بقلم – جويس مارون
١٤ آذار تاريخ لأروع ثورة عرفها اللبنانيون ، ثورة حملت شعار “حرية سيادة واستقلال”، هتفت به حناجر اكثر من مليون لبناني، متّحدين مسلمين ومسيحيين، انتفضوا بوجه من صادر سيادة وطنهم لأكثر من ٣٠ سنة، وهو الإحتلال السوري واعادة الكيان اللبناني تحت راية العروبة لبلد مستقل.
استطاعت هذه الثورة ان تخرج سوريا من لبنان، بحيث شكل آنذاك اقطاب حلف 14 اذار الذي ظهر كجبهة متراصة، جبهة قوية ومتينة فرضت نفسها على مدار سنوات، ودفع رموزها أثمان الكلمة بالدماء، الى أن وصلنا الى يوم نسأل فيه ماذا تبقى من ١٤ آذار؟ وبماذا نحتفل اليوم؟ هل بذكرى وجدت لتبقى؟ أم بثورة حجزت مكانها في التاريخ ومشت؟
فما تبقّى اليوم قوى تلتقي لتختلف، لم يعد هناك جبهة تجمعهم، بل ما يجمعهم مصالح سياسية ليس إلا بحيث طغت المصالح الحزبية الضيقة والمكاسب الإنتخابية والسوسة الطائفية على تلك اللحظة الوطنية التاريخية واستسلم أفرقاؤها، بعضهم يأساً وبعضهم طمعاً في السلطة، وآخرون ضعفاً وانهزاماً أمام الفريق الآخر في البلد.
وهنا نسأل اين ١٤ آذار من العبور إلى الدولة؟ وهل ثورة ١٧ تشرين والتحركات الشعبية المطلبية التي تشهدها الساحة اللبنانية اليوم قائمة على فكرة ١٤ آذار واستكمالاً شعبياً لها؟ وهل مصيرها الفشل نتيجة العودة الى المربعات الطائفية ؟
من هنا ضرورة التمسك بالدستور وبوثيقة الوفاق الوطني للخروج من الأزمات المأساوية التي تعصف بنا من كل جانب وصوب وأي حل آخر لا يعتمد الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، لا يمكن أن يكون حلاً لانقاذ لبنان من الانهيار .