الكاتب أ / عبد الوهاب عدس
أشعر أن الكتابة هذه المرة.. صعبة.. فنحن امام عقدة غليظة.. تبحث عن حل.. وبالرغم من ان كل عقدة ولها حلال.. الا ان هذه العقدة.. ليس سهلا حلها.. فنحن امام عالم غريب.. عجيب.. فقد حياده.. بل ومصداقيته.. لا أعرف ماذا أقول.. الكلمات تخرج بصعوبة.. ماذا حدث.. وكيف حدث.. وما هى نتيجة ما حدث.. وما كل هذا الدمار والخراب.. وهذه الدماء التى تغطى وجه غزة.. العديد من قادة ورؤساء دول العالم.. لا يريدون ان يفهموا.. او يدركوا الحقيقة.. ان شهوة الانتقام تسيطر عليهم.. بل تلغى عقولهم.. والآن يقفز السؤال: الى متى هذه الابادة وهذا الانتقام الجماعي.. لشعب اعزل.. والعالم يكتفى بالفرجة.. الى متى يعيش ابناء غزة داخل سجن مفتوح.. مغلق من كل جانب.. لا طعام ولا ماء ولا دواء.. ولا وقود لعمل المستشفيات يعنى لا علاج.. وسط هذا الظلم.. جاء مطلب ابناء غزه الوحيد.. أعداد هائلة من الأكفان.. لم يطلبوا اى شئ اخر من مقومات الحياة.. انها الأكفان فقط.. فاعداد الشهداء فاقت ما لديهم من اكفان!! أين الانسانية.. أين الرحمة.. هل اصبح العالم يوزع انسانيته طبقا لميله وهواه.. واين حقوق الإنسان التى يتغنون بها ليل نهار.. هل هى حلال لناس وحرام على اخرين !! هل يوجد على وجه الأرض شعب واحد يقبل ان يهجر من بلده بالقوة وتحت تهديد السلاح !! لماذا يحرم المظلوم من استعادة حقه فى وطنه.. وان يفعل المستحيل.. فلا حياة حتى يستعيد أرضه المغتصبة.. وهنا اقول لإسرائيل وكل من يساعدها.. ماذا تنتظرون فى الأيام القادمة.. من شباب واطفال نشأوا فى قهر وظلم الاحتلال.. شباب عاش مأساة الفقد.. فقد كل شئ.. الأرض والأهل.. ونزعت منه ابسط حقوقه الانسانية.. ماذا تنتظرون من هذه الأجيال.. جيلاً بعد جيل.. وهو يرى بعينه.. اغتيال وقتل وطرد وهدم المنازل والمستشفيات.. شباب عاش قسوة ومعاناة وجبروت الاحتلال.. شباب ترعرع وسط دماء اهله وجيرانه واحبابه.. كان يجب على امريكا.. ان تنقذ إسرائيل من نفسها.. وتعالج الازمة بالمنطق.. ويبقى ان اقول.. ان اهم ما حققته هجمات ٧ اكتوبر.. هو ما يعرف بتوازن الرعب.. فقد انتقل الرعب.. الى الإسرائيليين.. كما كان هو نفسه لدى ابناء غزه.. وان الفلسطينين اصبح لديهم مقاومة مسلحة لها انياب.. تمتلك القدرة على اختراق إسرائيل فى اى وقت.. من هنا فإن المشهد معقد.. خاصة بعد ظهور رأى عام عالمي.. فى العديد من دول العالم يطالب بانقاذ اهل غزه.. من هذه الابادة المنظمة.. إنقاذ شعب يعيش لحظات قاسية ينتظر فيها اجتياح برى إسرائيلى فى اى وقت.. اى احتلال لارضه.. هذه المظاهرات أكدت ان لدينا شعوب من مختلف دول العالم.. ترفض هذا العدوان الغاشم والوحشى على غزة وشعبها.. ان ما يحدث هذه الأيام.. يجدد ابسط الحقوق الفلسطينية.. فى اقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.. ويجب أن يعرف العالم كله.. ان اخطر ما يواجه الصراع الفلسطينى – الإسرائيلى هو تجاهل القضية الفلسطينية.. والأصعب هو تحويلها الى قضية هامشية.. ولابد ان تعرف الدنيا كلها.. ان الجانب الفلسطينى هو المعتدى عليه والمحتل أرضه.. وان فلسطين هى الدولة الوحيدة فى العالم.. التى مازالت محتلة.. فكل دول العالم تحررت من الاستعمار ما عدا فلسطين.. ولعلنا نتذكر كلمات الرئيس الراحل انور السادات فى الكينيست الإسرائيلي.. حين قال بكل وضوح: ان كانت إسرائيل استطاعت ان تخلق وضعا قانونيا لواقع فرضته تقبله غالبية دول العالم.. على الاقل فى هذه المرحلة بوجود دولتين متجاورتين فى أمن وسلام.. تجنب المنطقة كلها هذا التوتر والاضطرابات المستمرة وهذا العنف المتجدد طوال الوقت.. اقول بأعلى صوتي.. ان اقامة الدولة الفلسطينية.. هو الحل.