الكاتب أ / السيد البابلي
ونعود للتاريخ دائماً نستلهم منه العظات والعبر.. والتاريخ يقف الآن عند شهر أكتوبر.. أعظم الأشهر التى تمثل لنا القوة والإرادة والعزة والفخار.. ونسترجع أكتوبر من ٣٧٩١ الذى شهد ظروفاً مشابهة لأكتوبر الحالى.. فالشعب هو نفس الشعب.. الشعب الذى أدرك بحسه الوطنى بعد أن دخلنا مرحلة الحرب أن قوته فى وحدته.. وصلابته فى تلاحمه.. والطريق إلى النصر يبدأ دائماً من جبهة داخلية قوية مساندة لقيادته وظهير شرعى لكل القرارات والسياسات فى المراحل المصيرية التى لا يمكن معها أو خلالها أن يكون هناك انقسام أو تضارب فى المصالح والتوجهات والأهداف.
وفى أكتوبر قبل خمسين عاماً فإن شعب مصر العظيم وقف على قلب رجل واحد خلف قواته المسلحة ووراء صاحب قرار المعركة فقد كان هناك وعى شعبى هائل بأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ولا مجال لرفاهية الاختلاف واختلاق الأزمات.. ولم يكن هناك من يشكو أو من يتذمر فقد كان لنا هدف.. والهدف كان مستقبل وطن.. إما أن ننتصر وإما أن نعود للوراء سنوات وسنوات.
وعندما انتصرنا وعبرنا الهزيمة فى أكتوبر ٣٧ فإن مرحلة جديدة بدأت بسياسات مختلفة وتغيير فى القناعات والقرارات والتحولات الاجتماعية والاقتصادية.
وأكتوبر يأتى علينا ونحن نعيش أجواء الانتخابات الرئاسية وحيث الحوار قائم على كل المستويات حول الذين قرروا الترشح للرئاسة وما يمكن أن يقدموه لمصر فى هذه المرحلة من أفكار وبرامج واقعية وقابلة للتنفيذ.
وبإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى الترشح لدورة رئاسية قادمة تكون ملامح الانتخابات الرئاسية قد اكتملت وتصبح الكلمة هى للشعب.. والكلمة هى من أجل مصر وأمن وأمان واستقرار مصر.
وفى متابعتنا للحوار الدائر فى هذه الانتخابات الرئاسية الوطنية المصرية فإننا نستمع لبعض الأصوات الإعلامية التى يصعب تحديد انتماءاتها وولائها وقناعاتها وهى تبث وتنشر وتتناول بطريقة بالغة الخبث أفكاراً تحمل الكثير من الإيحاءات الغامضة وتثير قدراً من التأويلات والاجتهادات التى تدخل فى إطار نشر الصورة الضبابية ومحو وإخفاء معالم الطريق.
ولأننا نؤمن بأن شعب مصر العظيم لا تنطلى عليه ادعاءات البعض فى بحثهم عن بطولات زائفة لجذب الانتباه والتأثير فإننا نراهن على الوعى الجماهيرى فى أن تكون صناديق الانتخابات هى الرد القوى على كل ما يتردد هنا أو هناك.. وأن يكون الإقبال الشعبى على التصويت الرئاسى درساً فى عمق الانتماء والنضج ورسالة للعالم كله بأن شعب مصر فى اصطفاف وطنى هائل متمسك بمواصلة المسيرة وقادر على اتخاذ قراره الوطنى لحماية أمنه واستقراره.
>>>
وإذا كنا نتحدث عن استمرار المسيرة الوطنية ونعلن تأييدنا لفترة رئاسية جديدة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى قيادة مصر فإن هذا عن قناعات بأن الثبات والاستقرار هو ما يشجع ويحمى ويعزز من خطوات بناء الأمة بعيداً عن التقلبات والمغامرات وتجارب جديدة تعود بنا إلى الوراء.
ونحن على ثقة أيضاً من أن المرحلة الجديدة فى الحكم سوف تشهد الكثير والكثير من المراجعات لعلاج السلبيات وتوسيع دائرة المشاركة السياسية والحريات العامة بعد أن نجحت الدولة فى استعادة الهيبة وفى القضاء على بؤر التوتر والإرهاب.
ونحن على ثقة أيضاً من أن المرحلة القادمة سوف تشهد جنياً للثمار بعد اكتمال تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة التى ستمثل عائداً كبيراً للوطن ومصدراً جديداً للدخل.
وعندما نتحدث فى ذلك فإننا نشير إلى ارتفاع ملحوظ فى الصادرات المصرية هذا العام بزيادة ملحوظة عن الأعوام الماضية ونؤكد فى هذا أن المساندة للقيادة السياسية فى رحلة البحث عن مستقبل أفضل لمصر تعنى أن يكون هناك مزيد من العمل والإنتاج، وسوف ندعم فى ذلك الرئىس بأن نوجه جهدنا وطاقاتنا وإمكانياتنا من أجل البناء والإخلاص فى العمل وسرعة الإنجاز.
إن الأشهر القادمة إلى أن تجرى الانتخابات الرئاسية فى ديسمبر القادم سوف تشهد الكثير من المحاولات لضرب الاصطفاف الوطنى وزعزعة ثقتنا بأنفسنا وسوف تشهد حملات التحريض والكراهية ولن تتوقف بعض الأنظمة التى تعانى من اضطرابات اجتماعية وسياسية داخلية عن محاولة صرف الأنظار عن واقعها الداخلى بتوجيه وتصدير الأزمات إلينا من خلال عناصر تم التغرير بها ومن خلال عناصر أخرى تحاول تصفية حساباتها مع النظام على حساب مصر والمصلحة الوطنية لشعب مصر.
ويقيناً فإننا سنستمع فى ذلك للكثير من الشائعات.. والكثير من شرائط الفيديو التى يتم اختلاقها وإعدادها على منصات التواصل الاجتماعى بهدف إثارة المشاعر وتأليب الجماهير وبث روح الفرقة والانقسام.
ونحن نأمل أيضاً فى أن يكون تحرك بعض الأحزاب فى هذه المرحلة الانتخابية على درجة من الوعى والرقى الذى يعكس مكانة وقيمة مصر.. نحن أمة عظيمة وسنذهب لصناديق الانتخابات بأعداد كبيرة وضخمة لأننا حريصون على مستقبلنا ولأن العالم يجب أن يرى ويتعرف على صورة مصر الجديدة فى شبابها ورجالاتها ونسائها.. ستكون الطوابير هى الرسالة.. وهى القرار.
>>>
وأخيراً:
>> ينبغى للعاقل أن يخاطب
الجاهل مخاطبة الطبيب للمريض.
>>>
>> وتخذلنا الحياة.. ولكن يساندنا لطف الله.
>>>
>> والحياة سلم.. البعض يصعد درجاته
والبعض ينزلها.
>>>
>> والحمد لله لأن أرزاقنا فى خزائنه،
ونواصينا بيده، وتدبيرنا تدبيره، الحمد لله أن
الأمر أمره لا أمر عباده، والرحمة رحمته لا رحمة مخلوقاته،
والهبات والعطايا كلها منه لا من سواه.