لما كان طالع النخل يجد الكثير من المشقة في رحلة صعوده من القاعدة الي قمتها يجب ان يشد خصره بحبل قوي شديد الخشونة يؤلمه لكنه يحميه من السقوط , يصعد ببراعة وكأنه يعزف علي اصابع بيانو من خشب الابانوس وهو يتوقع بل ينتظر تساقط بضع قطرات من العسل في فمه تمنحه القوة وتعينه وتحفزه إكمال مسيرته الشاقة, وتعمل كمفعول السحر في بدن.
تدكرت تلك الصورة المجازية بعد حضوري احتفالية مراسم تسليم طلاب الجامعة الالمانية الدوليه بالعاصمة الإدارية منح التفوق الممولة من الحكومة الالمانيه والتي قدمتها هيئة التبادل العلمي DAAD لعدد57 طالبا من كليات الجامعة المختلفه بواقع 400 يورو شهريا لمدة عام بواقع 4800 يورو لكل طالب اجمالي 273.3 الف يوروو,الاحتفالية التي حضرها الدكتور ايمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي واللواء احمد فهمي مدير عام العاصمة الإدارية والسفير يوليوس جيورج لوي رئيس مجلس أمناءالجامعة الالمانيه والدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناءالجامعة الالمانية بالقاهرة والرئيس المشارك لمجلس أمناء الجامعة الالمانية الدوليه والدكتور سليم عبد الناظر رئيس الجامعة الالمانيه ودكتور كارستن مايكل فالبينر مدير المكتب الإقليمي DAAD ,اجتمع كل هؤ لاء مع الطلاب وأولياء أمورهم في احتفالية حظي فيها أولياء الامور بالحفاوة والتكريم الاكبر لانهم امنوا بقدرات ابنائهم وانفقوا وكانوا لهم بمثابة الحبل الشديد الذي يحتضن خصر ابنائم ليحميهم من السقوط في رحلة الصعود وهم يلتقطون قطرات العسل.
هؤلاء الطلاب المتميزين المحتفي بهم حاصلين اصلا علي منح كاملة لتفوقهم في الثانوية العامة, لكنهم حصلوا علي منح اضافية قدمتها الحكومة الالمانية رغم ماتعانية اقتصاديا من موجة غلاء طاحنة مثلها مثل سائر دول العالم خاصة اوروبا جراء الحرب الروسية الاوكرانيه.وتوقعات بأن يتكلف الاقتصاد الالماني خسائر بحو 160 مليار يورو حسب توقعات بيتر أدريان رئيس اتحاد غرف الصناعة والتجارة الالماني, نتيجة لارتفاع اسعار الطاقة.
ما قدمته DAAD جاء تشجيعا لطلاب نابهين يعملون بجد واجتهاد تحفيزا لهم لاكمال طريقهم الشاق نحو مستقبل مختلف, أو أنها قطرات عسل تحفز بها الحكومة الالمانية مؤ سساتها التعليمية والبحثية لأن التعليم هناك علي رأس الاولويات مهما كانت الظروف, حتي لو كانوا يبحثون هناك عن خفض درجة التدفئةالمركزية في المنازل والاماكن المغلقة من درجة 24 إلي 14 تخفيضا للنفقات, لإيمانهم ان التعليم الجيد والبحث العلمي المتميز هو السبيل الوحيد لمواجهة تحديات المستقبل والذكاء الاصطناعي والعالم الرقمي الجديد.
اللغة العربية والانجليزية والالمانية كانت لغة الحديث في الاحتفاليةبين الحضور لكن كان المعني الواضح المتفق علية في كل الكلمات ضرورة الاستغلال الامثل لمنح التميز .و ان يأخذها الطلاب محمل الجد.
برامج الهندسة والادارة والتصميم والذكاء الاصطناعي والاهتمام بالتعليم والتدريب وربطه بالصناعة والبحث العلمي وباقي التخصصات التي تواكب سوق العمل المحلي والعالمي بات فرض عين فكل يوم هناك تحد جديد الذكاء الاصطناعي يحل محل البشر وربما يتفوق عليهم أو يستخدم لفنائهم. تحديات خطيرة لا يمكن مواجهتها الا بالتعليم والبحث العلمي السخي ووضعه علي سلم الاولويات باعتباره السبيل الوحيد للنجاة.