الكاتب أ / نشأت الديهي
من وعى التاريخ فى صدره فقد أضاف أعماراً إلى عمره، قرأت ووعيت تاريخ بلادي، وعلمت أنها محروسة مصونة، تتمدّد وتصعد فى أوقات القوة، وتنكمش وتهبط فى فترات الضعف، لكنها أبداً لم تتلاشَ ولم تَغِب، بلادى أقدم من القدم، وأقدم من التاريخ، لذلك فأنا أراهن على معطيات التاريخ وثوابت الجغرافيا، أعلم تفاصيل المؤامرات والمناورات لإيقاف صعود هذا المارد المصرى على ضفاف النيل، لذلك، ومن واقع ما وقر فى وجدانى من ثوابت وحركة التاريخ أحب هذا الرجل، أثق به دون حدود، أحسن الظن به على طول الخط، لأنه رجل لا يكذب ولا يناور ولا يتآمر، لا يحكم بالهوى ولا تتحكم فيه الأهواء، الصدق والصراحة والمروءة والنُّبل والإخلاص والشفافية صفاته، يعشق بلاده ويتفانى فى خدمتها، لا يعرف إلا العمل والنجاح، ولا يعترف إلا بالعلم والتخطيط والمتابعة والمراقبة الدقيقة، مصر ساكنة فى أعماق أعماقه.
إنه رئيس إنسان، تغلبه دموعه فى لحظات تتجلى فيها الإنسانية فى أسمى صورها ومضامينها، لا يبحث عن رضا الناس على حساب رضا رب الناس، كم اتّخذ من قرارات مؤلمة لصالح الناس، رغم غضب بعض الناس، أتذكر وأستحضر كل قراراته الحاسمة التى انحاز فيها للمستقبل والناس والوطن، أراه مبتسماً أو ضاحكاً، وهو يحمل فوق رأسه هموم الدنيا، وأعتى تحديات الزمان، يقود سفينة الوطن فى أحلك الأجواء، ووسط أعتى الأنواء، لم يعرف الهروب من المعارك، ولن يفعل، حياته ضبط وربط والتزام وانتظام ونجاح وفلاح، محظوظ أنا، ومحظوظون أبناء هذا الجيل بهذا الرجل، وبكل أقواله وأفعاله وإنجازاته.
إنه عبدالفتاح السيسي، ذلك الرجل الذى عرفتموه بطلاً وقائداً للجيش المصرى العظيم، إنه الرجل الذى نزل على رغبتكم أنتم جماهير مصر المحروسة وتقلد المسئولية الأصعب فى تاريخ مصر، انا على يقين أن وجوده واستمراره، وأكرر استمراره، هو الضمانة الوحيدة لعدم عودة تجار الدين وأهل الشر مرة أخرى إلى الإقليم، أنا على ثقة بأن وجوده واستمراره هو الجسر الذى سنعبر عليه جميعاً من منطقة الدوامات والأنواء والأعاصير إلى منطقة الاستقرار والاستمرار والانطلاق، أنا مؤمن بما تخطه يمينى إيماناً لا يتزعزع.
التفاصيل كثيرة وعميقة والعناوين العريضة واضحة أمام الكثيرين وضوح الشمس، لكن الظلم والعنت الذى يتعرّض له الرجل غير مسبوق، لم تره حياتنا السياسية من قبل.
إنه يتعرض للهجوم والتطاول دون انقطاع، مهاجموه معروفون بأهدافهم وأعمالهم وأقوالهم وسلوكياتهم، فظهور الرجل أربكهم.. ونجاحه أصابهم بلوثة.. أما استمراره فهو شهادة وفاة نهائية لمشروعهم الكبير لتقسيم المنطقة إلى دويلات عرقية ومذهبية ودينية، هذا المشروع الذى خطط له الصهاينة مع أجهزة الاستخبارات المتمركزة فى المنطقة، التى حضّرت عفاريت الإرهاب، «الإخوان، والقاعدة، والسلفية الجهادية، وداعش، والجهاد، والتكفير والهجرة، وجبهة النصرة»، وغيرها من العفاريت المنفردة، استطاعت هذه الأجهزة خلق دول وظيفية، عليها واجبات محددة دون غيرها، إنها خطط لا يمكن لأحد أن ينكرها أو يشكك فيها، بيد أن بريطانيا العظمى الحاضنة الأكبر للإرهاب وقادته وصاحبة الجذور الاستخباراتية فى المنطقة هى الأقدر والأنجع والأنجح بين كل أجهزة العالم، كان هؤلاء على علم بالتاريخ والجغرافيا، وكانت مصر عقبة، أو العقبة الكؤود، أمام مخططاتهم الشيطانية، فكان الإخوان وتنظيمهم، هو الطريق الآمن للوثوب إلى مصر، ومن يحكم ويتحكم فى مصر يتحكم فى الإقليم الأكثر أهمية استراتيجياً وأمنياً ونفطياً، وصلوا بالفعل إلى منصة التتويج بوصول الإخوان إلى الحكم على أنقاض الدولة المصرية، لكن هؤلاء المخططين فاتهم أن فى مصر جيشاً، وأن هذا الجيش شريف ووطنى ويقوده أبناء وأحفاد أحمس وإبراهيم باشا، وجمال عبدالناصر، وباقى القادة العظام، كان «السيسي» أحد هؤلاء القادة الذين أعادوا عظمة مصر، وعطل مسيرتهم وأبطل مفعول خططهم.
الآن يهاجمونه، يطلقون عليه الشائعات، وأقول له: «لا تحزن، إن الله معك».