النيابة أنهن كن في علاقة زواج شرعي عرفي معه خلال تلك الفترة والتي سبقت انتشار الأفلام بسبع سنوات كاملة.
تم حبسهن جميعًا على ذمة التحقيقات لشهور عدة ثم إخلاء سبيلهن ثم الحفظ واعتبار الأمر كأن لم يكن، كل ذلك حدث دون أن يتم اتهام خالد يوسف صراحة أو يوضع على قوائم الترقب والوصول أو يستدعى لمواجهته بأقوال ضحاياه ولم يتم رفع الحصانة عنه باعتباره عضو بمجلس شعب.
هذا المخرج هو من قام بتصوير الفتيات في أوقات كانت هناك علاقة ما سواء شرعية أو غير شرعية ومنها من يعلمن بالتصوير ومنهن من لا يعلمن.
في جميع الأحوال ما فعله هذا اليوسف خيانة لمن عاشرهن أيا كانت العلاقة وقمة في الندالة فهو لم يحافظ على أسرارهن وتسبب في فضحهن مدى الحياة وأحط منهن أمام المجتمع وأهاليهم وأولادهم وخرج من الأمر أكثر شهرة عنتيلًا فحلًا يستحق جائزة الأوسكار عن مجمل أعماله كممثل جنسي منوي نجح في عرض فحولته على مجتمع ذكوري لا يحمل العار سوى للمرأة.
أتذكر أعمال هذا المخرج الفنية وأحاديثه الثورية وهو يتحدث عن القهر والظلم والفقر والجوع يتحدث عن النساء اللآتي يبعن أنفسهن كلحم رخيص من أجل لقمة العيش يتكلم عن الشرف والكرامة والحرية وحقوق الإنسان بل يتكلم عن الدستور.
أكاد أجزم من خلال دراستي لأوراق تلك القضية بأكملها الموجودة بمكتبي والتي وصلتني من بعض هؤلاء النساء ضحايا خالد يوسف أن من بينهن ضحايا تدمرت حياتهن بالكامل ومنهن من كانت في عصمة رجل ولديها أولاد في مراحل مختلفة من التعليم وأن الحدث كان منذ سنوات ووقت زواج عرفي بشهود.
الفضيحة كانت مدوية وبيوتهن انهارت وأولادهن يعيشون في عذابات ما كان داعي لها منهن من حاولت الانتحار وأخرى أنزوت وأصابها الاكتئاب واختارت سجن نفسها بعيد عن المجتمع وأمراضه، وكلما حاولن العودة اصطدمن بمجتمع ذكوري لا يرحم وإعلام لا ينسى ونساء تدعي الشرف وتتوضأن على آلام بني جنسهن.
خلاصة القول أن عودة خالد يوسف من خلال التسويق الإعلامي بحلقة عمر أديب إهانه لضحاياه من النساء اللاتي دفعت فاتورة ثقتهن به كحبيب أو زوج أو عشيق بل إهانة للمجتمع ككل.
عودة هذا الخالد العنتيل إهانة لكرامة وطن كامل ونموذج للفاجر الذي يفلت من العقاب ويبعث اللأمل في وطن نحاول أن يكون أكثر عدلًا، إن عودة هذا المخرج ليطل علينا ليعلن أنه ومن خلال منظومة إعلامية وطنية سيخرج فيلمًا ومسلسلًا عن الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد أمرًا مُحرجًا للغاية
ولا أعرف كيف هذا؟ ومن سيسمح بذلك ولماذا؟
الكثير من التساؤلات فكيف سيصدقك المجتمع المصري والعربي ذلك الأمر يقتنع مرة أخرى بك كمخرج ثوري وأنت تتحدث عن ٱلام المجتمع وأحلامه وطموحاته؟ كيف سنقتنع بعدلك وأنت فاضح لنساء كل جرمهم أنهن وثقن بك في لحظة فارقة من عمرهن؟
كيف ستتكلم عن العدل والمساواة وأنت لم تدفع ثمن جريمتك أصلًا وفلت بفعلتك؟
كيف سنتعاطف نحن كبسطاء مع أفكارك وأنت مازلت وستظل في أفكارنا كرجل جنسي فحل منوي؟
صدقني أراك أكثر مخرجًا لإعلانات مشروبات الطاقة أو أقراص المقويات الجنسية، فلقد كنت وستظل نموذجًا للخمسيني الذي استطاع أن يظهر فحولة تحسد عليها،
وأظن أن مجتمعنا الذكوري سيهتم أكثر وأكثر بمعرفة نوع تلك المقويات الجنسية التي كنت تتناولها حتى تظهر لنا في أفلامك الجنسية بكل هذا الاحتراق الذي تحسد عليه.
وأظن أننا في دولة محترمة يرأسها رجلًا عادلًا أمين على الأمة، لن يسمح بأن يترجم عنا تاريخنا وكفاحنا في أصعب الفترات التي يمر بها الوطن .. رجلًا مثل خالد يوسف.
وأرى أن هناك ظلم بين في أن لا تنال منك العدالة وتحاسب كما تم محاسبة الجميع، وينالك ما نال الجميع من حساب وعقاب وقهر وظلم كنت أنت وأنت فقط الفاعل الأصلي والعامل المشترك في كل أحداثه.
صدقني أنا لا أعرفك غير من خلال أعمالك ومن خلال أوراق القضية التي أمامي ولست سينمائي مثلك ولا محبا لإثارة الرأي العام ولكن أجد أنه من العار أن لا اقول رأي وأحذر من أنك ستكون نموذجًا سيئًا للإنفلات من العقاب والهروب من العدل عودتك قهر للكثيرين من الباحثين عن الحرية وللذين تولد لديهم الأمل في دولة أكثر عدلًا ومراعاة لحقوق الإنسان.