الكاتب أ / فهمي عنبة
تعالوا نتخيل شكل غـزة بعد سنة .. وكيف سيكون الحال فى الضفة الغربية .. وهل يمكن أن تقوم دولة فلسطينية خاصة ان كل دول العالم بما فيها أمريكا تتفق على حل الدولتين أم ان ذلك من رابع المستحيلات فى ظل الظروف الدولية والعربية الحالية ؟! .
لن يستطيع أمهر العرافين والفلكيين الإجابة عن هذه الأسئلة مع اننا فى الموسم الذى ينشطون فيه حيث تستعين بهم وسائل الاعـلام من فضائيات وصحافة وإذاعة فى هذا التوقيت من كل عام عند اقتراب نهاية سنة وبداية أخرى جديدة .. ويقوم المنجمون بقراءة الطالع والتحدث عن الأسرار التى تخفيها النجوم والأبراج ويتنبأون بما تحمله الأيام .. ومع انهم كاذبون « ولو صدفوا أو صدقوا » فإنهم لن يستطيعوا تحديد مستقبل غزة ولا الضفة ولا يقطعون بقيام الدولة الفلسطينية !! .
بالتأكيد ليس هذا لقلة حيلة من المنجمين ولا لأنهم لا يعرفون فقط .. ولكن لأننا أمـام حالة جنونية وعدوان وحشى بلا مبرر مستمر منذ ٨٣ يوماً .. ويصر المعتدى المحتل على ان الحرب مازالت طويلة .. وطول أمد الحرب على غزة وعلى الضفة وعلى الشعب الفلسطينى دليل على عدة أشياء أولها : عجز إسرائيلى وهزيمة لجيشها .. وثانيها : ضعف عربى واضح واختلاف فى الرؤى .. وثالثها : انقسام فلسطينى .. وأخيراً: قلة حيلة غربية وعالم بلا عدالة ولا رحمة .. والشىء الإيجابى الوحيد فى هذه المعادلة هو صمود الشعب الفلسطينى وإيمانه بأنه لا سبيل للخلاص من الاحتلال ونيل الحرية إلا بالمقاومة والتمسك بالأرض ودفع الثمن من دماء وأرواح الشهداء !! .
فشلت إسرائيل منذ هزيمتها فى السابع من أكتوبر الماضى ولم تحقق أى مكسب .. فلا استطاعت بجيشها المدجج بالسلاح الأمريكى أن تقضى على « حماس » ولا التخلص من قادتها ولا تحرير الرهائن أو معرفة أماكنهم رغـم كل الـغـارات بالطائرات والقنابل والمدفعية ثم الاجتياح البرى وتحويل غزة إلى مقبرة جماعية بعد استشهاد ٢١ ألف فلسطينى وإصابة ٥٥ ألفا آخرين .. لذلك لا يجد نتنياهو وحكومته اليمينية أى حل آخر سوى استمرار الحرب عله يحقق مكسبا واحدا ينقذ به نفسه لأنه يعلم إذا توقفت الحرب فسيخرج من الحكومة وسيحاكمه شعبه .. كما انه حتى يكسب الوقت ويثير الجدل ويُبعد الانتباه عن مذابح جنودة فانه يضع سيناريوهات اليوم التالى لغزة لكنه لم يستقر على واحد منها فهو بين نارين لا يريد أن يعود لهذا « المستنقع كما يسميه » ويخشى أن يترك القطاع مرة أخرى لحماس التى يعلم انه لن يتمكن من تدميرها و هو أيضاً لا يوافق على تسليم قيادة القطاع للسلطة الفلسطينية التى يتهمها بالضعف وعدم استطاعتها حكم غزة حسب ادعاءاته !! .
نترك حيرة نتنياهو ونأتي للسبب الثاني لاطالة الحرب وهو الضعف العربي و الاختلاف على شكل الدولة وعلى إدارة غزة والأهم على ” حماس ” فهناك من الدول العربية من يتمنى أن يستيقظ ولا يجد هذه ” الحركة ” .. وآخرون يرون أنها تمثل المقاومة ولابد من مساندتها .. وللأسف هذا الخلاف وعدم حسم الأمر عربيا أدى لعدم اتخاذ موقف قوي في مواجهة الوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال ليس ضد حماس وحدها ولكن ضد كل ماهو فلسطيني !!.
يعتبر التعنت الاسرائيلى خاصة فى ظل حكومة عنصرية متطرفة أهم عقبة فى طريق السلام وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية .. وذلك بالطبع إلى جانب الموقف الأمريكى فى ظل وجود الرئيس بايدن الذى يتباهى ويفتخر بانه ” صهيونى ” .. وللأسف أيضاً يمثل الانقسام الشديد واختلاف المواقف بين الفصائل الفلسطينية أهم عقبة في طريق أقامة الدولة وفي تحديد مستقبل غزة وفي إجبار العدو على وقف إطلاق النار خاصة وانه لدي حماس والجهاد اسرى ورهائن يمثلون ورقة ضغط قوية في حال توحد الفلسطينيين وإنهاء الخلافات وتغليب مصلحة الشعب والاتفاق على إجراء الانتخابات و ترفع الجميع عن المناصب والمصالح الشخصية !! .
لا يمكن أن نراهن كثيرا على الـدول الغربية أو على الأمم المتحدة فى وقف اطلاق النار لأن أمريكا ستجهض أى قرار باستخدام « الفيتو » كما انها تمارس الضغط الشديد على حلفائها لإظهار التأييد الأعمى لإسرائيل مع ان الشعوب فى الدول الغربية والولايات المتحدة بدأوا فى التململ من حكوماتهم لمواقفها الداعمة للصهاينة ومد الجيش الاسرائيلى بالسلاح لقتل الأطفال والنساء وبدأوا يتساءلون لماذا يتم منح حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة المساعدات والأمــوال بلا حساب من أمـوال دافعى الضرائب فى أوروبا وأمريكا ؟! .
دون الحاجة إلى المنجمين ولا إلى كذبهم .. لن يجبر إسرائيل على وقف الحرب أو حتى اعلان هدنة انسانية سوى صمود المقاومة وإحداث خسائر فى الجيش الاسرائيلى واستمرار عدم الوصول إلى أماكن تواجد الرهائن .. عندها فقط سيضطر نتنياهو للرضوخ وعقد صفقة مع « حماس » برعاية مصرية – قطرية للإفراج عن بعض الرهائن .. ثم تعود الحرب و كلما زادت خسائر العدو تم التعجيل برحيل هذا المتغطرس المهزوم مع حكومته الصهيونية .
مازال هناك أمل فى قيادات الفصائل الفلسطينية أن تتوحد وتحكم العقل ومصلحة الشعب الذى يتحمل ويدفع الثمن .. خاصة ان الخلاف يفسد أى مبادرات لحل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية .. وعندما يحدث التوافق بين القيادات لن يكون هناك حديث عن مستقبل غزة لانها ستكون ضمن الدولة الفلسطينية الموحدة بقيادة واحدة تجمع كل الفصائل !! .
******
الجامعات المصرية
تتفوق عربياً.. ولكن !!
•• استحوذت الجامعات المصرية على نصيب الأسد فى أول تصنيف عربى للجامعات بعد اختيار ٢٨ جامعة محلية ضمن التصنيف الذى أطلقته جامعة الدولة العربية وشمل ١١٥ جامعة من ١٦ دولة عربية .
جاءت جامعة القاهرة فى المركز الثانى وعين شمس فى المركز الرابع والمنصورة الخامس .. بينما تصدر التصنيف جامعة الملك سعود واحتلت جامعة الامارات المركز الثالث .
كشف الدكتور عمرو عزت سلامة أمين عام اتحاد الجامعات العربية ان التصنيف اعتمد على الدقة والموضوعية من خلال معايير منها تقييم جودة التعليم وتميز أعضاء هيئة التدريس إضافة إلى تقييم الابداع والريادية والابتكار .
مازلنا نسعى إلى تطوير التعليم الجامعى لتعود الجامعات المصرية إلى مكانتها العالمية التى تحتل فيها الآن مكانة بعيدة تماما عن تاريخها وعن ريادتها قبل قرن من الزمان خاصة جامعة القاهرة التى كان يتم الاعتراف بشهاداتها فى كل أنحاء العالم ويستطيع من يحصل عليها العمل فى أى مكان دون معادلتها .. أما مؤخراً فبالكاد تدخل فى التصنيفات الدولية فى مراكز متأخرة ضمن أفضل ٥٠٠ جامعة وهو ما لا يليق بجامعة تخرج منها الآلاف من القادة والـــوزراء والسياسيين والأدبـاء والصحفيين والعلماء والفنانين والأطـبـاء لهم احترامهم وإسهاماتهم الإنسانية فى مختلف فروع المعرفة .. منهم الدكاتره طه حسين عميد الادب العربي و بطرس غالي أمين عام الامم المتحدة واللورد مجدي يعقوب طبيب القلوب وعمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية و نجيب محفوظ اديب نوبل ويوسف إدريس ويحي حقي صاحب قنديل أم هاشم والكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل والبابا شنودة وعثمان أحمد عثمان وأحمد نظيف وعصام شرف رئيسا الوزراء وعمر الشريف وعادل إمام و صلاح السعدني وغيرهم .. ومن أشهر الطلبة العرب الذين درسوا بها الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة و الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات و الرئيس العراقي صدام حسين والدبلوماسي والوزير السعودي الأديب غازي القصيبي .. ومن خريجات الجامعة الدكاتره سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية وعربية وحكمت أبو زيد أول وزيرة وسهير القلماوى أول من عملت من السيدات بالتدريس في الجامعة و جيهان السادات سيدة مصر الأولى .
إلـى جانب كل هؤلاء العمالقة الـذيـن درسـوا وتخرجوا من جامعة القاهرة فقد كان طلبتها دائما هم الشرارة الأولى لأى حركة مقاومة أو مظاهرة ضد الاحتلال الانجليزى .. فهل بعد ذلك تظل الجامعة فى المركز الثانى عربيا وفى أواخر القائمة التى تضم أفضل ٥٠٠ جامعة عالميا ؟! .
******
طقاطيق
•• « ذهـب » الجنون بالعقول بعد أن تخطى سعر جرام الذهب ٣ آلاف جنيه لعيار ٢١.. كان الله فى عون أى شاب ُمقبل على الزواج .. فثمن « الدبلتين » يصل إلى ١٠ آلاف جنيه وبمثل هذا المبلغ منذ ٢٠ عاما اشترى والداه أثاث المنزل بالأدوات الكهربائية .. ولا نـدرى لمـاذا تترك الحكومة التجار يفعلون ما يريدون ولا تتدخل لضبط ومراقبة الأسواق رغـم ان الاقتصاد الحر به الكثير من الآليات لمنع الاستغلال والاحتكار .. كما ان قانون العرض والطلب فى السوق لا يعنى الربح المغالى فيه ؟! .
****
•• طول عمرنا نسمع ان اللؤلؤ يأتى من دول الخليج خاصة البحرين والكويت والإمارات التى كان يشتهر سكانها بالصيد واستخراجه من مياه الخليج .. ولذلك كانت مفاجأة كبيرة عندما أكدت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ارتفاع صادرات مصر إلى دولة الامارات خلال الفترة من يناير إلى سبتمبر ٢٠٢٣ لتسجل ١.٣٨٧مليار دولار وان اللؤلؤ يستحوذ مع الأحجار الكريمة على ٣٨.٦ ٪ من إجمالى هذه الصادرات بقيمة ٥٣٤ مليون دولار.. « عشنا وشفنا » مصر تصدر اللؤلؤ إلى من اشتهروا باستخراجه من البحر !! .
****
•• بصراحة .. لا « سوبر » بدون الزمالك أو الأهلى .. فغياب أحد الفريقين عن البطولة يجعلها ناقصة وبلا معنى .. لذلك كان « السوبر » الأخير بلا طعم والمدرجات خلال المباراة الأولى خالية .. لم يكن اتحاد الكرة موفقا عندما استبعد الزمالك في قرار يبدو أن الغرض منه ” وقتها ” الثأر والانتقام من رئيس النادي السابق خاصة وأن هذه مسابقة جديدة وليست ” السوبر ” المتعارف عليه كل عام حيث تقام مباراة واحدة بين بطل الدوري والفائز بالكأس ولكن هذه المرة كانت دورة رباعية وبذلك لا تسري عليها لائحة المسابقة القديمة .. كما أن الأندية التي شاركت بديلا لا يوجد مبرر لتواجدها بالذات .. خسر اتحاد الكرة كثيراً لغياب جماهير الزمالك المنتشرين فى دول الخليج وكانوا بالتأكيد سيزحفون لتشجيع فريقهم ..ولا ندرى لماذا لم تطالب إدارة النادى الحالية بحق الزمالك وجماهيره فى المشاركة فى هذه البطولة .. عموماً مبروك على
الفائز ؟! .