الكاتب أ / نشأت الديهي
ما تتعرض له مصر خلال هذه الفترة هو أمر غير مسبوق على مر التاريخ ، فلأول مرة نجد الحدود البرية الثلاثة غربا وشرقا وجنوبا مشتعلة حرفيا ، كما أن الحدين البحريين الشمالى والشرقى يتعرضان لتهديدات متزامنة وغير مسبوقة ، فشرق المتوسط يشهد الكثير من التحديات الامنية على صعيد ملفات الغاز والهجرة والتهريب وتشابكات الحدود البحرية فى المياة الاقتصادية ، اما البحر الاحمر ومضيق باب المندب الذى يعد المدخل الرئيس لقناة السويس فيواجه تحديات القرصنة التاريخية قبالة السواحل الصومالية ووجود ميليشيات الحوثى على السواحل اليمنية بالاضافة الى الوضع فى بورسودان ، وعلى الصعيد الداخلى مازالت الدولة تواجه ملفات وتحديات اقتصادية مريرة نتيجة حزمة المسببات المتضافرة منذ 2011 وحتى الآن بالاضافة الى الحرب الضروس على الارهاب ومواجهة قضايا الامن المائى ، بيد أن مصفوفة هذه التحديات التى نواجهها والتهديدات التى نجابهها لم تأت عن طريق المصادفة ، تقديرى أن هذه «اللوحة القاتمة « ليست من نتاج تفاعلات طبيعية وصراعات منفصلة تدور وتجرى فى الاقليم لا يربطها رابط ، كل التقديرات المعمقة تؤكد أن هناك «خطة شديدة السرية « لخنق الدولة المصرية تهدف لتحقيق حزمة من الأهداف يمكن رصدها فى النقاط التالية:
١- تعطيل او ايقاف المشروع الوطنى المصرى الذى انطلق فى 2014.
٢- وقف صعود الدور المصرى « الطبيعى « فى الاقليم لحساب أدوار أخري.
«هاند ميد» يتم تجهيزها منذ نكبة الربيع العربي.
٣- تجهيز المسرح الاقليمى واللاعبين الجدد فى ظل انشغال مصر باوضاع محيطها وحدودها المشتعلة وتحدياتها الداخلية.
٤- ممارسة الضغوط الشديدة على صانع القرار فى مصر لقبول خطط محددة تخدم مصالح إسرائيل على حساب الفلسطيينين.
٥- محاولة توريط الجيش المصرى فى اى نزاع (ليبيا / السودان / اثيوبيا / إسرائيل / تركيا / اليمن) وذلك من خلال خلق حالة جماهيرية ضاغطة على متخذ القرار وسط ضغوط اقتصادية حادة.
هذه الاهداف الخمسة وغيرها يتم التخطيط لتنفيذها من خلال ادوات مبتكرة واخرى كلاسيكية ، فوسائل التواصل الاجتماعى واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى والمواقع الاخبارية الممولة من اجهزة استخبارات وجماعات الضغط والمصالح تضاف الى تحركات الابواق والقنوات الاخوانية وجيوشهم الاليكترونية لخلق حالة من التشكيك والتشويه للمواقف والقرارات المصرية مع الهجوم المستمر على القيادات السياسية ومؤسسات الدولة خاصة الجيش والمخابرات واجهزة الامن والاعلام والازهر والكنيسة وغيرها ، كل ما سبق يأتى – فى تقديرى – فى اطار خطة شاملة ومؤامرة محكمة لتحقيق الاهداف الموضحة أعلاه ، وكأنى أرى مجموعة رماح متعددة الاتجاهات لكنها تنطلق من قاعدة واحدة ، لكن ما لم تدركه الخطة واللوحة المرسومة وارشادات تشغيل منظومة الرماح ان هناك درعا ضخما معدا سلفا لصد كل الرماح الموجهة فى نفس اللحظة ، لم يضع المتآمرون فى حسابهم معدن الشعب المصرى النفيس والاصيل الذى يظهر لمعانه وتوهجه فى أفضل ما يكون وقت الازمات ، فمهما تعددت الرماح المسمومة فهناك درع كبير وسيف بتار.