سألقى‭ ‬عليكم‭ ‬قولاً‭ ‬ثقيلاً


الكاتب أ / نشأت الديهي

ستشتد‭ ‬الأزمات‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬وستزداد‭ ‬الفتن‭ ‬فيما‭ ‬بيننا‭ ‬وستتنوع‭ ‬المؤامرات‭ ‬علينا،‭ ‬الأحزمة‭ ‬النارية‭ ‬مربوطة‭ ‬على‭ ‬مجمل‭ ‬حدودنا‭ ‬المباشرة،‭ ‬النيران‭ ‬تزداد‭ ‬اشتعالا‭ ‬لدى‭ ‬جميع‭ ‬جيراننا،‭ ‬ارتفع‭ ‬صوت‭ ‬الميلشيات‭ ‬مع‭ ‬تفكك‭ ‬الجيوش‭ ‬الوطنية‭ ‬نتيجة‭ ‬ضعف‭ ‬قبضة‭ ‬الحكومات‭ ‬المركزية‭ ‬وضياع‭ ‬مفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية،‭ ‬بيد‭ ‬أن‭ ‬الإقليم‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬قرون‭ ‬الشيطان،‭ ‬فإسرائيل‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬حقيقتها‭ ‬ونواياها‭ ‬ومخططاتها‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬الجارية‭ ‬وسيكون‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬مستقبلا‭ ‬غاية‭ ‬فى‭ ‬المخاطرة‭ ‬والصعوبة‭ ‬والتعقيد‭ ‬ولن‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬المؤامرات‭ ‬التى‭ ‬تحيكها‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تجرأ‭ ‬ووقف‭ ‬ضد‭ ‬ممارساتها‭ ‬اللا‭ ‬انسانية‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مصر‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬وايران‭ ‬لن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬طموحاتها‭ ‬التوسعية‭ ‬بسهولة‭ ‬ولن‭ ‬تستغنى‭ ‬عن‭ ‬أذرعها‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬وستستمر‭ ‬‮«‬معركة‭ ‬عض‭ ‬الاصابع‮»‬‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومن‭ ‬خلفها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وستظهر‭ ‬معارك‭ ‬‮«‬قص‭ ‬الشوارب‮»‬‭ ‬رغم‭ ‬المصالحات‭ ‬الشكلية‭ ‬الجارية،‭ ‬أما‭ ‬تركيا‭ ‬فلها‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬واضحة‭ ‬لاستعادة‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬العالم‭ ‬التركى‭ ‬فى‭ ‬الفناء‭ ‬الخلفى‭ ‬للحليف‭ ‬الروسى‭ ‬محاولة‭ ‬تدوير‭ ‬الزوايا‭ ‬مع‭ ‬جيرانها‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬خاصة‭ ‬مصر‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬قضية‭ ‬فلسطين‭ ‬مرتبطة‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬الاطراف‭ ‬الاقليمية‭ ‬لكن‭ ‬العبء‭ ‬الاساسى‭ ‬سيستمر‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬وفى‭ ‬الأطراف‭ ‬البعيدة‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ -‬الاوكرانية‭ ‬وستستمر‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة‭ ‬مثلما‭ ‬استمرت‭ ‬حرب‭ ‬الشمال‭ ‬الكبرى‭ ‬بين‭ ‬روسيا‭ ‬القيصرية‭ ‬والامبراطورية‭ ‬السويدية‭ ‬والتى‭ ‬اندلعت‭ ‬عام‭ ‬1700‭ ‬وانتهت‭ ‬بانتصار‭ ‬روسيا‭ ‬عام‭ ‬1721،‭ ‬وتبدو‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬بوادر‭ ‬صراع‭ ‬مكتوم‭ ‬بين‭ ‬بكين‭ ‬وواشنطن‭ ‬وانتقال‭ ‬مركز‭ ‬التنافس‭ ‬من‭ ‬الشرق‭ ‬الاوسط‭ ‬الى‭ ‬الشرق‭ ‬الادني،‭ ‬ومن‭ ‬بعيد‭ ‬نتابع‭ ‬اعادة‭ ‬تسليح‭ ‬الجيوش‭ ‬الألمانية‭ ‬واليابانية‭ ‬بعد‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الإنزواء‭ ‬والاختباء‭ ‬فى‭ ‬عباءة‭ ‬المنتصرين‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية،‭ ‬أما‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬الصحراء‭ ‬الافريقية‭ ‬وحول‭ ‬بحيرة‭ ‬تشاد‭ ‬من‭ ‬زحف‭ ‬آمن‭ ‬للجماعات‭ ‬الارهابية‭ ‬لاستيطان‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الدولة‭ ‬المركزية‭ ‬بعد‭ ‬مطحنة‭ ‬الانقلابات‭ ‬العسكرية‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الافريقية‭ ‬فهذا‭ ‬ملف‭ ‬شديد‭ ‬الخطورة‭ ‬والتعقيد،‭ ‬لاحظنا‭ ‬ايضا‭ ‬موجات‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬الراديكالية‭ ‬صوب‭ ‬امريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬هروبا‭ ‬من‭ ‬التضييق‭ ‬الاوروبى‭ ‬والامريكى‭ ‬على‭ ‬قواعدهم‭ ‬القديمة‭ ‬داخل‭ ‬القارة‭ ‬العجوز،‭ ‬ونتيجة‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬فى‭ ‬افريقيا‭ ‬وما‭ ‬رصدناه‭ ‬فى‭ ‬امريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬بالاضافة‭ ‬الى‭ ‬تفاعلات‭ ‬الصراع‭ ‬فى‭ ‬الاقليم‭ ‬فإن‭ ‬موجات‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬تشتد‭ ‬وتتنوع‭ ‬وتنتج‭ ‬عصابات‭ ‬تديرها‭ ‬شبكات‭ ‬ضخمة‭ ‬بحجم‭ ‬استثمارات‭ ‬تريليونية،‭ ‬وفى‭ ‬قلب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬نجد‭ ‬الأزمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬سببا‭ ‬ونتيجة‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يجرى‭ ‬من‭ ‬ازمات‭ ‬وصراعات‭ ‬وحروب،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يهمنى‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬مصر‭ ‬ومشروعها‭ ‬الوطنى‭ ‬الذى‭ ‬تحيط‭ ‬به‭ ‬التحديات‭ ‬والمؤامرات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬اتجاه،‭ ‬نجاح‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬مرهون‭ ‬بحالة‭ ‬الوعى‭ ‬المطلوبة‭ ‬ودرجة‭ ‬اليقظة‭ ‬الضرورية‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬مع‭ ‬مضاعفة‭ ‬حجم‭ ‬العمل‭ ‬والانتاج‭ ‬وتحقيق‭ ‬قفزات‭ ‬متتالية‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬فى‭ ‬العقد‭ ‬المنصرم،‭ ‬بيد‭ ‬أننى‭ ‬لن‭ ‬أكون‭ ‬مبالغا‭ ‬او‭ ‬محاولا‭ ‬أو‭ ‬مجافيا‭ ‬للحقيقة‭ ‬اذا‭ ‬قلت‭ ‬أن‭ ‬نجاح‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬مرتبط‭ ‬بوجود‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬السلطة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ليكمل‭ ‬ما‭ ‬بدأه‭ ‬بنفس‭ ‬الهمة‭ ‬والوعى‭ ‬والإخلاص،‭ ‬أمامنا‭ ‬انتخابات‭ ‬رئاسية‭ ‬ومطلوب‭ ‬من‭ ‬الجميع‭ ‬المشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬والقوية‭ ‬وارسال‭ ‬رسالة‭ ‬للعالم‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬يصوِّت‭ ‬على‭ ‬اكتمال‭ ‬المشروع‭ ‬الوطنى‭ ‬ويصوِّت‭ ‬على‭ ‬مسارات‭ ‬وقرارات‭ ‬وتوجهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬تجاه‭ ‬القضايا‭ ‬الاقليمية‭ ‬خاصة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬والرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬أبطل‭ ‬وفضح‭ ‬كل‭ ‬المخططات‭ ‬الصهيونبة‭ ‬فمن‭ ‬كان‭ ‬مؤمناً‭ ‬بالحق‭ ‬الفلسطينى‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يبرهن‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بالذهاب‭ ‬الى‭ ‬صناديق‭ ‬الانتخاب‭ ‬لاختيار‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬الصلب‭ ‬الحكيم‭ ‬الذى‭ ‬حافظ‭ ‬بقوة‭ ‬نادرة‭ ‬على‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحماها‭ ‬من‭ ‬التصفية،‭ ‬ومن‭ ‬كان‭ ‬يبغض‭ ‬إسرائيل‭ ‬وسلوكها‭ ‬المتعجرف‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يفعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه،‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬لسنا‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬عادية‭ ‬وليست‭ ‬التحديات‭ ‬عادية‭ ‬فالامور‭ ‬معقدة‭ ‬وتحتاج‭ ‬تفكيراً‭ ‬ابداعياً‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاق‭ .. ‬ثقوا‭ ‬فى‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬واحسنوا‭ ‬الظن‭ ‬بها‭.‬

Exit mobile version