من‭ ‬آن‭ ‬لآخر.. تعظيم‭ ‬سلام

الكاتب الكبير/ عبد الرازق توفيق

الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬تستحق‭ ‬التحية‭ ‬لأنها‭ ‬قررت‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لاندلاع‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬فى‭ ‬الأسواق‭ ‬المصرية،‭ ‬بحيث‭ ‬تتوفر‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الأساسية‭ ‬والإستراتيجية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستشعره‭ ‬المواطن‭ ‬بوضوح‭ ‬لأنه‭ ‬يشترى‭ ‬أى‭ ‬سلعة‭ ‬وبأى‭ ‬كميات‭.‬
دعونا‭ ‬نتفق‭ ‬أن‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬الروسية‭ ‬ــ‭ ‬الأوكرانية‮»‬‭ ‬وما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬كارثية‭ ‬تسببت‭ ‬فى‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬عالمية‭ ‬آثارها‭ ‬تجسدت‭ ‬فى‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬وتضخم،‭ ‬تأثرت‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬مصر‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬أى‭ ‬أن‭ ‬الأزمة‭ ‬فرضت‭ ‬علينا،‭ ‬ولم‭ ‬نصنعها‭ ‬بأيدينا،‭ ‬لكن‭ ‬يبقى‭ ‬نجاح‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬معاناة‭ ‬لدى‭ ‬المواطن‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬فى‭ ‬السلع‭ ‬إنجازاً‭ ‬عظيماً‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والتقدير‭.‬
سيدة‭ ‬مصرية‭ ‬جاءت‭ ‬من‭ ‬إحدى‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭ ‬وتحديداً‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬فى‭ ‬زيارة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬ودخلت‭ ‬إحدى‭ ‬السلاسل‭ ‬التجارية،‭ ‬ولسان‭ ‬حالها‭ ‬يقول‭: ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله،‭ ‬عندنا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬وفرة‭ ‬غير‭ ‬عاديه‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات‭ ‬وبأى‭ ‬كميات،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬فى‭ ‬لندن‭ ‬أن‭ ‬نحصل‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮«‬عبوة‭ ‬واحدة‮»‬،‭ ‬وهناك‭ ‬أشياء‭ ‬كثيرة‭ ‬فيها‭ ‬عجز‭ ‬ونقص،‭ ‬واختتمت‭ ‬كلامها‭ ‬قائلة‭ ‬عمار‭ ‬يا‭ ‬مصر‭.‬
مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية‭ ‬لأنه‭ ‬استشعر‭ ‬الفارق،‭ ‬فالحمد‭ ‬لله‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬موجود‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬أجواء‭ ‬ومناخ‭ ‬معتدل‭ ‬وليس‭ ‬صقيعاً‭ ‬وبرودة‭ ‬رهيبة،‭ ‬وثلوجاً،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬تتوفر‭ ‬كافة‭ ‬مصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬غاز‭ ‬طبيعى‭ ‬وكهرباء‭ ‬وبنزين‭ ‬وسولار،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توافر‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬والاحتياجات‭ ‬وبأسعار‭ ‬لاتقارن‭ ‬بالأسعار‭ ‬العالمية‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬توجيهات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬لاندلاع‭ ‬الأزمة‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬سوف‭ ‬تتحمل‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬فارق‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬ولذلك‭ ‬أقول‭ ‬للجميع‭ ‬إن‭ ‬حالة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬ليست‭ ‬ذنب‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬الحكومة‭ ‬ولكنها‭ ‬موجة‭ ‬عالمية‭ ‬قاسية‭.‬
الحقيقة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يستوجب‭ ‬التحية‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬المهولة‭ ‬لمنافذ‭ ‬بيع‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬المنتشرة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬وفى‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬سواء‭ ‬منافذ‭ ‬ثابتة‭ ‬ومتحركة‭ ‬وأيضاً‭ ‬سواء‭ ‬منافذ‭ ‬قواتنا‭ ‬المسلحة‭ ‬والداخلية‭ ‬ووزارتى‭ ‬التموين‭ ‬والزراعة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬افتتاح‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬500‭ ‬منفذ‭ ‬وشادر‭ ‬ضمن‭ ‬معارض‭ ‬أهلاً‭ ‬رمضان،‭ ‬تبيع‭ ‬السلع‭ ‬واحتياجات‭ ‬المواطنين‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬وأقل‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬وبجودة‭ ‬عالية‭.‬
انتشار‭ ‬هذه‭ ‬المنافذ‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد،‭ ‬حقق‭ ‬نجاحات‭ ‬هائلة،‭ ‬ووفر‭ ‬الأمان‭ ‬والاطمئنان‭ ‬للمواطن‭ ‬خاصة‭ ‬الفئات‭ ‬البسيطة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬والأكثر‭ ‬احتياجاً،‭ ‬التى‭ ‬شكلت‭ ‬عليها‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬أعباء‭ ‬كبيرة‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬لتخفيف‭ ‬هذه‭ ‬الأعباء‭ ‬بجهود‭ ‬خلاقة،‭ ‬لذلك‭ ‬إذا‭ ‬جاز‭ ‬لى‭ ‬الاقتراح‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬معارض‭ ‬وشوادر‭ ‬أهلاً‭ ‬رمضان‭ ‬المنتشرة‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬واستقرار‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬العالم،‭ ‬وعودتها‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬وليس‭ ‬لنهاية‭ ‬رمضان‭.‬
أضيف‭ ‬أيضاً‭ ‬استمرار‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬كلنا‭ ‬واحد‮»‬‭ ‬وجميع‭ ‬المبادرات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أن‭ ‬تستمر‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية،‭ ‬لأنها‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬فى‭ ‬حماية‭ ‬المواطن‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭ ‬خاصة‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭.‬
يمكننا‭ ‬تجاوز‭ ‬الاسم‭ ‬أهلاً‭ ‬رمضان،‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬تغييره‭.. ‬لكن‭ ‬وجود‭ ‬هذه‭ ‬المعارض‭ ‬والشوادر‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬يحقق‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطن‭ ‬ولا‭ ‬يبخس‭ ‬الدولة‭ ‬والشركات‭ ‬حقها‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭.. ‬لأن‭ ‬حالة‭ ‬الحصار‭ ‬التى‭ ‬تفرضها‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وضرورة‭ ‬توفر‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬وتهيئة‭ ‬الأمور‭ ‬للمواطنين‭ ‬حققت‭ ‬نجاحات‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التفريط‭ ‬فيها‭ ‬لذلك‭ ‬أطالب‭ ‬باستمرار‭ ‬المبادرات‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬ومعارض‭ ‬وشوادر‭ ‬أهلاً‭ ‬رمضان‭ ‬وإن‭ ‬اختلف‭ ‬المسمى‭ ‬حتى‭ ‬انتهاء‭ ‬الأزمة‭.‬
دعونا‭ ‬نتفق‭ ‬أننا‭ ‬مطالبون‭ ‬بتعظيم‭ ‬سلام‭ ‬للدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬لأنها‭ ‬نجحت‭ ‬فيما‭ ‬فشلت‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬كبرى‭ ‬ذات‭ ‬اقتصادات‭ ‬متقدمة‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬والاحتياجات،‭ ‬وعدم‭ ‬السماح‭ ‬بوجود‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬نقص‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بتوجيهات‭ ‬ورؤية‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬الذى‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يؤلم‭ ‬أو‭ ‬يسيء‭ ‬لمصر،‭ ‬وأيضاً‭ ‬قضى‭ ‬على‭ ‬الطوابير‭ ‬والأزمات‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يستحق‭ ‬التحية‭ ‬والإجلال‭ ‬لهذا‭ ‬القائد‭ ‬العظيم‭.‬
تحيا مصر

Exit mobile version