الواجهة الرئيسيةمقالات

عندما تتساقط الأقنعة داخل البيت الأبيض

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

قاضي في بيروت يُقبّل يد القاتل!

عندما تتساقط الأقنعة داخل البيت الأبيض ..وتتحوّل أكبر قلاع القوة إلى حلبة ملاكمة بين وزير خزانة ورجل أغنى من نصف الدول ما الذي حدث بالضبط بين سكوت بيسنت وإيلون ماسك وكيف تلقى هذا الاخير لكمة قوية؟ ولماذا وصف ترامب ماسك بـ”المدمن المجنون”؟ وما الذي يكشفه هذا عن أميركا من الداخل؟
في تقرير صادم نقلته صحيفة واشنطن بوست، كشف مصدر مطلع أن مشادة عنيفة نشبت داخل إحدى قاعات البيت الأبيض بين وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت والملياردير إيلون ماسك.

‏المفاجأة؟ المشادة تحولت إلى شجار جسدي! تبادل للشتائم، ثم اللكمات.
‏ بحسب الصحيفة، وقع الحادث خلال اجتماع مغلق دُعي إليه كبار رجال الأعمال في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لمناقشة “التوجهات النقدية والضريبية المقبلة”.

‏ماسك -كعادته- لم يلتزم بالبروتوكول. قاطع بيسنت مرارًا سخر من سياساته ووصفها بـ”الغباء الكينزي المتخلف”.
بيسنت، المعروف بهدوئه، فَقَدَ أعصابه حين اتهمه ماسك بأنه مجرد “موظف عند الدولة العميقة”.

‏في لحظة، ارتفعت الأصوات، ثم سقطت الكراسي، وبحسب المصدر:

‏شاهدنا ماسك يوجه لكمة غير متقنة إلى بيسنت، ردّ عليها الوزير بلطمة جعلت ماسك يتراجع مترين.

‏ الأمن تَدخّل، لكن الفضيحة كانت قد وقعت.

‏ولم يمرّ وقت طويل حتى غرد ترامب على منصة “تروث سوشيال”:

‏ إيلون ماسك لم يعُد ذلك العبقري الذي كنتم تظنونه. لقد فقد عقله. مدمن كبير للمخدرات. لا يصلح للجلوس مع رجال الدولة.
فما الذي فجّر هذا الغضب؟

‏هل هو مجرد سوء تفاهم شخصي؟ أم أن هناك ما هو أعمق بكثير من شجار بين رجلَي سلطة؟

‏لنفكك المشهد خلف الستار

‏ أولًا، سكوت بيسنت هو مهندس السياسة المالية في عهد ترامب الجديد، عُيّن خصيصًا لتقليص اعتماد الحكومة على شركات التكنولوجيا.

‏يريد فرض ضرائب على عقود الذكاء الاصطناعي، وتقييد التهرب الضريبي لشركات مثل تسلا وسبيس إكس.

‏ببساطة فهو يهدد إمبراطورية ماسك.
ماسك من جهته يرى أن الحكومة الأميركية تعرقل الابتكار.

‏لطالما وصف واشنطن بأنها “بيروقراطية متعفنة”، وكان يرى في ترامب حليفًا تكتيكيًا، لا أكثر.

‏لكن اصطدامه مع بيسنت جعله يكتشف الوجه الآخر للإدارة: عداء متصاعد للنفوذ التكنولوجي.

‏مصدر آخر تحدّث للصحيفة قال: ترامب لم يكن في القاعة أثناء الشجار، لكنه كان على علم بتفاصيله لحظة بلحظة. وعندما بلغه أن ماسك حاول ضرب بيسنت، غضب بشدة وقال: لن أسمح لمخدراتي المشروعة أن تُدار بواسطة مدمنين مجانين!”.
ترامب هنا لم يكن مجرد رئيس… بل خصم شخصي.

‏يرى في ماسك رجلًا خان العهد، واستغل البيت الأبيض لبناء نفوذه، ثم انقلب على الجميع.

‏تصريحاته لم تكن فقط سياسية… بل كانت انتقامًا معنويًا.

‏ لكن ماذا عن الشخصيتين؟

‏ماسك، المعروف بتقلباته المزاجية وتغريداته المثيرة، يملك سجلًا من الصراعات مع الإعلام، الموظفين، والحكومات.

‏بيسنت، على النقيض، تكنوقراطي صارم، متأثر بنموذج الدولة المركزية… مزيج من بيرنز وغرينسبان.
هذا الحادث يكشف تصدّعًا داخليًا في الإدارة الأميركية نفسها.

‏فهل بات هناك جناحان؟ أحدهما يمثل الدولة ومصالحها النقدية، والآخر يمثل وادي السيليكون ومصالحه الكونية؟

‏وهل ترامب قادر فعلًا على ترويض هذه الوحوش التكنولوجية؟
‏ ردود الفعل لم تتأخر:

‏الصين سخرت من الحادث وقالت: “أميركا لم تعد بحاجة لأعداء خارجيين، فأغنياؤها يلكمون وزراءها!”

‏روسيا غرّدت بسخرية عبر قناة RT: “الديمقراطية تُترجم في أميركا باللكمات”

‏الأسواق شهدت تذبذبًا طفيفًا في أسهم تسلا.
محللون وصفوا الحادث بأنه لحظة فاصلة في العلاقة بين الحكومة الفيدرالية ووادي السيليكون.

‏ربما هي بداية تكسير العظام بين الرأسمالية التكنولوجية والدولة.

‏عصر الابتزاز انتهى، والحكومة تريد استعادة السيطرة على الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة.

‏ أميركا تُقاتل على جبهتين:

‏في الخارج: تحاول ردع الصين وروسيا وإيران.

‏وفي الداخل: تواجه خطر تفتت النخبة، وتحوّل أصحاب الشركات إلى أمراء سلطة.
‏وهذا الشجار لم يكن إلا قمة جبل الجليد. والايام القادمة سوف نرى ماذا سيحدث…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى