السيد البابلي
صدفة.. مجرد صدفة قادت الأجهزة الأمنية فى أكتوبر إلى مغارة على بابا المليئة بملايين الجنيهات وعملات أجنبية متنوعة..!
والصدفة بدأت فى كمين أمنى عندما توقفت سيارة وتلعثم من فيها وحاولوا الهرب ووجد أفراد الكمين داخل السيارة أجولة بها مبالغ مالية كبيرة.. وبسؤال من داخلها حول مصدر الأموال فإنهم أرشدوا أفراد الأمن إلى غرفة سرية داخل جراج فى منطقة حدائق أكتوبر وبداخلها ما يزيد على سبعين مليون جنيه وعملات أجنبية ومشغولات ذهبية والقيمة الكلية للمضبوطات تزيد على مائة وعشرين مليون جنيه..!
وقصة هذه الأموال معروفة.. وهى أنها تجارة فى العملة والذين تم إلقاء القبض عليهم هم الذين يقومون بتحصيل الأموال من بيع العملات الأجنبية أو شرائها..!
والاتجار فى العملة أصبح أمراً شائعاً.. فمن معه مائة دولار لا يذهب إلى البنك لتغييرها وإنما يحتفظ بها ويطالع أسعار العملات كل يوم معتقداً أنها ستحقق له أحلام الثراء..! ووصل الأمر إلى أن بعض سيدات وربات البيوت أصبحن يتاجرن فى العملات ويحفظن عن ظهر قلب متغيرات الأسعار سواء عن طريق الإنترنت أو حوارات الهواتف.. وحتى فى «الأرياف»، فإن هناك إنشغالاً بسعر الدولار.. وليس غريباً أن تجلس فى أى مكان وتجد من يقول لك معى ألف دولار.. تاخدهم على سعر كذا..!
والناس قد يكون لها عذرها فى البحث عن أى أرباح أو دخل إضافي، ولكن الناس لا تدرك أن ما يحدث هو جريمة فى حق الآخرين وهو نوع من التدمير الذاتى للاقتصاد الوطنى وهو أيضاً نوع من المشاركة فى إيجاد أزمة مستعصية.. فالبعض يبحث فى ذلك عن الربح المؤقت ولا يدرك أنه يتسبب فى إيذاء نفسه بنفسه على المدى الطويل.
والدولة وحدها لن تستطيع ولن يكون فى مقدورها إيقاف تجارة العملة، ولابد أن تكون هناك حملة على كل المستويات للتصدى للاتجار بالعملة، وعلماء الدين ينبغى أن تكون لهم كلمة. والإعلام عليه أن يوضح أبعاد الأزمة التى تترتب على المضاربات على العملة خارج البنوك.. و»أباطرة» تجارة العملة هم أنفسهم أباطرة المضاربة على أسعار السلع الغذائية.. هم الفساد فى كل مكان وهم المرض الذى يجب علاجه بالقانون الرادع.
> > >
وقبل أن أتناول حواراتنا اليومية فى أمور وقضايا الحياة.. أتحدث عن الجيران.. عن السودان الشقيق فى غمار الحديث عن الحرب على غزة.. السودان الذى يحترق من الداخل.. والسودان الذى يقول فيه كل طرف من أطراف الصراع على السلطة «سوف نستمر فى القتال إلى أن ينتهى الطرف الآخر أو ننتهى نحن»..! والسودان هو الذى سيدفع الثمن.. السودان الذى يتم فيه تسليح المقاومة الشعبية الآن هو الذى سيواصل نزيف الدم والدمار.. السودان فى حاجة إلى جهود عربية صادقة ومخلصة ودءوبة من أجل إنهاء الصراع الذى تغذيه وتدعمه قوى من خارج السودان.. السودان يجب أن يعود.. وكفى ما حدث واتركوا عنكم صراع السلطة وابحثوا عن الصراع على الحياة التى ينبغى أن تعود.
> > >
ونعود لحواراتنا وقضايانا.. وأنا واحد من الذين يؤمنون بأن الحياة يجب أن تستمر بكافة أشكالها ومظاهرها ومجالاتها، ولكن لابد فى ذلك من مراعاة مشاعر وظروف الآخرين.. فالمبالغة فى الحفلات والمهرجانات وإغداق الأموال على هذه المناسبات لا يتفق أبداً مع وجود الآلاف من أبناء قطاع غزة فى خيام فى العراء فى برد الشتاء يبحثون عن الدفء والأمان والهروب من خطر الموت..!! لدينا قضية شعب يموت.. إخوة لنا فى خطر.. وعندما يكون أخويا «لايص» لا ينبغى أن أكون أنا «هايص»..!!
> > >
وصديقى عماد الدين أديب واجه أزمة قلبية فى دبي.. وبينى وبين عماد أديب رحلة عمر وصداقة ممتدة رغم أننى اختلف معه تماماً فى الكثير من أفكاره خاصة التى عبر عنها فى العديد من المقالات التى لا يفهم القصد من ورائها.. ولكن عماد أديب قامة صحفية ذات طابع خاص وقد عملنا معاً فى إصدار مجلة «كل الناس» وصحيفة «العالم اليوم» التى كانت أول صحيفة اقتصادية خاصة فى العالم العربي.. وقد سعدت بتجاوز عماد أديب لأزمته الصحية واستقرار حالته.. وكل الأمنيات لعماد أديب بالشفاء وأن يعود لنا عماد «القديم» الذى نشتاق إليه..!
> > >
وعندما تبلغ سن الستين تسمع الكثير من النصائح التى تتحدث عن الحياة فى هذا العمر وكيفية المحافظة على الصحة.. وكلها نصائح «ذهبية» مفيدة ولكن لا يوجد نصيحة ذات معنى وجدوى إلا بالفلوس.. وهذه النصائح تحتاج إلى المال.. الغذاء السليم والرياضة والسفر والترحال.. والهوايات.. كلها تحتاج إلى «فلوس».. ورائحة الفلوس فى هذا العمر هى الدواء والشفاء.. ولا نصيحة تعلو فوق ذلك..!
> > >
وأتحدث عن منتخبنا القومى لكرة القدم والذى سيخوض أولى مبارياته فى بطولة الأمم الأفريقية بعد عدة أيام.. وأشعر أن هناك ثقة تزيد على الحد.. وأن هناك مبالغة فى التفاؤل.. وحديثاً عن الترشيحات والعودة بالكأس..! والثقة الزائدة على الحد مقلقة للغاية.. وعندما كنا نخاف كنا نفوز كما حدث مع حسن شحاتة.. وعندما تزيد الضحكات والابتسامات و»الهزار» فى المران أشعر بالخوف.. وأتمنى أن أكون مخطئاً.. وأن يفعلها المنتخب..!
> > >
والواد السويسى «مشعلل» السوشيال ميديا.. والسويسى شاب مصرى من الغربية هاجر لإيطاليا وعمره خمسة عشر عاماً وتزوج من إيطالية.. منحته الإقامة الشرعية ودخل مجال السوشيال ميديا بفيديوهات على «التيك توك» وبأرقام متابعين بالملايين.. والسويسى يحكى فى فيديوهاته عن حياته فى إيطاليا وعن النعيم الذى أصبح عليه..!! السويسى هياخد «عين» تخليه «يتلم» ويدارى على شمعته حتى تظل منورة..!!
> > >
وأعتذر مرة أخرى عن الأخطاء المطبعية التى تظهر فى الأرقام فى الكثير من المقالات.. أخطاء صغيرة ولكنها فى التأثير كبيرة..!!