الكاتب الكبير / عبد الرازق توفيق
إدراك حقيقى أن الاصطفاف حول القيادة هو صمام الأمان، يقيناً بأن الرؤية الرئاسية لبناء قوة وقدرة الوطن، هى السبيل للحفاظ عليه، ثقة فى أن الأوطان لا تدار بالشعارات والعنتريات والعواطف، وأن ما يدور فى فلك الأبواق والمنابر المعادية من أكاذيب وشائعات وتشكيك جزء من المؤامرة على مصر.. لذلك فإن الحقائق والوعى الحقيقي، أهم حصاد الأحداث الجارية.
دروس من قلب الأزمة
فى المحن والشدائد والأزمات دروس كثيرة وطاقة فياضة لبناء الوعى الحقيقي، ووقوف على نقاط القوة للبناء عليها فى المستقبل، والحقيقة أن التحديات والتهديدات والمخططات التى واجهت مصر خلال السنوات الماضية خرجنا منها أكثر وعياً وأكثر إصراراً على أن نظل دائماً أقوياء، بل ومن المهم تعظيم هذه القوة ليس فى مجال واحد ولكن فى جميع المجالات والقطاعات، لا نتهاون ولا نفرط فى فضيلة العمل والبناء لأنها تدفعنا إلى الأمام، تجعلنا نقف على أرض صلبة، تحمى قرارنا وإرادتنا واستقلالنا، بل وتحفظ أمننا واستقرارنا، لذلك قال الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمته المأثورة «كلما تعرضت للإساءات والأكاذيب والهجوم اشتغل واشتغل أكثر»، هذا هو سبيلنا الحقيقى لمزيد من الاطمئنان والثقة فى عالم لا يعترف إلا بالأقوياء، عالم أشبه بالغابة القوى يأكل فيه الضعيف وينهب ثرواته وموارده ويسلب إرادته، والضعف يُولِّد الهوان، الأمر الذى يخلق التوارى والاختفاء والزوال.
نخرج من الأزمات والمحن والشدائد بالكثير من الدروس، نتعرف على حقائق الأشياء، ومواقف الآخرين، فما أعظم الدروس المستفادة التى يبنى عليها المستقبل ولا يسمح مرة أخرى بتكرار الأخطاء والانكسارات، هكذا تفعل «مصر ــ السيسي» قررت ألا تتكرر الأخطاء والانكسارات والفوضى التى جرت فى العقود والسنوات الماضية.
السؤال الذى يدق رءوس الجميع الآن ما هو الحل لنعيش فى هذا العالم المتناقض والمتلاعب، هذا العالم الانتهازي، الذى لا يبالى بأى معايير إنسانية، يقتل بلا رحمة، يحرم القتل والظلم فى مكان ويجعله حلالاً فى مكان آخر، الذى يتفنن فى إسقاط الدول والتآمر عليها وتحويلها إلى أطلال من الدمار والخراب، تسكنها أشباح الفوضى والإرهاب، واللا حياة، عالم انتزعت من قلبه الرحمة والإنسانية، فلم يرق قلبه لقتل الأطفال والنساء والأبرياء والمدنيين وسلبهم الروح والحياة، فكيف نحمى أنفسنا من هذا العالم الوحشي، الذى يتاجر فى كل شيء، قوى كبرى تسرق ثروات الشعوب، لتوفر الرفاهية لشعوبها، نعم مثل الغابة القوى يأكل الضعيف.
طاقة الوعى والدروس المستفادة التى خرجت من رحم الأزمة الراهنة، وحرب الإبادة فى حق شعب أعزل، وأطفال، كانت تسمع أصوات سعادتهم وأفراحهم، فباتوا فى عداد الموتى والقتل بلا صوت، وديار كانت عامرة بالدفء والأمل، وفجأة سقطت على أصحابها.. فأصبح أهلها تحت الأنقاض ما بين أشلاء، أو جثث، أو حتى أحياء لا يمكن إخراجهم، لذلك فالشعوب لابد أن تستيقظ وتستوعب الدرس وتجعل من الحفاظ على الوطن، وقوته وقدرته قدس الأقداس، ورأس الأولويات بل أغلى من الحياة، فالوطن هو الستر والحصن والخلود، فلا حياة بلا وطن.
لذلك على كل مواطن مصرى يتابع ما يجري، بقراءة وفهم ووعى واستخلاص للدروس والعبر أن يعيد حساباته، ويرتب جدول أولوياته، ومن هنا أقول إن هناك كماً وحجماً من الدروس التى خرجت بها الشعوب خلال سنوات ما بعد 2011 كثيرة وغزيرة، فهناك شعوب باتت تلعن نفسها على خطيئتها فى حق أوطانها، فقد انخدعت بأوهام الغرب من حرية وديمقراطية وحقوق إنسان، فاندفعت بلا عقل أو وعى تنهش وتدمر وتحطم فى أعمدة الوطن حتى خارت قواه، فسقط وضاع بلا أمل فى رجوعه، إذا كان استقرار الأوطان أمراً مهماً ووجودياً، فإن الحفاظ على هذا الاستقرار أكثر أهمية وحتمية وصعوبة فى ظل ما يستهدفه من مؤامرات ومخططات وأوهام تحاك فى جنح الظلام، لذلك فإن هناك ما هو مطلوب تنفيذه من قبل الشعوب حتى لا تلدغ من نفس جحر الغرب الملغوم بالقنابل مرة أخري.
الحمد لله، والشكر والتحية لقائد مصر العظيم، الرئيس عبدالفتاح السيسى نجح فى زمن قياسى أن يخلص مصر من ضعفها وحالة الوهن التى أصابتها بفعل غياب الرؤية وشجاعة الإصلاح والبناء تارة، وتارة أخرى بفعل الفوضى والانفلات فى أحداث يناير 2011، استعاد لها قوتها وقدرتها، قاد الإصلاح برؤية وإرادة وشجاعة وطنية وشرف، وحقق فى ٩ سنوات إنجازات ونجاحات، هنا لا أعيد ذكر ما تحقق لكن ما أريده وأصبو إليه ويهمنى أن أؤكد على أهمية وقيمة ما تحقق فى زمن قياسى فى حماية مصر من المؤامرات والمخططات والضغوط من ناحية، ومن تداعيات الأزمات العالمية من ناحية أخري، لذلك فهمت الآن لماذا يقول الرئيس السيسى ما حققناه هو خطوة من ألف خطوة وأن الطريق مازال طويلاً رغم حجم ما تحقق فالحفاظ على الوطن وبناء قوته وقدرته ليس أمراً هيناً، ولا يرتبط بفترة معينة، لكنه طريق مفتوح ومستمر يتطلب إرادة وعزماً وصبراً وتضحيات، لكن السؤال بعد ما شاهد المصريون بأنفسهم ما يدور فى المنطقة من صراع دامياً ومؤلم وافراط فى استخدام القوة، وإجرام فى إبادة الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين وما ارتكبه الكيان الصهيونى من إفراط وإسراف واستعراض للقوة فى حق أبرياء عزل وأطفال رضع، وحجم الضغوط التى مورست على مصر، بل والإغراءات الهائلة فى أتون الأزمة الاقتصادية، إلا أنها وقفت مثل الجبل الشامخ، رفضت بكبرياء، ولم تركع، ولم تطمع بل تمسكت وقبضت على جمر الشرف والسيادة وطهارة الأرض والتراب الوطني، لذلك أقول إن هذا الشعب لابد أن يفخر ويعتز بوطنه وبقيادته السياسية وجيشه ومؤسسات الدولة الوطنية المصرية التى سطرت ملحمة وأمجاداً جديدة ووقفت تدافع عن المبادئ والمواقف الثابتة دون تهاون أو تفريط.
الحقيقة، وأنا أحب الحديث مع القارئ أو المواطن المصرى بلغة سهلة وبسيطة أطرح سؤالاً مهماً على كل المصريين، ماذا نفعل من أجل الحفاظ على هذه القوة والقدرة والشموخ، والاستقلال الوطني، والأرض الصلبة التى يقف عليها وطننا، ورفضنا لأى محاولات للابتزاز أو المساومات أو التهديدات أو فرض الأمر الواقع، وفى النهاية انتصرت الإرادة المصرية، وانتصار الإرادة والشموخ المصرى لم يأت صدفة، أو اعتباطاً ولكن نتاج القوة والقدرة التى بناها هذا القائد العظيم، الإجابة عن هذا السؤال مهمة، وأدعو الجميع للمشاركة فيها، كيف نضع لأنفسنا رؤية شعبية جديدة لما بعد الأزمة والمحنة والشدة التى تشهدها المنطقة، ولا أقصد انتهاء الأزمات والصراعات من حولنا غرباً وجنوباً وشرقاً وشمالاً، ولكن أقول ماذا نحن فاعلون كشعب بعد هذه الدروس، والعبر والواقع الذى اطلعنا عليه، وأدركنا أن مصر تتعرض لتحديات وتهديدات، وتواجه مؤامرات ومخططات وأوهاماً وضغوطاً ومساومات وابتزازاً وحروباً تارة بالإرهاب وتارة أخرى بالأكاذيب والشائعات، أرى المطلوب فى الآتي:ـــ
أولاً: الاصطفاف والالتفاف والتوحد خلف القائد العظيم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يقود مصر بحكمة ورؤية وقدرة على الإبحار بسفينة مصر إلى شاطئ وبر الأمان، بعد أن هيأ لها أسباب القوة والقدرة، ومازال حسب رؤيته الطريق طويلاً يتطلب مزايداً من العمل والإصرار والإرادة والصبر، لتعظيم القوة والقدرة المصرية للحيلولة دون تحقيق المؤامرات والمخططات التى تستهدف مصر وأراضيها، ورأينا كيف حاولوا تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأراضى المصرية، وتحديداً سيناء، ووقفت وتصدت مصر للمؤامرة بما لديها من ثقل وقوة وقدرة وعبقرية التحرك، على كافة المسارات الدبلوماسية والسياسية حتى باتت القاهرة مركز البحث عن الحلول وسط اتفاق وتوافق دولى أنه لا غنى عن دور مصر فى الشرق الأوسط.
أدركنا قيمة وأهمية مقولة الرئيس السيسى إن المصريين يجب أن يكونوا على قلب رجل واحد، لذلك الاصطفاف والالتفاف حول القيادة السياسية المخلصة والشريفة والحكيمة هو صمام الأمان لتحقيق النصر والعبور لكافة التحديات والتهديدات والمؤامرات والمخططات.
ثانياً: الاستمرار فى العمل والبناء والصبر لأنه الطريق الأوحد لبلوغ ذروة القوة والقدرة، والعمل ليل نهار فبناء الأوطان وتحولها لمصاف الأقوياء ليس أمراً هيناً بل يحتاج إلى صبر ومثابرة وعمل متواصل.
ثالثاً: لا تسمع إلا لصوت بلدك، فهو صوت الحق والصدق، ولا تبال بحملات الأكاذيب والشائعات والتشكيك والتشويه التى تستهدف النيل من الإرادة المصرية للبناء والتنمية، فالأبواق والمنابر الإخوانية المجرمة ووسائل الإعلام الدولية المأجورة المدعومة والممولة هى جزء أصيل من المؤامرة على مصر، فقد ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن حرب الأكاذيب التى تدار ضد مصر هى مخططة وممنهجة، ولها أهداف خبيثة وشيطانية وتؤكد أن الإخوان المجرمين هم عصابة عميلة تعمل لحساب أعداء مصر، وتنفذ أوامرهم وتعليماتهم، وهم مجرد أدوات ودمى فى أيدى أجهزة المخابرات المعادية، ولعلنا أصبحنا أكثر قناعة الآن أن الإخوان المجرمين لا يبالون ولا يضعون فى اهتمامهم أى معنى للوطن أو الوطنية، أو القضية الفلسطينية، فقد حاربوا مصر وجيشها وشرطتها وحاولوا تنفيذ مخطط التوطين فى سيناء لصالح الكيان الصهيوني، والمواطن المصرى تأكد تماماً أن الإخوان المجرمين عملاء ومتآمرون، حاولوا بيع مصر والتنازل عن سيناء لولا الشرفاء فى مصر، وثورة 30 يونيو العظيمة التى أطاحت بنظام الإخوان العميل، لذلك لا يمكن أن نسمع لهم أو نسمع لهؤلاء المغيبين أو المتعاطفين مع هذه الجماعة الإرهابية العميلة.
رابعاً: لا تسمع ولا تبال بالعنتريات والشعارات والخطب الحماسية، عليك أن تتعرف فقط على أصل أصحابها ومرجعياتهم وارتباطاتهم ولماذا يحاولون الدفع بمصر وتوريطها فى أتون الحرب دون حسابات دقيقة أو تقديرات موقف، ومصر لا يمكن استدراجها أو جرها إلى معركة أو حرب تفرض عليها ولم تخترها فمصر أكبر من أن تغامر بمقدراتها ولا تدافع إلا عن أمنها القومى وأراضيها ومقدراتها.
خامساً: علينا أن نقضى ونتخلص من المفاهيم الخاطئة حول بناء الوطن، ومشروع التقدم المصري، فلا نسمح لأنفسنا بأن نتحدث بنعرات شخصية، مثل قول البعض «إحنا خدنا إيه، عاد علينا إيه، وأنا استفدت إيه، مثل هذه النعرات والنزعات الشخصية لا تبنى ولا تحافظ على الوطن، وهى نظرة انتهازية غير واعية لا تدرك معنى أن تكون فى وطن قوى وقادر، فهذا الوطن القوى هو الذى يوفر لك الاطمئنان والحماية، ويهيئ لك سبل وفرص المستقبل، وقلت إن الإنسان بلا وطن قوى وقادر فلا معنى للحياة وهى حياة الذل والهوان، لذلك فإن بناء الوطن، مقدم على أى مصالح شخصية لذلك فالاستثمار فى بناء قوة وقدرة الوطن عوائده تعود للمصريين.
سادسا: الأحداث الأخيرة، وما تشهده المنطقة من تصعيد عسكري، وصراع يشير إلى احتمال نشوب حرب إقليمية منحتنا فرصة كبيرة للمعرفة والوعى وإدراك حقائق ربما لم نكن نعيها وأبرزها أن الاستثمار فى قوة وقدرة الأوطان، وامتلاك جيش وطنى قوى وصلب، انطلاقاً من مقولة الرئيس السيسى من يملك جيشاً وطنياً قوياً يملك أمناً واستقراراً لذلك فإن الجيش المصرى هو نعمة حقيقية وهبة من الله، فالاستثمار فى بناء القوة والقدرة والردع يمنع العدوان، ويحمى السلام والأمن والاستقرار، لذلك أصبح الجميع الآن على قناعة وإيمان بأن تطوير وتحديث وتزويد الجيش المصرى بأحدث منظومات التسليح، وكفاءته واستعداده وجاهزيته هى صمام الأمان للحفاظ على سلامة واستقرار مصر وأمنها القومى وسيادتها وحماية حدودها ومقدراتها ومكتسبات شعبها فهذه القوة والقدرة الحكيمة والرشيدة هى التى تجعلنا الآن نتحدث بقوة، ونرفض كافة الضغوط الرهيبة والابتزاز وكل ما يمس سيادتنا وإرادتنا ورفضنا وتصدينا لكافة المؤامرات والمخططات والمشروعات الشيطانية التى تستهدف سيناء، ورد الرئيس كان مدوياً وحاسماً، لن يحدث، ومحدش يقدر.
يقيناً، المفاهيم والقناعات تغيرت عقب الأزمة الراهنة، تأكدنا أن الدول لا تدار بالعنتريات والشعارات والخطب الرنانة، وأن القرارات الإستراتيجية تجسد مصلحة الوطن، والحفاظ على أمنه القومى وفق تقديرات وثوابت، ولا يمكن أن تخضع للعواطف، أو تستجيب لتسخين ممنهج من أجل التوريط أو الاستدراج، فمصر دولة عظيمة يقودها قائد عظيم، تدرك جيداً مصالحها العليا، وكيفية الحفاظ على الوطن وعلى الشعب أن يدرك أهداف الخلايا والسوشيال ميديا التى تحاول تزييف الوعي، والتسخين، والحقيقة أن المصريين اثبتوا وعياً حقيقياً وذكاء وفطنة وحكمة وإلماماً بما يحاك لوطنهم لذلك تراهم فى أعلى درجات الاصطفاف حول قيادتهم السياسية، ولا يبالون بحروب وحملات الأكاذيب، والتشكيك التى يطلقها إعلام الإخوان المجرمين والخونة، وتأكد هذا الشعب، أن العمل والصبر والتضحية والإصرار والإرادة السبيل الوحيد لتعظيم وتعاظم قوتهم وقدرتهم ووعيهم فى مجابهة تداعيات منطقة مضطربة، ودول مشتعلة من حولنا وصراعات دولية وشرق أوسطية، لذلك يدرك المصريون قيمة ما يعيشونه من أمن واستقرار وقوة وقدرة وثقة واطمئنان هل استطلعنا وعى المصريين خلال الأحداث الأخيرة.. هل سألناهم بماذا خرجوا من هذه الأزمة التى تشهدها المنطقة.. اعتقد أن الوضع اختلف فإذا كان وعى الشعب المصرى قبل الأحداث الأخيرة بنسبة 100 ٪ فهو الآن 200 ٪، أصبحوا أكثر وعياً وفهماً وثقة واطمئناناً وأن مصر على الطريق الصحيح.
تحيا مصر