الكاتب أ / نشأت الديهي
عاشوا على عائدها وتربوا على مبادئها وأخلصوا من أجلها فهى لهم غاية ووسيلة، إنهم الإخوان والفتنة، التلازم الدائم والعلاقة الشرطية، فلا إخوان دون فتن ولا فتن دون إخوان، إنهم لا يقاومون حب السلطة ولا يخفون عشقهم لكراسيها حتى لو كانت على جثث الأوطان او المواطنين، فأينما وُجدت السلطة وُجد تنظيم الإخوان حيث يبدأ مرتديا زى الدعوة ويرفع شعارات الحلول الاسلامية للمشاكل الحياتية ثم يتحول الى انتقاد السلطات الحاكمة ويُقسم بأغلظ الأيمان أنه لا يريد إلا الاصلاح، وينتهى به المطاف الى تسميم الاجواء وبث الشائعات والقيام بالتفجيرات والاغتيالات لرسم صورة سوداوية امام الناس وفى هذه الاثناء تكون الاتصالات مع الاطراف والمنظمات والاجهزة الاجنبية على قدم وساق ومن خلال التنظيم الدولى للتنظيم ورجاله فى هذه الاجهزة والمنظمات، حدث هذا فى مصر والسودان والجزائر وسوريا واليمن وليبيا ويحدث الآن فى تونس، ولكل دولة طابعها وظروفها المختلف عن باقى الدول لكن الثابت الوحيد فى كل ما جرى ويجرى فى المنطقة هو «تنظيم الاخوان» بنفس السلوك والتحركات والتصريحات حتى المفردات تكاد تكون واحدة، فالتنظيم واحد برأس واحد وذيول متعددة، من هنا أرى أن الاخوان لا يتعلمون من أخطائهم لسبب بسيط وهو أنهم لا يعترفون أبدًا وطوال تاريخهم بأنهم يخطئون فقادة الاخوان فى عيون الاخوان معصومون من الخطأ فلا لوم عليهم ولا تعقيب، فجميعهم يشربون من بحيرة واحدة مسمومة، مياهها عطنة رائحتها، ورغم كل الإخفاقات والضربات التى واجهتهم يبقى ويستمر ويتعمق عشقهم للسلطة بلا مقاومة تذكر منهم كما الفئران تماما لا تستطيع مقاومة الجبن.