مريم عرجون تكتب
سيوف تقتتل وكل إمام رأيه قطار رَحَّالَة متوقف، ومألوف على ما لا يألف، فيقبّل التاريخ لمألوف متخاذل يتزلّف، وفي ذات اللحظة المكثفة لاِنعتاقي نحو التَطلعات المُنْتَصِرة لدالية الفكر الراقي الذي لا يجرده خريف بحيرة العبث التي تستنفر غيلان جرذان مشلولة العقول و تشتعل فيها زفرة اللَهَب في لفيف الماء، فتقطع حبل المسافات وتمنعنا من الوصول الى عتبات التَفَوُّق فلا أنت، أنت ولا أنا، أنا، ولا اللغة استقرت ولا الوطن يقين ينصف، بل حتى صلاة المؤمن تؤمنها الشياطين وتبقى دائما الجرذان جرذان بالشكل توصف،
متى نشأ هذا الحيوان ؟ كيف نشأ لا أحد يعرف، أفاقت مناهل العلم ذات يوم فاذا بها تجد نفسها أمام شيء جديد لم تألفه من قبل، وقد حاولت كثيرا أن تُقيم ارتباطات عاقلة مع هذا الحيوان، وافق في البداية لكن مع الأيام أخذ يوقع بينها ويقتلها وقد تسبب في انقراض أعداد كبيرة من مناهل العلم التي كانت تعيش على أرض عِلْمها ألف يد له تغرفُ، ولما تكشفت نوايا هذا الحيوان الجديد المُتَمَاد و الأكال للسُّحت، اِبتعد عنه الجميع ذهبوا بعيدا وتركوا له كل شيء لكنه لم يكتف بجأشه الأجوف بل يحاصر صناع النجاح ويقتلهم في كل مكان لإﺟﻬﺎض تفوقهم وإشباع رغباته الشيطانية، التي صَدْعت سيوف قائِمة بِالْقِسْطِ بسلاحها المتخلف وبكت للعلا الأحرف، ولما لم يجد أحدا يقتله أخذ يقتل بعضه وهكذا بدأت المجازر تجرف لعقول لم تهجر مبادئها رغم القيود التي لا توصف وصداها الذي لا يسعف، قيود ومجازر بدأت منذ ألاف السنين ولم تتوقف ولذلك يعتقد الكثيرون أن اِنقراض هذا الحيوان أصبح وشيكا خاصة وأن الطرق التي يتبعها في القتل الآن تطورت وأصبحت فعالة بحيث لا تخطئ الجرذان أبدا، بل تَلُّجُ في عُمْهٍ وهي تجلس مزهوة تستمع الى قرع أجراس نهاية أقدامك وأنت واحداً في غمرات الناس، ولكنها لا تدرك أن نهاية أقدامك هي أسرار قوتك الذاتية، بالرغم من كل ما تحيطه بك من دسائس وسوء و نظريات المؤامرة المعلقة على أعذار واهية ولكن دائما هذه المكائد ما هي إلا وقودا للاستمرار في بلوغ مراتع المجد، فما تَرَاخَ العقل ولا وهن ولن يستسلم لسَكِينة الكفن، وفي الغد يواثق المسار لينفض الغبار ويبعد الشوك المبعثر، ومهما بقيت مساعينا للنجاح و دروبنا، حياة منقوصة الاكتمال و نحن على أهبة حلم مؤجل في انتظار اكتمالها، فهي لن تكتمل ونحن لن نغادر الحلم كعناد شجرة تنبثق نحو الحياة من تحت صخرة يكفيها شرف الطموح ذاك المقام فضل الله يؤتيه لمن يشاء، أما الذين لا يصنعون نجاحهم ومجدهم فوحدهم هم الناجون دون شرف المنازلة فلن تجد الحياة ما تقتله فيهم وهم في التيه يعمهون،
فأي فلسفة تلك التي ستقنع صناع النجاح بفكرة القوة المستضعفة لجرذان مشلولة العقول، و هم يظنون إننا تائهون في فوضى الأمنيات ونحن نؤمن بكل ما أوتينا من إيمان إننا لتلك الأحلام منتمون، عين منّا على الوطن و سُمُوّه، وعين الاِعتلاء في الذات تحاور المستحيل، لأن الإرادة الراسخة عند أهل العزم تبرعمت فيهم، ويوماً ما ستكبر وتصبح حقيقة في خضم قرابين الجرذان، و حين يشحذ الصمت العَزِيمَة ستغدو رمحاً نرمي به الى أقصى مُدَدِ الاجتهاد والتحدي فينغرس لتلحقه تقاة الخطى لصناع النجاح، وعندها فقط ستورق وتزهو تلك الأحلام بنزق محارب ويسطع نور اجتهاده رغم كيد ضعفاء الشياطين، لأن كل الأشياء التي يضعها لك أعداء النجاح تصنع منك إنسانا صلبا عازما على الشدائد في فجاج الأرض تواجه أذى الزمان وما النصر إلا برهة صبر فلن يفوز بالأجر اِلا ذوي المجد والمجد يعلى ولا يعلى عليه، لأن المجد هو القسم لصناع النجاح الذي التزموا به فوق الأرض وتحتها ” أقسم أن أبقى منتميا لوطني والتاريخي مؤمنا بقضاياه مدافعا عن ارضه وشعبه وكرامته ومكافحا لنيل حريته واستقلاله وتحقيق سيادته بعيدا عن اشكال العبودية او التبعية وملتزما بمبادئ الشرعية الدولية وفي مقدمتها مبادئ الكرامة والمُرُوءَة ،كما اتعهد بأن أحافظ على رؤية ورسالة وأهداف الدولة وذاكرتها التاريخية الأصيلة، والتي لن تتأثر بعوامل التعرية التمويلية ولا بالتحالفات الكونية و النُزَح الحاصلة فيها، وان ادافع عنها وعن بقائها وتطورها، وانا الراسخ كشاهد تاريخي حي وصادق، لأننا لن نجد يوما كيومنا هذا للبلوغ بثبات سماء النجاح، فنحن على قيد كل شيء، الحياة، الامل، وحتى الحلم، فعش يومك ما شئت لك الحياة، فالماضي انتهى والآتي رهن الغد، ولن يفوز بالأجر اِلا ذوي المجد، لأن مناهل العلم أفراس حرة في محاريب العقول.