د. طارق الأدور يكتب : ثقافة اللوائح وتعيين الإداري بدون وساطة

بقلم د. طارق الأدور


سألني الكثيرون لماذا تواصل الكتابة عن علاج أمراض الكرة المصرية، ولا أحد يسمع ولا أحد يرى، قلت هذا هو دور الإعلام الحقيقي الذي نشأت وتربيت عليه، فإن كنت يوما سببا في التغيير فهذا حسبي أمام الله، وإن لم أستطع فكفاني شرف المحاولة.
في كل دول العالم الكبرى تكون اللوائح الخاصة بالبطولات والأحداث الرياضية التي تشارك فيها الأندية والمنتخبات معروفة ومدروسة تماما من الأجهزة الإدارية بحيث لا تحدث الأخطاء التي تؤثر على النتائج، وتكون الأمور واضحة تماما أمام الرأي العام بحيث لا يحدث أي لبس عند إتخاذ أي قرار ضد ناد أو إتحاد من جانب اي جهة دولية. العكس تماما عندنا في مصر سواء في الأندية أو المنتخبات، الإداريون يجهلون اللوائح ولا أبالغ إذا قلت ان الجهل باللوائح يمتد إلى رؤساء الأندية والإتحادات وللأسف الإعلام، وتتضح الأمور عندما يقع المحظور وتقع منتخباتنا وأنديتنا تحت طائلة العقوبات.
الإلمام باللوائح والقوانين عنصرا هاما لنجاح منظومة كرة القدم وهي البند رقم 17 في سلسلة الحلقات التي أسعى من خلالها لطرح أزمات الكرة المصرية ووسائل حلها بعد أن تناولنا من قبل دور إتحاد الكرة، وتطوير الدوري، وتطبيق اللوائح بصرامة، وتطوير منظومة التحكيم، والإستعانة بتقنية الفار المتكاملة ، وتطبيق قواعد اللعب المالي النظيف ، وعودة الجماهير بشكل كامل، ووضع إستراتيجية دقيقة لفرق الناشئين، والإهتمام بالملاعب، والنقل التليفزيوني الجذاب، والقضاء على التعصب ، والعودة لأخلاق الرياضة ، وإعلام محايد بعيد عن المصالح، والتحكم في أسعار اللاعبين، والقضاء على سماسرة الكرة وأخيرا إنتخابات تفرز الأفضل.
والجهل باللوائح هو آفة من آفات الكرة المصرية وتظهر دائما عندما يكون الأمر خاصا بأي جهة دولية لأن اللوائح الداخلية عندنا عرضة للتعديل على الكيف وتحت أي ضغوط وبخاصة إذا جاءت من جانب أصحاب السطوة، ولكن عند الإصطدام بالجهات الخارجية فإن الأمر مختلف تماما لأن أحدا مهما كانت سطوته لن يستطيع ان يعدل أو يغير تلك القرارات.
هناك أمثلة عديدة للجهل باللوائح في السنوات الأخيرة ومنها مثلا ما حدث من رد الفعل على أحداث مباراة مصر والسنغال في تصفيات كأس العالم، ومحاولة إقناع الشعب المصري بأن المباراة سوف تعاد، رغم أن اللوائح لا تنص على إعادة المباراة في هذه الحالات مما أصاب الشعب المصري بالإحباط الشديد عندما صدر القرار.
وتسبب الجهل باللوائح في أزمات كثيرة للكرة المصرية مثلما قام به التليفزيون المصري بنقل مباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم 2014 بدعم وقتها من إتحاد الكرة، رغم عدم وجود حقوق للبث، وظنت تلك الجهات وقتها أن الأمر يمكن أن يكون بالفتونة أو التحدي كما يحدث في مواقف عديدة في الداخل في الدوري المصري مثلا، وكانت نتيجة الجهل باللوائح أن تحملت مصر مبلغ 40 مليون جنيه غرامة للفيفا على بث 90 دقيقة دون وجه حق، وبالطبع لم يجهد أحد نفسه في قراءة لوائح الفيفا في حالة مخالفة قواعد حقوق البث.
الأمثلة كثيرة لذلك وإنظروا كم الغرامات التي تم توقيعها من الفيفا مثلا على الأندية المصرية بملايين الدولارات كل عام بسبب الجهل باللوائح.
قد يعتقد بعض المسئولين عندنا أن اللوائح الدولية تدار كما تدار الكرة عندنا في المسابقات المحلية باللوائح المطاطية والتي تنكسر بالبلطجة والصوت العالي، ولكن بالطبع هذا لن يحدث.
الحل واضح وصريح في هذه النقطة وهي ألا يتولى منصب إداري إلا من يجتاز إختبارا للوائح في كل البطولات التي يشارك فيها النادي أو الهيئة، وأن يتوارى من يتقلدون المناصب بالوساطة أو لأنهم يعرفون هذا المسؤول او ذاك أو تربطه علاقة مصالح بأصحاب القرار.
وإلى علاج جديد لأمراض الكرة المصرية

adwar10@hotmail.com

Exit mobile version