لحظة تناقض

فاطمة يوسف

حیاة التي نعیشھا حقا غریبة، ملیئة بالتناقضات والصراعات والكذب والخداع ،وكلنا نعرف ذلك جیدا وبالرغم من ذلك نظل نصدق ونتعایش مع كل ھذه الأمور . في الحقیقة من خلال ما مر بي وما شاھدتھ وجدت شیئا غریبا بل أشد من الغرابة .تعتقدون ماذا وجدت ؟ وجدت نفسي تائھھ في بحر من الأكاذیب بل وجدت أن حیاتي التي عشتھا منذ نعومة أظافري ،كانت أكبر خدعة تعرضت لھا ،فطالما حلمت أحلاما وتمنیت أماني وطمحت لأشیاء لیست بالمستحیلة ولكنني وجدت أنني في حیاة مختلفة تماما عن حیاتي وامنیاتي البسیطة، وأنا أشعر الآن أنني أعیش في فراغ یحیط بي من كل حدب وصوب ،وأطمح الوصل إلى شفافیة في كل مایدور حولي ،ولكن ھیھات أن یتحقق ذلك. أنا بطبعي لا أحب الخداع ولا أتمنى أن أعیش في عالم غیر واضح ،لذلك تجدني في صراع داخلي مع العالم المحیط بي ،ھل أتخلى عن المثالیة التي أتمنى أن أجدھا في كل شئ حولي ؟ أم أظل في ذلك الصراع الداخلي الذي یكاد یقضي على كل شيء جمیل بداخلي، ومن العجیب حقا أنني لاحظت شیئا تستغربون لھ ،وھو أن ھذا العالم الذي نعیشھ ھو ذلك التناقض وذلك الخداع وتلك الأكاذیب التي ترتدي ثوب النقاء الناصع التي یجب علینا أن نصدقھا ونؤمن بھا ، وإذا لم نفعل ذلك نصبح مختلفین و منبوذین وكل ما نفعلھ غریب في ھذا العالم المغلف بالاكاذیب الصادقة التي نعیشھا كل یوم ..

Exit mobile version