يسري السيد
توقعت الأسبوع الماضي ان إسرائيل ستحاول الهروب للأمام للخروج من مأزق ومستنقع غزه بمحاولة جر العالم الغربي إلى حرب إقليميه في الشرق الأوسط كمرحلة أولى قد تتطور لحرب عالمية محدودة لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط تكون هي على قمته من ناحية، ومن ناحية ثانية تأكيد واستمرار هيمنة الكاوبوى الامريكى كقطب أوحد فى النظام العالمى الجديد فى ظل إنشغال روسيا بحربها مع أوكرانيا وتحفظ التنين الصينى عن الخروج من مخبئه للوقت الذى يحدده هو!!
أسباب عديده تدعم هذا التوجه بإعتبار اسرائيل هى مخلب القط الغربى والشوكة المزروعه فى المنطقة لتنفيذ المخطط الاستعمارى الغربى فى المنطقه بدليل الدعم اللامحدود لها لتنفيذ السيناريو.
قلت إن السيناريو بدأ مؤخرا بحرب غزه ثم بضرب القنصلية الإيرانية في سوريا، ورغم الإنتهاك الإسرائيلي لقوانين الدبلوماسية الدولية وعجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن إصدار “بيان” إدانة أو شجب بسبب التحركات الفرنسيه والبريطانيه والفيتو المشرع في وجوه الجميع، ولو صدر بيان ولو هزيل لكان مبررا لحفظ ماء وجه طهران أمام شعبها وحلفائها.
وعلى النقيض مع الهجوم الإيرانى على إسرائيل صدرت وبسرعه بيانات الشجب والإدانه من هنا وهناك ولم يقل أحد ان هذا الهجوم رد فعل لضرب القنصليه الإيرانية فى سوريا، يعنى فعل انتقامى ورد لكرامة قانون دولى منتهك وثأرا لإنتهاك سيادة دوله لم يقف معها أحد من المجتمع الدولى ومنظماته، يعنى رد فعل، فاذا كان الفعل الإيرانى يستحق الإدانه فمن باب أولى تكون الإدانه المبدئيه على الفعل الأصلى “المجرم الصهيونى” الذى بدأ الإعتداء.
المهم تثور آلاف الأسئله من كل صوب وحدب ،بداية بإعلان طهران بعد دقائق من الهجوم بانتهاء ضربتها الإنتقاميه على لسان بعثتها فى الأمم المتحده، وبانها أخذت حقها وثأرت من اسرائيل رغم عدم وقوع أى خسائر مادية أو بشريه تعادل ما وقع لها فى قنصليتها فى دمشق أو الإعتداءات السابقه على رجالها من علماء وقاده عسكريون… الخ
وبعيدا عن سيناريوهات التهويل والتهوين والتى أرفضها جميعا تتوالى الأسئله التى تبحث عن اجابات، واذا وجدت ولدت اسئلة جديدة الى مالانهايه، وعلى أية حال قد يؤدى التفكير والتساؤل لبداية فهم ما يحدث رغم غياب المعلومات الحقيقية، وخبرتنا المتراكمه تؤكد ان ما يعلن على الملأ لا علاقه له بالحقيقه غالبا
ومن عينة الاسئله فى معسكرات التهوين والتخوين والتقليل وعدم اليقين من قدراتنا فى مواجهة السرطان الصهيونى:
• هل ماحدث مجرد مشهد من مسرحيه تزامنت مع مسرحيات أيام العيد، وإن ما أطلق من صواريخ وطائرات مسيرة لا تزيد عن الطائرات الورقيه وبمب وصواريخ العيد التى يلهو بها أطفالنا؟
ومما يدعم هذا التصور ما خرج من تصريحات من طهران ومن البيت الأبيض بعد دقائق من بدء الهجوم وقبل أن نفرح به بما يوحى بإن هناك اتفاق مسبق بين واشنطن وطهران على هذه المسرحيه مع توزيع الادوار بشكل مفضوح لحفظ ماء الوجه لإيران من جهة، ليس بين حلفائها فحسب ولكن لدغدغه مشاعر الشعب الإيرانى حتى لا يفقد الثقه فى حكامه ومحاولة البحث عن دور وزعامة فى العالمين العربى والاسلامى
ويؤكد هذا المنحى التخوينى التحذير الإيرانى المعلن والذى وصل الى حد الابلاغ عن موعد اطلاق الصواريخ والطائرات ب 72 ساعه، يعنى الحصول على اذن المخرج الامريكى الساكن فى البيت الابيض لينكشف المستور و غياب المفاجأة التى تكون سببا لنجاح اى فعل حربى ولن أقول معركه، والذى كان سببا لنجاح هجوم حماس 7 اكتوبر الماضى على إسرائيل وقبلها بسنوات طويلة حرب اكتوبر المجيدة التى خاضتها مصر وسوريا
ولم تكتف التصريحات الإيرانية فقط بالإعلان عن إخبار البيت الأبيض بموعد الهجوم بل تعدى الأمر الى إبلاغ بعض الدول المجاورة ومنها ما ستحلق الصواريخ فوقها، وما حدث يجعلنى أتذكرحكاية محطه المطار السرى التى كان ينادى عليها السائقون والمواطنون عند التوقف عندها، أو جملة اسماعيل يس الشهيره: فتشنى فتش!!
وتتوالى الأسئله أيضا: أليس هذا الإبلاغ كان سببا فى حشد واستعداد القدرات الحربيه والتكنولوجية لأربع دول كبرى لاحباط هذا الهجوم، أقصد الولايات المتحده وبريطانيا وفرنسا والمانيا بالاضافه طبعا الى اسرائيل وغيرهم ممن لم يعلن عنهم، ولدرجة قيام واشنطن بنقل طائرات وسفن حربية إلى المنطقة قبل الهجوم غير المسبوق لإفشاله.
والسؤال التالى الذى لا يقل غرابه ويؤكد المشهد المسرحى التالى رفض الرئيس الامريكى بايدن لأى هجوم إسرائيلى على ايران كرد انتقامى لما حدث قائلا لنتن ياهو “كفاكم من نصر بصد هذا الهجوم”
السيناريو الآخر
وبعيد عن السيناريو السابق المنطلق من عدم تصديق البعض باننا نستطيع الهجوم على إسرائيل وانها كائن هش ويمكن هزيمته بسهولة وان قوتها المزعومه مستمده من ممن زرعها بيننا لتحقيق مصالحه
تعالوا نسأل على الجانب الآخر وبكل موضوعيه الا يعد الهجوم الإيرانى المباشر على سماء اسرائيل نجاحا يحسب لطهران بإنها هاجمت لأول مره اسرائيل فى عقر دارها رغم عدم وجود حدود مباشرة معها ،وان الذعر داخل اسرائيل ليلة السبت الماضى بسبب هذه الصواريخ يكفى لضرب صوره اسرائيل وجيشها ودفاعها الجوى فى “مقتل” و”خرافة” قبتها الحديديه التى لم تفلح فى صد الهجوم واستعانت بمن زرعها بيننا لتحقيق مصالحه
تعالوا نسأل على الجانب الاخر وبكل موضوعيه الا يعد الهجوم الايرانى المباشر على سماء إسرائيل نجاح يحسب لطهران بانها هاجمت لاول مره إسرائيل فى عقر دارها رغم عدم وجود حدود مباشره معها وان الذعر داخل إسرائيل ليله السبت الماضى بسبب هذه الصواريخ يكفى لضرب صوره إسرائيل وجيشها ودفاعها الجوى فى مقتل وخرافه قبتها الحديديه التى لم تفلح فى صد الهجوم واستعانت بمن زرعها بيننا لمواجهة سيول الصواريخ والطائرات المسيرة المنطلقة لأول مرة من داخل إيران إلى جانب لبنان والعراق واليمن، ولولا تدخل أربع من أكبر القوى العسكرية والتكنولوجية العالمية لكان الكيان الصهيوني الآن صريعا بأكثر من 150 صاروخا و150 طائرة وتحول فلسطين المحتلة إلى جهنم ومقبرة جماعية للصهاينة
ومما يؤكد الفزع والجبن الإسرائيل ي لأول مرة بهذا الشكل انطلاق أصوات تحذر من مغبة الرد على إيران، بعيدا طبعا عن الاصوات اليمينيه المتطرفه، والسبب هو الخوف من رد فعل ايران وحلفائها من حزب الله والحوثيين والجماعات المسلحه فى العراق مما يجر المنطقه إلى حرب إقليمية ،
وحتى واشنطن ذاتها أعلنت تخوفها من اتساع الحرب التى تهدد مصالحها وتشكل خطرا على قواعدها المنتشرة فى المنطقه بالاضافة لاحتمالات غلق مضيق هرمز والبحر الأحمر حيث تمر أكثر من 12 % من تجارة العالم بالاضافه لتهديد امدادات النفط الى الغرب
وتجلى التخوف الامريكى فى ضغط الرئيس جو بايدن بشدة على النتن ياهو للامتناع عن شن ضربة جوية على إيران و اعلانه انه لم يعلم بقرار إسرائيل بضرب القنصليه الإيرانية فى سوريا
ورغم عدم تصديقى للروايه الأخيره، والامر مجرد توزيع ادوار، على الاقل لانه يجعل المخابرات الامريكيه فى مأزق الزوج الذى لا يعلم!!
ومما يؤكد الشعور الذى لا يريد البعض منا تصديقه بأن الضربه أوجعت إسرائيل وهزت هيبتها وبعثرت كرامتها مثلما فعلت حماس يوم 7 اكتوبرالماضى واستمرارها فى المقاومة ل 6 اشهر بانه لا يمكن استرداد الكرامه المبعثرة واعاده ورقة التوت الا بهجوم عنيف يقترب مما تفعله فى غزه لان التهاون فى الرد قد يؤدى الى تجرأ البعض عليها وتكرار الهجوم، فليس أقل ان تفعل بطهران ما فعلته فى غزه ومافعلته فى العراق بضرب المفاعل النووى، ويظهر ذلك فى تصريحات بعض الوزراء في الحكومة الإسرائيل ية بأن الفرصة قد حانت الآن لقلب الأمور بالكامل: حرب إقليمية يقف فيها الغرب والدول السنية خلف إسرائيل بطريقة أو بأخرى، مما يؤدي إلى خسارة إيران لأصولها الاستراتيجية وتدمير معظم ترسانة حزب الله مع تعرض لبنان لأضرار جسيمة في البنية التحتية
قد تجيب الأيام القادمة عن بعض الاسئله أو تغرقنا فى محيط أكبر من الاسئله التى تبحث عن اجابه!!