الكاتب أ / يسري السيد
يخطئ من يظن أن أطراف الحرب الدائرة الآن هما إسرائيل وحماس وان ساحتها في غزه فقط.. لكن حقيقة الأمر أن الحرب بين أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الغربية مثل إنجلترا من جهة والشعب الفلسطيني ودول المنطقة من جهة ثانية مع محاولات جر بعض الدول إليها حتى يتم تنفيذ المخطط بالكامل في أسرع وقت وهو أقامه إسرائيل الكبرى.
يخطئ من يظن أن السبب الذي تذرعوا به هو أحداث 7 أكتوبر 2023 التي قامت بها حماس، فالمخطط واضح ومحدد… وهو إخلاء، أقصد التهام فلسطين بالكامل للكيان الصهيوني وطرد كل الفلسطينيين بالكامل إلى مصر والأردن وبعض الدول الأوروبية في المرحلة الحالية ثم التوسع إلى دول الجوار لالتهام الأرض والثروات في المرحلة التالية.
ورغم أن الأمر لا يحتاج إلى دليل فقد وصلت الصفاقة الصهيونية إلى حد التبجح في أقوال من بعض المسؤولين في الكيان الصهيوني وما نشر عن تقارير استخباراتية مسربه بعمد إلى الصحافة الإسرائيلية بالتهجير الإجباري للفلسطينيين إلى سيناء والأردن.
ولمن يبحث عن دليل لاستكمال الصوره لما يحدث في غزه وعلي أرض الواقع بعيدا عن التصريحات والتسريبات يتابع ما يحدث في الضفة الغربية الآن ومنذ 7 أكتوبر الماضي
وإذا كانت بعض الحكومات الغربية وجدت مبررا علنيا تقدمه لشعوبها لدعم الكيان الصهيوني بسبب عملية حماس 7 أكتوبر ، ورغم انكشاف الأكاذيب الصهيونية بعد ساعات، لم تغير الحكومات مواقفها بشكل عملي لأن الهدف واضح ومحدد هو التهام كل فلسطين لصالح الكيان الصهيوني وطرد كل الفلسطينيين من بلدهم.
والدليل ما يحدث في الضفة الغربية التي لا يوجد فيها حماس ولم تشترك في العملية اصلا ، وبالأرقام المعلنة والواقع أكثر بكثير ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة ومخيماتها حتى منتصف هذا الأسبوع إلى أكثر من 301 شهيد واعتقال 4575 في الضفة منذ 7 أكتوبر الماضي وبينهم الكثير من الأطفال والشيوخ والنساء
ومنذ بداية العام الجاري 2023 قتلت القوات الإسرائيلية 508 فلسطينيين في الضفة بينهم 111 طفلا، يعنى قبل اندلاع أحداث 7 أكتوبر الماضي بعشرة شهور. …وهذا يفسر حقيقة المخطط ومنذ أكثر من عامين بنشر التوتر والحرب الصامتة والمداهمات المستمرة لمدن وقرى ومخيمات الضفة ووصل الأمر إلى استخدام الطائرات المسيرة في قصف الفلسطينيين خاصة في مدن الشمال مثل جنين وطوباس وطولكرم وبعد حصار غزه منذ سنوات… وبات مشهد الجرافة العملاقة “دي 9” التي تدمر البنية التحتية مألوفا مع كل اقتحام إسرائيلي
يعنى كل يوم قتل واعتقال ومطاردات ومداهمات واغتصاب البيوت وتسليمها لمستوطنين قادمين للتو من مختلف أنحاء العالم… حتى يجبروا أصحاب الأرض على الفرار بجلدهم من الضفة الغربية. ووصل الأمر إلى تصريحات علنية للسفاح نتنياهو باحتمال مهاجمه الضفة الغربية بشكل كامل لتلحق السلطة الفلسطينية بحماس والضفة بدمار غزه.
وإذا كان “دك غزه” وقتل أكثر من 20 ألف شهيدا وإصابة وجرح أكثر من 80 ألفا معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ بالإضافة إلى المدفونين تحت الإنقاص والمفقودين له ما يبرره عند الداعمين للصهاينة وهو ما فعلته حماس في 7 أكتوبر، فماذا فعل سكان الضفة الغربية الخاضعون للسلطة الفلسطينية المتوائمة مع الكيان الصهيوني باستثناء بعض التصريحات لزوم الاستهلاك المحلي؟!
يخطئ العالم حين يتغافل عما يحدث في الضفة الغربية الآن إذا كان لديه بعض من ضمير، ويخطئ من يظن أن دوره فقط هو لبس الحداد أو مصمصه الشفايف معتقدا أن النار بعيدة عنه بالمنادة بإدخال مساعدات أو حتى وقف الحرب التي لن تتوقف حتى وإن هدأت قبل أن يتحقق المخطط… صهاينة العالم الذين لا يتحركون إلا إذا تأثروا ، والتفكير الآن كيف يمكن التأثير في “صهاينة” العالم الذين يحكمون في البيت الأبيض وأذيالهم في كل مكان..
لا بد من البحث عن أدوات للتأثير على العالم الغربي لأنه لا يعرف إلا القوة مثلما حدث في حرب أكتوبر 1973 عندما أصدر الشيخ زايد رئيس دوله الإمارات قرارا فوريا بوقف بلاده لتصدير البترول للغرب وقبل انتظار موافقة أو انضمام أي دوله عربية له، وتبعه في ذلك الملك فيصل ملك السعودية وباقي الأقطار العربية فشعر الغرب بالخطر!
مَن يعوض المتضررين؟
الآن بدأ العالم يشعر بالخطر حين بدأ يشعر بتهديد الملاحة في البحر الأحمر وتكلفه أعباءا مالية ووقت إضافي إذا انتقلت الملاحة من البحر الأحمر إلى رأس الرجاء الصالح.
• والسؤال المنطقي من يعوض شعوب العالم عن هذه الخسائر الاقتصادية لأنهم هم الذين يدفعون الثمن وليس حكامهم، وهل يمكن أن تقاضى الدول المتضررة أقصد الشعوب المتضررة أمريكا وإسرائيل؟!
• والحل بسيط جدا هو وقف الحرب وإجبار إسرائيل على ذلك بدل من اللف والدوران في سيناريوهات مكشوفة، فإذا كان الحوثيون يرون أن حصار غزه هو السبب والحرب والتدمير هما السبب لذلك يحاولون حصار إسرائيل من البحر الأحمر، فإذا كان المبرر موجودا فلماذا لا نفك الحصار عن غزه ووقف الحرب إذا كانوا بالفعل يريدون الحل
• ضحك كالبكا
• طبعا وجدتني أقع من الضحك، لكنه ضحك كالبكاء وأنا أقرأ اسم عملية حماية التجارة في البحر الأحمر “حارس الرخاء” من خلال تشكيل قوة متعددة الجنسيات من دول أوروبية بقيادة أمريكية
والسبب أن الشيطان الذي أشعل الحرب ويريد الخراب يطلق على نفسه حارس الرخاء في المنطقة التي تقف أساطيله فيها لحماية ودعم الكيان المغتصب…
ضحكت عندما عدت بالذاكرة لإطلاقه من قبل تسميات مشابهة على عملياته العدوانية.. على سبيل المثال مسمى “القضية العادلة في ديسمبر 1989على العملية التي تمت في بنما وأطاحت بالرئيس مانويل نوريجا”. واسم “تمديد الفرج” في 1991 على عملية مساعدة اللاجئين الأكراد في جنوب شرقي تركيا على الحدود العراقية واسم “استعادة الأمل” في الصومال عام 1993 على العملية العسكرية التي أدت إلى الخراب و “الحرية الدائمة في أكتوبر 2001 على الهجمات الأمريكية على أفغانستان”. وفي العراق بشروا بالحرية والاستقرار… وكلنا رأى النتيجة… يعنى في كل العمليات كانت التسميات دلاله على عكسها تماما!!
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فأسم إسرائيل نفسه له دلالة خطيرة إذا عرفنا ماذا يعنى في الديانة اليهودية؟
لفظة إسرائيل مكونة حسب التوراة من كلمتين ساميتين قديمتين هما: «سرى» بمعني غلب، و «إيل» أي الإله أو الله…والحكاية أنهم أطلقوا لقب إسرائيل على نبي الله يعقوب وسبب هذا اللقب عندهم هو صراعه مع الرب حسب سفر التكوين، فقد جاء الرب على صورة ملاك وتصارع مع يعقوب حتى طلوع الفجر فقال له «أطلقني» فقال يعقوب «لا أطلقك إن لم تباركني» فدعا اسمه «إسرائيل» ومعناه مصارع الرب لأنه صارع الله وغلب، ….أستغفر الله العظيم
طبعا المسلمون يفسرون اسم اسرائيل بعبد الله لأنه أطلق على نبي الله يعقوب و- حاشا لله- أن يكون معناه كما يقصد اليهود!
المهم بعيدا عن هذا الاختلافات… استمر الاسم وسموا نسل يعقوب «بني إسرائيل» ولهذا لم يجد الصهاينة أفضل من هذا الاسم لهم… فماذا تنتظرون ممن يحملون هذا الاسم الخرافي الذي يبرر أفعالهم مع بنى الإنسان أقصد العرب والفلسطينيين و المسلمين والمسيحيين بعد ما فعلوه بالرب… حاشا لله؟!!