مأزق‭ ‬إسرائيل

عبد الرازق توفيق

صدقت‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬مواقفها‭ ‬الواضحة‭ ‬والمحددة‭ ‬والشريفة‭.. ‬وأيضاً‭ ‬فى‭ ‬تحذيراتها‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬العدوان‭ ‬وتوسيع‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭.. ‬وقدمت‭ ‬كافة‭ ‬أنواع‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطنييين‭.. ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والقانونية‭ ‬والإنسانية‭.. ‬وحالت‭ ‬دون‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬تهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬خارج‭ ‬أراضيهم‭.. ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬قضيتهم‭ ‬ووطنهم‭ ‬وساهمت‭ ‬بـ80٪‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأهالى‭ ‬غزة‭ ‬سواء‭ ‬برياً‭ ‬عبر‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬المفتوح‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬أو‭ ‬جواً‭ ‬عبر‭ ‬الإسقاط‭ ‬بالطائرات‭ ‬لعشرات‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والإغاثية‭.. ‬فى‭ ‬المقابل‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الارتباك‭ ‬والانقسام‭.. ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬باتت‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬سياسات‭ ‬وفشل‭ ‬نتنياهو‭.. ‬واقتراب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬دون‭ ‬التوصل‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬أو‭ ‬هدنة‭.. ‬يشكل‭ ‬ضغطاً‭ ‬وخوفاً‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬الإسرائيلى‭.. ‬فى‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬فإن‭ ‬موقف‭ ‬مصر‭ ‬الشريف‭ ‬والمحورى‭ ‬والواضح‭ ‬والمحدد‭ ‬يسطع‭ ‬مثل‭ ‬الشمس‭.‬

مأزق‭ ‬إسرائيل


لم‭ ‬تنجح‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬تحقيق‭ ‬أى‭ ‬هدف‭.. ‬الفشل‭ ‬يطاردها‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬عدوانها‭ ‬الوحشى‭.. ‬وحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬والتجويع‭ ‬التى‭ ‬تمارسها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ولم‭ ‬تأت‭ ‬بشىء‭ ‬سوى‭ ‬إظهار‭ ‬ضعف‭ ‬وترهل‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭.. ‬وانقسامات‭ ‬حادة‭.. ‬وعزلة‭ ‬دولية‭ ‬باتت‭ ‬قريبة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عرف‭ ‬العالم‭ ‬أكاذيب‭ ‬ودعاية‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬التى‭ ‬تروج‭ ‬لنفسها‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والإنسانية‭.. ‬واستيقظ‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬وحش‭ ‬كاسر‭.. ‬جل‭ ‬بطولاته‭ ‬قتل‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭.. ‬والمدنيين‭ ‬وممارسة‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬على‭ ‬شعب‭ ‬أعزل‭.. ‬فرغم‭ ‬القصف‭ ‬البربرى‭ ‬والمتواصل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭.. ‬لم‭ ‬تحصد‭ ‬إسرائيل‭ ‬وجيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬سوى‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭.. ‬فكل‭ ‬الأهداف‭ ‬التى‭ ‬وضعها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬المتطرفة‭.. ‬ومجلس‭ ‬حربه‭ ‬الفاشل‭ ‬ذهبت‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭.. ‬فلم‭ ‬يقض‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭.. ‬التى‭ ‬مازالت‭ ‬توجه‭ ‬الضربات‭ ‬القاتلة‭ ‬والموجعة‭ ‬لجيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتسقط‭ ‬آلياته‭ ‬وتجهز‭ ‬على‭ ‬ضباطه‭ ‬وجنوده‭.. ‬ولم‭ ‬يفلح‭ ‬فى‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬أسراه‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭.. ‬ولم‭ ‬ينجح‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬قتل‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬عمد‭ ‬رغم‭ ‬رفع‭ ‬عدد‭ ‬منهم‭ ‬رايات‭ ‬بيضاء‭.. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬حصدت‭ ‬أرواحهم‭ ‬ولم‭ ‬يتمكن‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬الفلسطينية‭.‬
نتنياهو‭ ‬يعاند‭ ‬ويصر‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الوحشية‭.. ‬والقصف‭ ‬المتواصل‭.. ‬بل‭ ‬ويهدد‭ ‬باجتياح‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬برياً‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يبحث‭ ‬سوى‭ ‬عن‭ ‬البقاء‭ ‬السياسى‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬صدارة‭ ‬قيادة‭ ‬المشهد‭ ‬سيزيد‭ ‬الارتباك‭ ‬والتلعثم‭ ‬والانقسام‭ ‬داخل‭ ‬مطبخ‭ ‬الحكم‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬والذى‭ ‬تجلت‭ ‬بوادره‭ ‬فى‭ ‬سحب‭ ‬صلاحيات‭ ‬ايتمار‭ ‬بن‭ ‬غفير‭ ‬وزير‭ ‬الأمن‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬شديد‭ ‬التطرف‭ ‬والغباء‭ ‬والكراهية‭.. ‬أو‭ ‬سفر‭ ‬بينى‭ ‬جانتس‭ ‬الوزير‭ ‬فى‭ ‬حكومة‭ ‬أو‭ ‬مجلس‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬تنسيق‭ ‬مع‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نتنياهو‭ ‬والذى‭ ‬وجه‭ ‬السفارة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬لعدم‭ ‬التنسيق‭ ‬أو‭ ‬التعاون‭ ‬معه‭ ‬فى‭ ‬زيارته‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬حالة‭ ‬الانشقاق‭ ‬والانقسام‭ ‬داخل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية‭.. ‬وأيضاً‭ ‬عزوف‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكى‭ ‬عن‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬نتنياهو‭ ‬بسبب‭ ‬فشله‭ ‬الذريع‭.. ‬وتطرفه‭ ‬وتماديه‭ ‬فى‭ ‬قتل‭ ‬المدنيين‭ ‬ليس‭ ‬لإنسانية‭ ‬واشنطن‭ ‬بقدر‭ ‬خطورة‭ ‬ممارسات‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬فى‭ ‬المشهد‭ ‬الخاص‭ ‬بانتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬وتراجع‭ ‬فرصه‭ ‬وشعبيته‭ ‬وانقلاب‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬الأمريكى‭ ‬على‭ ‬بايدن‭ ‬وسياساته‭ ‬المؤيدة‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬لإجرام‭ ‬إسرائيل‭ ‬ودعمها‭ ‬اللامحدود‭.. ‬وتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬فى‭ ‬إقدام‭ ‬الطيار‭ ‬الأمريكى‭ ‬آرون‭ ‬بوشنيل‭ ‬على‭ ‬إشعال‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬أمام‭ ‬السفارة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬رفضاً‭ ‬لحرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬وأيضاً‭ ‬رفضاً‭ ‬لدعم‭ ‬أمريكا‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال‭.. ‬فى‭ ‬قتلها‭ ‬للأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭.. ‬وتجويع‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
غاية‭ ‬نتنياهو‭ ‬هى‭ ‬البقاء‭ ‬السياسى‭.. ‬لذلك‭ ‬يصر‭ ‬على‭ ‬إطالة‭ ‬زمن‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬ولديه‭ ‬استعداد‭ ‬قوى‭ ‬للمضى‭ ‬فى‭ ‬طريق‭ ‬القتل‭.. ‬والدماء‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مستقبله‭ ‬السياسى‭ ‬أو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬خروج‭ ‬آمن‭ ‬ينقذ‭ ‬رقبته‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬التحقيقات‭ ‬والمحاكمات‭ ‬سواء‭ ‬بسبب‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬الحالية‭ ‬وعدم‭ ‬تحقيق‭ ‬أى‭ ‬هدف‭.. ‬وتوريط‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭.. ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬انكشاف‭ ‬كاملة‭ ‬تعكس‭ ‬الضعف‭ ‬والارتباك‭.. ‬وغياب‭ ‬التدريب‭ ‬والتخطيط‭ ‬وإرادة‭ ‬النصر‭.. ‬فالمقارنة‭ ‬بين‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬محدودة‭ ‬التسليح‭ ‬وهى‭ ‬الأقرب‭ ‬للبدائية‭.. ‬وبين‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬المدجج‭ ‬بترسانة‭ ‬متطورة‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬والمقاتلات‭ ‬والأقمار‭ ‬الصناعية‭.. ‬والدعم‭ ‬الأمريكى‭ ‬والغربى‭.. ‬تكشف‭ ‬بوضوح‭ ‬فداحة‭ ‬الهزيمة‭.. ‬والفشل‭ ‬الذريع‭.‬
نتنياهو‭ ‬وحكومته‭ ‬المتطرفة‭ ‬أنهت‭ ‬مستقبلهم‭ ‬السياسى‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل‭ ‬تماماً‭.. ‬وهناك‭ ‬احصائيات‭ ‬واستطلاعات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬53٪‭ ‬من‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬رغبة‭ ‬نتنياهو‭ ‬المريضة‭ ‬فى‭ ‬البقاء‭ ‬السياسى‭ ‬هى‭ ‬وراء‭ ‬اطالته‭ ‬للحرب‭ ‬والعدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭.. ‬حتى‭ ‬المتطرف‭ ‬أفيجدور‭ ‬ليبرمان‭ ‬باع‭ ‬نتنياهو‭ ‬طمعاً‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مكاسب‭ ‬سياسية‭ ‬قادمة‭ ‬بعد‭ ‬إعلان‭ ‬الموت‭ ‬السياسى‭ ‬للحكومة‭ ‬الحالية‭.. ‬قال‭ ‬ان‭ ‬حكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬انتهت‭ ‬وعلينا‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬انتخابات‭ ‬مبكرة‭.. ‬أيضاً‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬تفوق‭ ‬بينى‭ ‬جانتس‭ ‬واحتمالية‭ ‬حصوله‭ ‬على‭ ‬39‭ ‬مقعداً‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬انتخابات‭ ‬قادمة‭ ‬يأتى‭ ‬بعده‭ ‬يائير‭ ‬لابيد‭ ‬المعارض‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬ثم‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الحالى‭ ‬يوآف‭ ‬جالانت‭.. ‬اذن‭ ‬نتنياهو‭ ‬خارج‭ ‬أى‭ ‬معادلة‭ ‬سياسية‭ ‬عندما‭ ‬تتوقف‭ ‬الحرب‭ ‬البربرية‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬لذلك‭ ‬يدرك‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬افتقاده‭ ‬لأى‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬لدى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬والاتهامات‭ ‬والفساد‭ ‬الذى‭ ‬يطارده‭.. ‬وعدم‭ ‬مشاركته‭ ‬فى‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الشباب‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وإقامته‭ ‬فى‭ ‬أمريكا‭ ‬وتخصيص‭ ‬نفقات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحراسات‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بحمايته‭.. ‬ومع‭ ‬الانفاق‭ ‬المتواصل‭ ‬والفشل‭ ‬الذريع‭.. ‬ورفض‭ ‬نتنياهو‭ ‬للدخول‭ ‬فى‭ ‬مفاوضات‭ ‬أو‭ ‬صفقات‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسرى‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لدى‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬عمق‭ ‬السخط‭ ‬داخل‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬رئيس‭ ‬الوزرا‭ ‬ء‭ ‬المتطرف‭ ‬ولعل‭ ‬المظاهرات‭ ‬الشعبية‭ ‬وأهالى‭ ‬وأسر‭ ‬الأسرى‭ ‬أمام‭ ‬إقامته‭ ‬تعكس‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬جيدا‭.. ‬اذن‭ ‬لم‭ ‬يبق‭ ‬أى‭ ‬مبرر‭ ‬لنتنياهو‭ ‬لاستمرار‭ ‬وإطالة‭ ‬الحرب‭ ‬سوى‭ ‬مصالحه‭ ‬الشخصية‭ ‬وبقائه‭ ‬السياسى‭ ‬وخوفه‭ ‬من‭ ‬المصير‭ ‬المجهول‭ ‬عندما‭ ‬تتوقف‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬والحصار‭ ‬والتجويع‭.. ‬ما‭ ‬يكشف‭ ‬المأزق‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬أيضاً‭ ‬استقالة‭ ‬ضباط‭ ‬كبار‭ ‬من‭ ‬وحدة‭ ‬‮«‬المعلومات‮»‬‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وإعلان‭ ‬تقاعدهم‭.. ‬لذلك‭ ‬إسرائيل‭ ‬تواجه‭ ‬مخاطر‭ ‬كثيرة‭.. ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬والانقسام‭ ‬الحاد‭ ‬وشبح‭ ‬العزلة‭ ‬الدولية‭.. ‬وانكشاف‭ ‬حقيقة‭ ‬وقدرة‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الخسائر‭ ‬الفادحة‭ ‬سواء‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬العسكرية‭ ‬فى‭ ‬الآليات‭ ‬والمعدات‭ ‬وأرواح‭ ‬الضباط‭ ‬والجنود‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭.. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬جبهات‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق‭ ‬وهى‭ ‬تبعات‭ ‬واستنزاف‭ ‬خطير‭ ‬للقدرات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬
على‭ ‬الجانب‭ ‬الأمريكى‭ ‬أقول‭ ‬لن‭ ‬ينتهى‭ ‬أو‭ ‬يتوقف‭ ‬دعم‭ ‬واشنطن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬مهما‭ ‬حدث‭.. ‬لكن‭ ‬الاختلاف‭ ‬على‭ ‬الأشخاص‭ ‬الآن‭.. ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬التداعيات‭ ‬والآثار‭ ‬السلبية‭ ‬للعدوان‭ ‬الصهيونى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬على‭ ‬المستقبل‭ ‬السياسى‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكى‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬والديمقراطيين‭ ‬عموماً‭.. ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تقدم‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬واستعداده‭ ‬لخوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬الجارى‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬الانقسام‭ ‬والانقلاب‭ ‬فى‭ ‬الرأى‭ ‬العام‭ ‬الأمريكى‭ ‬بسبب‭ ‬دعم‭ ‬أمريكا‭ ‬للمدابح‭ ‬والمجازر‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ورغبة‭ ‬واشنطن‭ ‬فى‭ ‬عدم‭ ‬توسع‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وخسارة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حلفائها‭.. ‬وأيضاً‭ ‬تأثير‭ ‬المصداقية‭ ‬الأمريكية‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬مواقفها‭ ‬المتناقضة‭ ‬ورفضها‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬وإنهاء‭ ‬العدوان‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬رغم‭ ‬بشاعة‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وازدواجية‭ ‬المعايير‭ ‬وإفشال‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬فى‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬والتهدئة‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكارثية‭.. ‬وفشل‭ ‬متعمد‭ ‬لكافة‭ ‬المؤسسات‭ ‬والمنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬تجاه‭ ‬الموقف‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬لذلك‭ ‬ستعانى‭ ‬واشنطن‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬مصداقيتها‭ ‬ووهن‭ ‬شعاراتها‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬لذلك‭ ‬أيضاً‭ ‬فإن‭ ‬واشنطن‭ ‬وخاصة‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬فى‭ ‬مأزق‭ ‬حقيقى‭ ‬له‭ ‬تداعياته‭ ‬وحساباته‭.. ‬ولعل‭ ‬استدعاء‭ ‬بينى‭ ‬جانتس‭ ‬لأمريكا‭ ‬واجتماعه‭ ‬بنائبة‭ ‬الرئيس‭ ‬كامالا‭ ‬هاريس‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬لتدارك‭ ‬الأمر‭ ‬وتخفيف‭ ‬الآثار‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬مخرج‭ ‬والحيلولة‭ ‬دون‭ ‬اتساع‭ ‬نطاق‭ ‬الصراع‭.. ‬خاصة‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.. ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬ننسى‭ ‬هناك‭ ‬تحولات‭ ‬نسبية‭ ‬فى‭ ‬مواقف‭ ‬الغرب‭ ‬تجاه‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وبات‭ ‬الإيمان‭ ‬بحل‭ ‬الدولتين‭ ‬واقعاً‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.. ‬ولسان‭ ‬حال‭ ‬الدول‭ ‬وذلك‭ ‬يعود‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬مصر‭ ‬وإصرارها‭ ‬وحكمتها‭ ‬فى‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمة‭.‬
قولاً‭ ‬واحداً‭ ‬نتنياهو‭ ‬قريباً‭ ‬سيكون‭ ‬نسياً‭ ‬منسياً‭ ‬ومن‭ ‬الماضى‭ ‬بعد‭ ‬هذه‭ ‬الاخفاقات‭ ‬والاتهامات‭ ‬وحالة‭ ‬الشقاق‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وانعدام‭ ‬ثقة‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬فى‭ ‬أداء‭ ‬الحكومة‭ ‬المتطرفة‭.‬
فى‭ ‬المقابل‭ ‬نرى‭ ‬بوضوح‭ ‬مثل‭ ‬الشمس‭ ‬الساطعة‭ ‬دور‭ ‬ومواقف‭ ‬مصر‭ ‬الشريفة‭ ‬والواضحة‭ ‬والمحددة‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تحد‭ ‬عنها‭ ‬يوماً‭ ‬ولم‭ ‬تتبدل‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬سياسية‭ ‬وإصرار‭ ‬وحسم‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬السماح‭ ‬بتصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أو‭ ‬التهجير‭ ‬القسرى‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬أو‭ ‬التوطين‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الأراضى‭ ‬المصرية‭ ‬ويمس‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬تهاون‭ ‬أو‭ ‬تفريط‭ ‬فى‭ ‬حمايته‭.. ‬وحذرت‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬مغبة‭ ‬استمرار‭ ‬العدوان‭ ‬وخطورته‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬ودائرة‭ ‬الصراع‭.. ‬وبذلت‭ ‬جهوداً‭ ‬متواصلة‭ ‬ومازالت‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ادخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬لتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.. ‬أحاديث‭ ‬مصر‭ ‬ومواقفها‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬تتغير‭ ‬تصدت‭ ‬لمحاولات‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬ومخطط‭ ‬التهجير‭.. ‬ووقفت‭ ‬بشموخ‭ ‬أمام‭ ‬محاولات‭ ‬الحصار‭ ‬ومنع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭.. ‬ورفضت‭ ‬عبور‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬مزدوجى‭ ‬الجنسية‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬للأشقاء‭ ‬وفتحت‭ ‬معبر‭ ‬رفح‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬دون‭ ‬اغلاق‭ ‬ولو‭ ‬لحظة‭ ‬وأن‭ ‬تعطيل‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬بسبب‭ ‬البربرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬وقصفها‭ ‬للمعبر‭ ‬من‭ ‬الاتجاه‭ ‬الفلسطينى‭ ‬4‭ ‬مرات‭ ‬وقامت‭ ‬مصر‭ ‬بإصلاحه‭ ‬وتأهيله‭ ‬ورفع‭ ‬كفاءته‭.. ‬ومصر‭ ‬التى‭ ‬تستضيف‭ ‬مفاوضات‭ ‬بمشاركة‭ ‬أمريكية‭ ‬وقطرية‭ ‬وفلسطينية‭ ‬أى‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تهدئة‭ ‬وهدنة‭ ‬قبل‭ ‬حلول‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬المعاناة‭ ‬والكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬يعيشها‭ ‬الأشقاء‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬من‭ ‬قصف‭ ‬وقتل‭ ‬وإبادة‭ ‬وحصار‭ ‬وتجويع‭.. ‬هى‭ ‬التى‭ ‬قدمت‭ ‬80٪‭ ‬من‭ ‬اجمالى‭ ‬المساعدات‭ ‬التى‭ ‬دخلت‭ ‬القطاع‭ ‬والذى‭ ‬بلغ‭ ‬142‭ ‬ألف‭ ‬طن‭ ‬مساعدات‭ ‬ساهمت‭ ‬فيها‭ ‬بـ102‭ ‬ألف‭ ‬طن‭.. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الإسقاط‭ ‬الجوى‭ ‬لعشرات‭ ‬الأطنان‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬والإغاثية‭ ‬فى‭ ‬عمليات‭ ‬نفذتها‭ ‬مصر‭ ‬مع‭ ‬الإمارات‭ ‬والأردن‭ ‬وقطر‭ ‬وفرنسا‭ ‬لانقاذ‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬الحصار‭ ‬والتجويع‭ ‬الذى‭ ‬فرضته‭ ‬عليهم‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭.‬
لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأحد‭ ‬المساس‭ ‬بموقف‭ ‬مصر‭ ‬ودورها‭ ‬التاريخى‭ ‬الداعم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وما‭ ‬اتخذته‭ ‬من‭ ‬مواقف‭ ‬ومساندة‭ ‬للأشقاء‭ ‬فى‭ ‬محنتهم‭ ‬الحالية‭.. ‬فالقاهرة‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قبلة‭ ‬ومركز‭ ‬للاتصالات‭ ‬الهاتفية‭ ‬والزيارات‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬الدوليين‭ ‬للقاء‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬للاستماع‭ ‬والانصات‭ ‬إلى‭ ‬رؤيته‭ ‬وحكمته‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬واقعية‭.. ‬وبذلت‭ ‬‮«‬مصر‭- ‬السيسى‮»‬‭ ‬جهوداً‭ ‬ومازالت‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الأصعدة‭ ‬والمستويات‭ ‬سواء‭ ‬السياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والقانونية‭ ‬والإنسانية‭ ‬تجعلها‭ ‬بلا‭ ‬منافس‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وحقوق‭ ‬الأشقاء‭ ‬المشروعة‭ ‬وحتى‭ ‬نجحت‭ ‬فى‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفهوم‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬وإقامة‭ ‬الدولة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬حدود‭ ‬4‭ ‬يونيو‭ ‬1967‭ ‬وعاصمتها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬خياراً‭ ‬يجمع‭ ‬عليه‭ ‬العالم‭.. ‬وهو‭ ‬نجاح‭ ‬كبير‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الرئاسية‭ ‬التى‭ ‬تعاملت‭ ‬مع‭ ‬القضية‭ ‬بشفافية‭ ‬وشرف‭ ‬وبمبادئ‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭.. ‬ولعل‭ ‬شهادات‭ ‬الأشقاء‭ ‬وفصائل‭ ‬المقاومة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وشكرهم‭ ‬العميق‭ ‬لمصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬السياسية‭ ‬أبلغ‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬المزايدات‭ ‬ومحاولات‭ ‬تشويه‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬الساطع‭ ‬مثل‭ ‬الشمس‭.. ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المستويات‭ ‬فمعبر‭ ‬رفح‭ ‬المفتوح‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬منذ‭ ‬8‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضى‭ ‬يشهد‭ ‬على‭ ‬شرف‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬وكبار‭ ‬المسئولين‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬ووزراء‭ ‬خارجية‭ ‬وسفراء‭ ‬الدول‭ ‬ووسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬هم‭ ‬شهود‭ ‬عيان‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الحقيقة‭ ‬بل‭ ‬وكم‭ ‬التحية‭ ‬والشكر‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬روعة‭ ‬وعظمة‭ ‬الموقف‭ ‬المصرى‭ ‬وجهود‭ ‬القاهرة‭ ‬فى‭ ‬ادخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬تضرب‭ ‬وبقوة‭ ‬وتصفع‭ ‬بشدة‭ ‬أبواق‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭.‬
لم‭ ‬تكن‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬والإغاثية‭ ‬التى‭ ‬ساهمت‭ ‬فيها‭ ‬مصر‭ ‬بنصيب‭ ‬الأسد‭ ‬بما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬80٪‭ ‬من‭ ‬اجمالها‭.. ‬لكن‭ ‬أيضاً‭ ‬أقامت‭ ‬المخيمات‭ ‬للنازحين‭ ‬والفارين‭ ‬من‭ ‬همجية‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭.. ‬حيث‭ ‬أقامت‭ ‬مصر‭ ‬مخيمات‭ ‬فى‭ ‬رفح‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وخان‭ ‬يونس‭ ‬لإيواء‭ ‬الأشقاء‭ ‬وتوفير‭ ‬سبل‭ ‬الاعاشة‭ ‬لهم‭.. ‬لتخفيف‭ ‬معاناتهم‭.‬
مصر‭ ‬التى‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬والشركاء‭ ‬الدوليين‭ ‬واتخذت‭ ‬مواقف‭ ‬حاسمة‭ ‬وشامخة‭ ‬واستضافت‭ ‬قمة‭ ‬القاهرة‭ ‬وشاركت‭ ‬فى‭ ‬قمم‭ ‬عربية‭ ‬وثنائية‭ ‬وثلاثية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انقاذ‭ ‬الأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬قضيتهم‭ ‬وحقوقهم‭ ‬المشروعة‭.‬
ما‭ ‬قدمته‭ ‬‮«‬مصر‭- ‬السيسى‮»‬‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر‭ ‬فى‭ ‬العدوان‭ ‬الأخير‭ ‬من‭ ‬دولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يدعو‭ ‬للفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بالدور‭ ‬المصرى‭.. ‬الذى‭ ‬جسد‭ ‬شموخ‭ ‬وشرف‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭.. ‬وتصديها‭ ‬لمخطط‭ ‬تصفية‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والتهجير‭ ‬القسرى‭ ‬ولم‭ ‬تبال‭ ‬بكافة‭ ‬أنواع‭ ‬الضغوط‭ ‬والحصار‭ ‬والابتزاز‭.. ‬لذلك‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬مصرى‭ ‬يفخر‭ ‬بموقف‭ ‬وعطاء‭ ‬مصر‭ ‬وقيادتها‭ ‬للأشقاء‭ ‬الفلسطينيين‭.‬
تحيا مصر

Exit mobile version