الكاتب / السيد البابلي
كنا ومازلنا نفخر بأن المواطن المصرى خارج بلاده لا يتحدث عنها إلا حديث الاعتزاز والفخار والدفاع عن كل ما هو ينتمى إلى الأمة المصرية فى أى مجال من المجالات… وكان هذا الحديث مصدر قوتنا وانعكاسًا لانتمائنا الوطنى القوى ومثارًا لإعجاب الآخرين وتقديرهم. وحتى الذين كانوا يعارضون مصر من أبنائها ولهم آراء مغايرة لمواقفها السياسية والاقتصادية كانوا يتخذون موقفًا هجوميًا ضد من يتدخل فى الشأن الداخلى المصرى من غير أبناء مصر.
ومؤخرًا تابعت الكثير من حوارات السوشيال ميديا التى يشارك فيها عدد من المصريين الذين يقيمون خارج مصر لأسباب تتعلق بهم وحيث خرج البعض منهم عن الإجماع الوطنى فى الانحياز لمصر والغيرة عليها والتباهى بها.. وبدأوا فى محاولات غريبة مستهجنة يتصيدون الأخطاء ويضخمون السلبيات ويسيئون لصورة مصر وقيمة مصر ومكانة مصر، ويتعللون فى ذلك بأنهم يبحثون عن مصالح مصر ومستقبل مصر.
ولأن مصر أولاً.. ومصر ثانيًا.. ومصر قبل كل شىء فإن الحديث عن الدولة العظيمة مصر يجب أن يكون مقرونًا بالاحترام والتقدير، وحديثًا يقدم صورة مصر التى تتغير، ومصر التى تقاوم كل الأزمات والتحديات باصطفاف وطنى هائل وبقدرة على المقاومة والصمود والنجاح.
ويسعدنا فى هذا الصدد أن نجد على مواقع السوشيال ميديا الكثير من الفيديوهات التى ينشرها ويبثها الأشقاء العرب الذين زاروا مصر مؤخرًا والذين انبهروا من المتغيرات العديدة فى مصر الحديثة وما شاهدوه من منشآت ومزارات سياحية ونهضة عمرانية.. والذين تحدثوا أيضًا عن مصر بكل الإعجاب والانبهار وبما يؤكد أن النجاح يعبر عن نفسه وأن الواقع يختلف كثيرًا عن أوهام باعة السموم الذين يتاجرون بمصر والذين ليسوا منا ولسنا منهم..
> > >
وقابلت جارى السودانى.. عائلة سودانية من أكثر من عشرة أفراد تجمعت فى أحد المنازل القريبة من منزلى.. الابتسامة تعلو الوجوه رغم ظروف المحنة فى السودان.. الأطفال التحقوا بمدارس مصرية قريبة من المنزل.. الأمهات تجمعن فى فناء المنزل فى أحاديث الصباح.. الأمان والاطمئنان هو أغلى الكنوز كما قالوا.. والأحاديث كلها مودة ومحبة.. قالوا عن مصر الكثير وعرفوا ماذا تعنى مصر.. وأدركوا بكل البساطة أن الحياة.. كل الحياة هى فى مصر.. وأن من دخل مصر فهو آمن.. وأن الخير فى مصر هو للجميع.. قالوا بكل الصراحة والوضوح إنه حتى لو هدأت الأوضاع فى السودان فإنهم سوف يفكرون كثيرًا قبل قرار العودة.. ويعودون أو لا يعودون.. هم فى بلادهم.. والسودان ومصر.. ومصر والسودان وطن واحد وشعب واحد.
> > >
ونكمل مع الشعب العظيم.. شعب الجدعان والرجولة.. فقد انهار جدار فى إحدى المناطق ودمر وحطم عدة سيارات.. وسارع الناس الذين تجمعوا فى المكان إلى حمل سيارات بأيديهم وهم لا يعلمون من هم أصحابها.. قرروا إنقاذها بأى ثمن.. وهيلا هوب.. وقول يا رب.. وأنقذوا عدة سيارات فى مشاهد دفعت قناة «العربية» إلى بثها والتعليق عليها بالإشادة بالرجال الذين أحزنهم أن يأتى أصحاب السيارات ليجدوها محطمة..!! مشاهد لن تراها إلا فى مصر.
> > >
ويوم الخميس القادم سيكون هناك اجتماع مهم آخر للجنة السياسات النقدية بالبنك المركزى مع ترقب واهتمام حول ما يمكن أن يسفر عنه الاجتماع من قرارات سوف تؤدى إلى رفع فوائد البنوك على الودائع مرة أخرى.. وأغلب التوقعات تشير إلى ارتفاع لن يقل عن واحد فى المئة.. ولن يزيد على ثلاثة فى المئة لمواجهة تسارع معدلات التضخم..!! والبنك المركزى سيقرر.. وهو وحده صاحب القرار.
> > >
ونتحدث فى مناسبة ذكرى أحداث الحادى عشر من سبتمبر الدامية فى الولايات المتحدة الأمريكية التى جرت وقائعها قبل ثلاثة وعشرين عامًا.
ففى هذا اليوم الحادى عشر من سبتمبر شاهد العالم على الهواء مباشرة اعتداءات نسبت إلى تنظيم القاعدة عندما صدمت طائرتان برجى التجارة العالمى فى نيويورك وطائرة ثالثة مبنى وزارة الدفاع «البنتاجون» وسقوط مئات الضحايا الذين وصل عددهم إلى ما يقرب من ثلاثة آلاف.
وكان هذا الحادث والهجوم الانتحارى ضربة هائلة للكبرياء الأمريكى، وتغييرا كبيرا فى أسلوب العمليات الإرهابية وإيذانًا بأن الإرهاب لا وطن له ولا حدود ولا عوائق أيضًا.. ولكنه كان حادثا غريبا فى معانيه وفى توابعه حيث كان إيذانا بتحولات عميقة فى السياسات الأمريكية الخارجية وفى انقلاب أمريكى على العديد من الدول التى وصفت بأنها مصدر الإرهاب والمحرك له.. فهاجمت أمريكا أفغانستان للقضاء على «طالبان» وقامت بغزو العراق للإطاحة بصدام حسين.. ووضعت معالم لنظام عالمى جديد ولشرق أوسطى جديد ولشكل جديد فى علاقات أمريكا مع دول العالم أساسها.. من ليس معنا فهو ضدنا.. وبدأت فى تصفية حساباتها مع خصومها لإخضاع من لا يستجيب لرغباتها وتصوراتها وسياساتها وهو ما فتح الباب أمام حديث أكبر عن وجود مؤامرة تتعلق بأحداث الحادى عشر من سبتمبر.. ووجود ألغاز كثيرة حول الذين نفذوها.. ولماذا؟ ومن المستفيد.. ومن وراء كل هذه المؤامرة..!
ان جيلنا الحالى لن يعرف الحقيقة.. كل الحقيقة وراء ألغاز الحادى عشر من سبتمبر.. وسيظل الفاعل مجهولا رغم أنهم قتلوا بن لادن الذى حملوه المسئولية..!
> > >
وأخيرًا:
الطفل يلهو بالحياة صغيرا
دون أن يعلم بأن الحياة سوف تلعب به كبيرا.
> > >
وعندما يقول لك إنسان
إنه يحبك مثل أخيه، تذكر قابيل وهابيل.
> > >
وليس مهمًا أن تحب
المهم من تحب.