«المشاركة الإيجابية».. الشعب يحمى الوطن

الكاتب أ / عبد الرازق توفيق

المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية ليست فقط حقا دستوريا وقانونيًا بل أيضاً إرادة شعب فى وطن يواجه أخطر التحديات والتهديدات.. ولا سبيل لعبورها إلا بوحدة المصريين واصطفافهم.. المشاركة حتمية ومصيرية لأسباب كثيرة تتعلق بالوطن.. فى ظروف وتوقيت بالغ الدقة أيضاً.. وجودنا فى صناديق الاقتراع وفاء للوطن وما تحقق ولأرواح الشهداء والأجداد والآباء ولضمان الحاضر والمستقبل
 
 
حفاظًا على مصر ووفاء للأجداد والآباء ولأرواح الشهداء.. ساعة من وقتك فى صناديق الاقتراع.. أقوى سلاح فى وجه قوى الشر
 
«المشاركة الإيجابية».. الشعب يحمى الوطن
 
الوطنية ليست بالكلام والأغانى والأناشيد.. وحب الوطن ليس بالشعارات والخطب الرنانة ولكن بالعمل.. والتضحية.. والتفانى.. والوعى والمشاركة الإيجابية فى كل ما يحقق أهداف وغايات الوطن.
الشهيد.. كل واحد فيهم يقدم نفسه وروحه وحياته لوطنه.. دون أى تفكير أو تردد.. أو تكاسل.. وبحب ورضا ووطنية.. يضحى حتى «تحيا مصر».. وتعيش حرة أبية كريمة.. والمقاتل يواصل الليل والنهار.. فى حماية الحدود.. يسهر حتى يطمئن الشعب على أمنه وأمانه واستقراره.. يبذل جهوداً مضنية من أجل أن يتسلح بالقوة لمواجهة أعداء الوطن.. وكذلك العامل.. والضابط.. والمهندس.. والطبيب.. والمحامى.. والعالم.. والصحفى والإعلامى الجميع يتقون فى عملهم وجه الله والوطن.. بما يعنى أن قوة الوطن وتقدمه وأمنه واستقراره.. واستقلاله هو نتاج ومحصلة جهود وعمل وتضحيات الشعب لذلك لا يوجد وطن آمن ومستقر ومتقدم بدون قوة إرادة وعمل شعبه.. بما يعنى أن الشعب هو صاحب القرار.. قادر أن يجعل وطنه بعيداً عن المخاطر والتهديدات.. والتحديات والأزمات قادر أن يضعه فى أعلى مكان.
ما أريده وأصبو إليه أن مصير الوطن.. رهن إرادتنا ووعينا واصطفافنا.. وهو صمام الأمان للحفاظ عليه.. لذلك فإن قضية المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية التى تنطلق غداً ليست أمراً محل اختيار.. بل ضرورة وواجب وطنى من الدرجة الأولى.. ولا تقل أهمية عن دور ومهمة المقاتل الذى يدافع عن أرضه واستقلال وكرامة وطنه.
المشاركة فى الانتخابات الرئاسية وهى أهم استحقاق دستورى على الإطلاق.. يحدد الاتجاه والمسار الذى ستمضى فيه مصر.. خاصة ليس لدينا حجة أو مبرر أو ذريعة.. لطالما نادينا بالديمقراطية والحرية وأن تكون الانتخابات فى أعلى درجات النزاهة والشفافية.. وها هى الدولة المصرية وفرت لنا كافة المعايير والضمانات التى تحقق ذلك.. فالانتخابات تجرى بإشراف قضائى كامل.. والهيئة الوطنية للانتخابات جهة مستقلة.. وهناك 15 ألف قاض يشرفون على العملية الانتخابية.. وفى وجود مكثف من وسائل الإعلام الدولية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدنى.. كذلك الانتخابات الرئاسية تجرى فى أعلى درجات الأمن والأمان والاستقرار.. فمصر فى المراتب الأولى فى مؤشرات الأمان.. والدولة المصرية بكافة مؤسساتها فى حالة اصطفاف كامل لتأمين سير العملية الانتخابية طبقاً للقانون والدستور.. ولن يستطيع أحد المساس بالعملية الانتخابية.. بالأمس اجتمع وزير الداخلية مع مساعديه وأيضاً مديرى الأمن فى جميع المحافظات لمتابعة خطة تأمين الانتخابات الرئاسية وهناك رؤية شاملة وحسم.. وقدرة بالغة لدحر أى محاولات للعبث بأمن واستقرار البلاد وتأمين كامل وشامل لمحيط اللجان الانتخابية.
مصر الآمنة المستقرة المطمئنة رغم ما يجرى فى المنطقة من فوضى وصراعات وحرائق مشتعلة لكن مصر ستظل فى أمان بفضل وعى أبنائها وقوة مؤسساتها الوطنية.. وما حباها به الله من جيش عظيم وشرطة وطنية فى ظل توترات وتحديات تتنامى انعكاساتها السلبية على الحالة الأمنية لكافة دول العالم.. لكن مصر تبقى وتحيا آمنة مستقرة.
كافة مؤسسات الدولة على أهبة الاستعداد وفى حالة استنفار وتبذل الجهود من أجل أن تخرج الانتخابات الرئاسية بما وصلت إليه مصر من تطور وتقدم وديمقراطية وحرية وأمن وأمان واستقرار ووعى للمصريين لذلك لم تترك كبيرة أو صغيرة إلا وأطمأنت عليها الدولة المصرية ومؤسساتها الوطنية لخلق مناخ مثالى أمام الناخبين للتعبير عن إرادتهم بحرية وأمان.. لكن تبقى المشاركة الإيجابية وبكثافة عملاً وطنياً من الدرجة الأولى يستهدف رسم صورة قوية ومشرفة لمصر.. وأيضاً تكون صمام أمان ورسالة للعالم.. فالإيجابية تتطلب أن ننزل ونشارك بإرادة وحرص على تفعيل إرادتنا لصالح مصر.. خاصة أن المناخ مهيأ أمامنا لأسباب كثيرة سواء الأمن والاستقرار أو تقديم مؤسسات الدولة كافة الدعم والمساعدات للمواطنين من نزولهم من بيوتهم للتصويت وحتى انتهاء تصويتهم وذهابهم إلى منازلهم.. وتقديم العون والدعم للمرضى وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة والهمم والمعاملة المحترمة والمثالية للمواطنين.. لعرض ما وصلت إليه الدولة المصرية من تطور هائل وغير مسبوق وبصدق ما وصلت إليه فى مجال حقوق وبناء الإنسان المصرى.
لا توجد شماعة للمواطن يعلق عليها عدم مشاركته فى الانتخابات الرئاسية أو يبرر سلبيته.. فاختياره مضمون.. وصوته محفوظ.. وإرادته مفعلة.. وحقه فى حماية الدستور والقانون.. والقضاء المصرى العادل.. وبإشراف هيئة وطنية للانتخابات مستقلة.. بما يعنى أن كلمة الوطن واختياره نافذة.. لكن المهم المشاركة الإيجابية وهذه مسئوليتنا كشعب.. خاصة أن العالم ينظر إلينا.. ويترقب كلمتنا.
الكرة الآن فى ملعب الشعب.. قولاً واحداً والقرار قراره.. ومصير هذا البلد الجزء الأكبر فى إرادة شعبه.. المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية خاصة فى هذا التوقيت الفارق والدقيق الذى يمر به العالم.. وحجم التحديات التى تواجه مصر.. كل ذلك يفرض علينا أن نعتبر أن السلبية خط أحمر.. أو حد يقولك: «هى جت عليا».. أو كبر دماغك.. أو صوتى هيعمل إيه وسط الملايين.. الحقيقة أن هذه المعانى خطيرة جداً وتفريط فى «حق أصيل».. ضمنه الدستور والقانون.. وهو أيضاً تخل عن دور وطنى ولا أبالغ إذا قلت فى هذا التوقيت انه تخل عن الوطن فى ظروف إقليمية ودولية غاية فى الخطورة.. تداعياتها تمس الأمن القومى المصرى والعلاج الناجع والمواجهة الحاسمة لكافة هذه التهديدات والمخاطر هى أن نكون جميعاً شعباً على قلب رجل واحد.. أن يكون سلاحنا الاصطفاف الذى هو عنوان القوة والقدرة والرسالة التى يجب أن تصل إلى المتآمرين والطامعين وقوى الشر.. وحملات الأكاذيب والشائعات.
لكن السؤال المهم.. لماذا يجب أن نشارك جميعاً كشعب وبنسبة غير مسبوقة فى الانتخابات؟
أولاً: قضية الحفاظ على الأمن والاستقرار هى أهم القضايا.. لأن الأمن والاستقرار نعمة لا تقدر بثمن.. وهى أصل الوجود والبناء.. فلا تنمية ولا تقدم بدون أمن وأمان واستقرار.. لكن أيضاً السؤال ما علاقة الأمن والاستقرار بالمشاركة الانتخابية الإيجابية؟ ببساطة لأنها دليل قوة واختبار حقيقى لمزيد من الاستقرار.. وقطع للطريق على أصحاب المشروعات الخبيثة التى تستهدف الوطن وزعزعة أمنه واستقراره.. فنفاذ المؤامرات والمخططات يتحقق فى حال السلبية والعزوف وضعف الاصطفاف ووحدة الشعب.
ثانياً: مصر فى آخر 10 سنوات ذاقت طعم النجاح والإنجاز.. وعرفت طريق البناء والتنمية.. وأدركت طريق الخلاص من الأزمات والتحديات.. وبدا المستقبل الواعد أكثر سطوعاً.. لا أقول إنه لا توجد أزمات.. ولكن تعلمنا كيفية عبورها جيداً.. تعلمنا كيف ننجح ونحقق أهدافنا.. ونتحدى المستحيل لذلك نحن فى حاجة إلى مواصلة الطريق الذى عرفناه جيداً.. فى استكمال المشروع الوطنى لتحقيق التقدم.. واستكمال البناء والتنمية هو هدف إستراتيجى للمصريين لبلوغ القوة والقدرة والاطمئنان تماماً على حاضر ومستقبل الوطن.. لإنهاء عقود ماضية من الأزمات والتحديات والمعاناة العميقة.
ثالثاً: إن ما يدور فى منطقتنا من اضطرابات وصراعات ونزاعات وحروب وأطماع ومؤامرات ومخططات تستهدف مصر بالدرجة الأولى.. ويكفى أن يعلم المصريون أن التهديدات والمخاطر والصراعات تحيط بمصر من كل الحدود والاتجاهات.. والحرائق مشتعلة فى الجوار.. لذلك فإن الاصطفاف وكون المصريين على قلب رجل واحد.. يتجسد فى المشاركة الإيجابية هى عنوان وحدتنا  اصطفافنا.. فى مواجهة التهديدات والمؤامرات.. فالشعوب المتوحدة والمصطفة الواعية والإيجابية قادرة على دحر أى مخاطر وتهديدات.. والحفاظ على أمنها واستقرارها.
رابعاً: ما يجرى فى غزة من تصعيد عسكرى إسرائيلى وصل إلى حد الإبادة والعقاب الجماعى والحصار والتجويع وقطع المياه والكهرباء وإمدادات الوقود.. وضرب المستشفيات والمخابز والمدارس التى يتحصن فيها الأبرياء واستهداف المدنيين هدفه واضح تماماً.. يجسد مؤامرة شيطانية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين قسرياً من غزة ودفعهم إلى النزوح إلى الحدود المصرية.. لتحقيق هدف صهيونى شيطانى بتوطينهم فى سيناء.. وهو الأمر الذى قوبل من مصر بحسم وحزم وتهديد وتحذير واعتباره «خطا أحمر» وقضية أمن قومى لا تهاون ولا تفريط فى حمايته وهو ما قد يجر مصر إلى الحرب.. لذلك فإن مصر تواجه تهديدات ومخاطر.. وتعيش وقت بالغ الدقة خاصة أن الكيان الصهيونى وداعميه من قوى الشر التى تمارس لعبة توزيع وتقسيم الأدوار وتخفى أكثر ما تظهر وتقف داعماً لإسرائيل لاستباحة كافة القوانين والأعراف والمواثيق ومبادئ القانون الدولى الإنسانى فى سلوك إجرامى وبلطجة بكل ما تحمله الكلمة من معنى لتحقيق هدف «إسرائيل الكبرى» على حساب الأراضى المصرية والعربية.. وهو ما لم ولن يحدث أبداً طالما أن هناك شعبا على قلب رجل واحد.. يقف خلف وطنه وقيادته وجيشه.. لذلك فإن المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية وبشكل غير مسبوق هى أهم خطوة فى الدفاع عن مصر.. وبالتالى فإن أى مواطن مصرى لن يبخل بساعة من وقته فى الذهاب إلى صناديق الاقتراع للتصويت من أجل حماية الوطن.. والحفاظ على أرضه واستقلاله وأمنه القومى.. «فالاتحاد قوة».. وسبيلنا إلي الحفاظ على مصر هو وجودنا بكثرة وغزارة وإقبال لم تشهده مصر والعالم من قبل هو إعلان أن ضميرنا الوطنى مفعم بالحياة والوعى واليقظة والانتماء والولاء.
خامساً: المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية.. هى اختبار حقيقى للحاضر والمستقبل.. وتحديد اتجاه الوطن.. ودعم لترسانة أسلحة الوعى والاصطفاف والوحدة التى هى صمام الأمان للحفاظ وحماية الوطن فهى أيضاً فى ظل ما يجرى من مخاطر وتهديدات واقتراب الخطر من حدودنا فى ظل العدوان الصهيونى المجرم على الأشقاء الفلسطينيين ودفعهم إلى الحدود المصرية واقترابه من رفح والإصرار على ذلك يعنى أن العدو لديه الإصرار على أهدافه الشيطانية.. لذلك فإن إعلان المصريين كلمتهم بوضوح هو دعم حقيقى.. وتأييد فاعل.. واصطفاف حول الوطن ومضاعفة قوته فى مواجهة المؤامرة.. كما أن المشاركة الإيجابية وفاء لتضحيات الأجداد والآباء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن هذه الأرض الطيبة والمقدسة.
نزولنا ومشاركتنا فى الانتخابات الرئاسية بكثافة.. هو وفاء لأرواح الشهداء الأبرار وكل ما قدم روحه ودمه من أجل تحرير أرض سيناء وتطهيرها من الإرهاب.. واستعادة كامل الأمن والاستقرار بها.. وإطلاق أكبر عملية بناء وتنمية وتعمير لتوفير حماية مضاعفة لها من خلال ثنائية القوة الدفاعية.. والبناء والتنمية والتعمير وخلق قوة سكانية فى أرض الفيروز تتهيأ لها الفرص الحقيقية للعمل.. وسبل الحياة الكريمة.
المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية وفاء لما تحقق خلال الـ 10 سنوات الأخيرة.. وفاء للوطن.. ومسئولية فى حمايته.. وفاء لأرواح ودماء الشهداء.. الذين قدموا حياتهم من أجل مصر.. وينتظرون منا أن نحفظ العهد.. ونواصل الطريق هم قدموا كل حياتهم.. تركوا أبناءهم وأسرهم وضحوا بكل شىء.. أما نحن من حصدنا ثمار تضحياتهم.. فلن نقدم من حياتنا أكثر من ساعة أو اثنتين نذهب فيهما إلى صناديق الاقتراع لنعبر عن رأينا ونفعل إرادتنا بحرية مطلقة.. فالمهم.. والمسئولية الوطنية.. والدين والوفاء لما تحقق وحجم التضحيات أن نشارك ونبعث برسالة للعالم أننا لسنا أقل من الأجداد والآباء والشهداء الذين صنعوا أمجاد هذا الوطن.. ورسالة أخرى لأعداء مصر وقوى الشر والتأمر.. عملناها مرة وقادرون على أن نفعلها كل مرة.. فنحن على درب الأجداد والآباء.. ولن تفلح معنا مؤامراتكم لأننا على قلب رجل واحد.. وأيضاً رسالة إلى قوى الكذب والنفاق وأحاديث الأفك وحملات التشويه والتشكيك لن تستطيعوا إحباطنا.. ولا تنالوا من إرادة البناء والقوة والقدرة لدينا لذلك علينا أن نرد عليهم وبقوة ونخرس ألسنتهم إلى الأبد.. لأنهم يريدون تدميرنا واضعافنا وإسقاطنا..  فالمشاركة الإيجابية العالمية هى رسالة للجميع بدون استثناء للداخل والخارج.. فلا تخذل وطنك الذى هو أغلى ما تملك.. ولتحيا مصر دائماً وأبداً بأبنائها الشرفاء الأنقياء الصخرة التى تتحطم عليها مؤامرات ومخططات قوى الشر التى تستهدف مصر.. وقولنا لهم إن عدتم عدنا.. فقد سحقناكم فى 1973.. واحبطنا مؤامراتكم فى 2011 وفى ثورة عظيمة فى 30 يونيو 2013.. ولن نسمح لكم أن تنالوا من مصر.

تحيا مصر

Exit mobile version