مصر‭ ‬أولاً‭.. ‬واجتماع‭ ‬الخميس‭.. ‬ولغز‭ ‬الألغاز‭ ‬التاريخى‭..‬!

الكاتب / السيد البابلي

كنا‭ ‬ومازلنا‭ ‬نفخر‭ ‬بأن‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬خارج‭ ‬بلاده‭ ‬لا‭ ‬يتحدث‭ ‬عنها‭ ‬إلا‭ ‬حديث‭ ‬الاعتزاز‭ ‬والفخار‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬ينتمى‭ ‬إلى‭ ‬الأمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مجال‭ ‬من‭ ‬المجالات‭… ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬مصدر‭ ‬قوتنا‭ ‬وانعكاسًا‭ ‬لانتمائنا‭ ‬الوطنى‭ ‬القوى‭ ‬ومثارًا‭ ‬لإعجاب‭ ‬الآخرين‭ ‬وتقديرهم‭. ‬وحتى‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يعارضون‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬أبنائها‭ ‬ولهم‭ ‬آراء‭ ‬مغايرة‭ ‬لمواقفها‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬كانوا‭ ‬يتخذون‭ ‬موقفًا‭ ‬هجوميًا‭ ‬ضد‭ ‬من‭ ‬يتدخل‭ ‬فى‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلى‭ ‬المصرى‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬أبناء‭ ‬مصر‭.‬
ومؤخرًا‭ ‬تابعت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حوارات‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬التى‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬الذين‭ ‬يقيمون‭ ‬خارج‭ ‬مصر‭ ‬لأسباب‭ ‬تتعلق‭ ‬بهم‭ ‬وحيث‭ ‬خرج‭ ‬البعض‭ ‬منهم‭ ‬عن‭ ‬الإجماع‭ ‬الوطنى‭ ‬فى‭ ‬الانحياز‭ ‬لمصر‭ ‬والغيرة‭ ‬عليها‭ ‬والتباهى‭ ‬بها‭.. ‬وبدأوا‭ ‬فى‭ ‬محاولات‭ ‬غريبة‭ ‬مستهجنة‭ ‬يتصيدون‭ ‬الأخطاء‭ ‬ويضخمون‭ ‬السلبيات‭ ‬ويسيئون‭ ‬لصورة‭ ‬مصر‭ ‬وقيمة‭ ‬مصر‭ ‬ومكانة‭ ‬مصر،‭ ‬ويتعللون‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬بأنهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬مصالح‭ ‬مصر‭ ‬ومستقبل‭ ‬مصر‭.‬
ولأن‭ ‬مصر‭ ‬أولاً‭.. ‬ومصر‭ ‬ثانيًا‭.. ‬ومصر‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شىء‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬العظيمة‭ ‬مصر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقرونًا‭ ‬بالاحترام‭ ‬والتقدير،‭ ‬وحديثًا‭ ‬يقدم‭ ‬صورة‭ ‬مصر‭ ‬التى‭ ‬تتغير،‭ ‬ومصر‭ ‬التى‭ ‬تقاوم‭ ‬كل‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬باصطفاف‭ ‬وطنى‭ ‬هائل‭ ‬وبقدرة‭ ‬على‭ ‬المقاومة‭ ‬والصمود‭ ‬والنجاح‭.‬
ويسعدنا‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬أن‭ ‬نجد‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفيديوهات‭ ‬التى‭ ‬ينشرها‭ ‬ويبثها‭ ‬الأشقاء‭ ‬العرب‭ ‬الذين‭ ‬زاروا‭ ‬مصر‭ ‬مؤخرًا‭ ‬والذين‭ ‬انبهروا‭ ‬من‭ ‬المتغيرات‭ ‬العديدة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬الحديثة‭ ‬وما‭ ‬شاهدوه‭ ‬من‭ ‬منشآت‭ ‬ومزارات‭ ‬سياحية‭ ‬ونهضة‭ ‬عمرانية‭.. ‬والذين‭ ‬تحدثوا‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬بكل‭ ‬الإعجاب‭ ‬والانبهار‭ ‬وبما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬النجاح‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسه‭ ‬وأن‭ ‬الواقع‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬أوهام‭ ‬باعة‭ ‬السموم‭ ‬الذين‭ ‬يتاجرون‭ ‬بمصر‭ ‬والذين‭ ‬ليسوا‭ ‬منا‭ ‬ولسنا‭ ‬منهم‭.‬.
‭> > >‬
وقابلت‭ ‬جارى‭ ‬السودانى‭.. ‬عائلة‭ ‬سودانية‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرة‭ ‬أفراد‭ ‬تجمعت‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬منزلى‭.. ‬الابتسامة‭ ‬تعلو‭ ‬الوجوه‭ ‬رغم‭ ‬ظروف‭ ‬المحنة‭ ‬فى‭ ‬السودان‭.. ‬الأطفال‭ ‬التحقوا‭ ‬بمدارس‭ ‬مصرية‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المنزل‭.. ‬الأمهات‭ ‬تجمعن‭ ‬فى‭ ‬فناء‭ ‬المنزل‭ ‬فى‭ ‬أحاديث‭ ‬الصباح‭.. ‬الأمان‭ ‬والاطمئنان‭ ‬هو‭ ‬أغلى‭ ‬الكنوز‭ ‬كما‭ ‬قالوا‭.. ‬والأحاديث‭ ‬كلها‭ ‬مودة‭ ‬ومحبة‭.. ‬قالوا‭ ‬عن‭ ‬مصر‭ ‬الكثير‭ ‬وعرفوا‭ ‬ماذا‭ ‬تعنى‭ ‬مصر‭.. ‬وأدركوا‭ ‬بكل‭ ‬البساطة‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭.. ‬كل‭ ‬الحياة‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬وأن‭ ‬من‭ ‬دخل‭ ‬مصر‭ ‬فهو‭ ‬آمن‭.. ‬وأن‭ ‬الخير‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬هو‭ ‬للجميع‭.. ‬قالوا‭ ‬بكل‭ ‬الصراحة‭ ‬والوضوح‭ ‬إنه‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬هدأت‭ ‬الأوضاع‭ ‬فى‭ ‬السودان‭ ‬فإنهم‭ ‬سوف‭ ‬يفكرون‭ ‬كثيرًا‭ ‬قبل‭ ‬قرار‭ ‬العودة‭.. ‬ويعودون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يعودون‭.. ‬هم‭ ‬فى‭ ‬بلادهم‭.. ‬والسودان‭ ‬ومصر‭.. ‬ومصر‭ ‬والسودان‭ ‬وطن‭ ‬واحد‭ ‬وشعب‭ ‬واحد‭.‬
‭> > >‬
ونكمل‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم‭.. ‬شعب‭ ‬الجدعان‭ ‬والرجولة‭.. ‬فقد‭ ‬انهار‭ ‬جدار‭ ‬فى‭ ‬إحدى‭ ‬المناطق‭ ‬ودمر‭ ‬وحطم‭ ‬عدة‭ ‬سيارات‭.. ‬وسارع‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬تجمعوا‭ ‬فى‭ ‬المكان‭ ‬إلى‭ ‬حمل‭ ‬سيارات‭ ‬بأيديهم‭ ‬وهم‭ ‬لا‭ ‬يعلمون‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬أصحابها‭.. ‬قرروا‭ ‬إنقاذها‭ ‬بأى‭ ‬ثمن‭.. ‬وهيلا‭ ‬هوب‭.. ‬وقول‭ ‬يا‭ ‬رب‭.. ‬وأنقذوا‭ ‬عدة‭ ‬سيارات‭ ‬فى‭ ‬مشاهد‭ ‬دفعت‭ ‬قناة‭ ‬‮«‬العربية‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬بثها‭ ‬والتعليق‭ ‬عليها‭ ‬بالإشادة‭ ‬بالرجال‭ ‬الذين‭ ‬أحزنهم‭ ‬أن‭ ‬يأتى‭ ‬أصحاب‭ ‬السيارات‭ ‬ليجدوها‭ ‬محطمة‭..!! ‬مشاهد‭ ‬لن‭ ‬تراها‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.‬
‭> > >‬
ويوم‭ ‬الخميس‭ ‬القادم‭ ‬سيكون‭ ‬هناك‭ ‬اجتماع‭ ‬مهم‭ ‬آخر‭ ‬للجنة‭ ‬السياسات‭ ‬النقدية‭ ‬بالبنك‭ ‬المركزى‭ ‬مع‭ ‬ترقب‭ ‬واهتمام‭ ‬حول‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسفر‭ ‬عنه‭ ‬الاجتماع‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬سوف‭ ‬تؤدى‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬فوائد‭ ‬البنوك‭ ‬على‭ ‬الودائع‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.. ‬وأغلب‭ ‬التوقعات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬لن‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬واحد‭ ‬فى‭ ‬المئة‭.. ‬ولن‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬فى‭ ‬المئة‭ ‬لمواجهة‭ ‬تسارع‭ ‬معدلات‭ ‬التضخم‭..!! ‬والبنك‭ ‬المركزى‭ ‬سيقرر‭.. ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭.‬
‭> > >‬
ونتحدث‭ ‬فى‭ ‬مناسبة‭ ‬ذكرى‭ ‬أحداث‭ ‬الحادى‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬الدامية‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬التى‭ ‬جرت‭ ‬وقائعها‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا‭.‬
ففى‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الحادى‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬شاهد‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬اعتداءات‭ ‬نسبت‭ ‬إلى‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‭ ‬عندما‭ ‬صدمت‭ ‬طائرتان‭ ‬برجى‭ ‬التجارة‭ ‬العالمى‭ ‬فى‭ ‬نيويورك‭ ‬وطائرة‭ ‬ثالثة‭ ‬مبنى‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬‮«‬البنتاجون‮»‬‭ ‬وسقوط‭ ‬مئات‭ ‬الضحايا‭ ‬الذين‭ ‬وصل‭ ‬عددهم‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬آلاف‭.‬
وكان‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬والهجوم‭ ‬الانتحارى‭ ‬ضربة‭ ‬هائلة‭ ‬للكبرياء‭ ‬الأمريكى،‭ ‬وتغييرا‭ ‬كبيرا‭ ‬فى‭ ‬أسلوب‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬وإيذانًا‭ ‬بأن‭ ‬الإرهاب‭ ‬لا‭ ‬وطن‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬حدود‭ ‬ولا‭ ‬عوائق‭ ‬أيضًا‭.. ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬حادثا‭ ‬غريبا‭ ‬فى‭ ‬معانيه‭ ‬وفى‭ ‬توابعه‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬إيذانا‭ ‬بتحولات‭ ‬عميقة‭ ‬فى‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬الخارجية‭ ‬وفى‭ ‬انقلاب‭ ‬أمريكى‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التى‭ ‬وصفت‭ ‬بأنها‭ ‬مصدر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والمحرك‭ ‬له‭.. ‬فهاجمت‭ ‬أمريكا‭ ‬أفغانستان‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬‮«‬طالبان‮»‬‭ ‬وقامت‭ ‬بغزو‭ ‬العراق‭ ‬للإطاحة‭ ‬بصدام‭ ‬حسين‭.. ‬ووضعت‭ ‬معالم‭ ‬لنظام‭ ‬عالمى‭ ‬جديد‭ ‬ولشرق‭ ‬أوسطى‭ ‬جديد‭ ‬ولشكل‭ ‬جديد‭ ‬فى‭ ‬علاقات‭ ‬أمريكا‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬أساسها‭.. ‬من‭ ‬ليس‭ ‬معنا‭ ‬فهو‭ ‬ضدنا‭.. ‬وبدأت‭ ‬فى‭ ‬تصفية‭ ‬حساباتها‭ ‬مع‭ ‬خصومها‭ ‬لإخضاع‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يستجيب‭ ‬لرغباتها‭ ‬وتصوراتها‭ ‬وسياساتها‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬فتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬حديث‭ ‬أكبر‭ ‬عن‭ ‬وجود‭ ‬مؤامرة‭ ‬تتعلق‭ ‬بأحداث‭ ‬الحادى‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭.. ‬ووجود‭ ‬ألغاز‭ ‬كثيرة‭ ‬حول‭ ‬الذين‭ ‬نفذوها‭.. ‬ولماذا؟‭ ‬ومن‭ ‬المستفيد‭.. ‬ومن‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة‭..!‬
ان‭ ‬جيلنا‭ ‬الحالى‭ ‬لن‭ ‬يعرف‭ ‬الحقيقة‭.. ‬كل‭ ‬الحقيقة‭ ‬وراء‭ ‬ألغاز‭ ‬الحادى‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭.. ‬وسيظل‭ ‬الفاعل‭ ‬مجهولا‭ ‬رغم‭ ‬أنهم‭ ‬قتلوا‭ ‬بن‭ ‬لادن‭ ‬الذى‭ ‬حملوه‭ ‬المسئولية‭..!‬
‭> > >‬
وأخيرًا‭:‬
الطفل‭ ‬يلهو‭ ‬بالحياة‭ ‬صغيرا
دون‭ ‬أن‭ ‬يعلم‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬سوف‭ ‬تلعب‭ ‬به‭ ‬كبيرا‭.‬
‭> > >‬
وعندما‭ ‬يقول‭ ‬لك‭ ‬إنسان
إنه‭ ‬يحبك‭ ‬مثل‭ ‬أخيه،‭ ‬تذكر‭ ‬قابيل‭ ‬وهابيل‭.‬
‭> > >‬
وليس‭ ‬مهمًا‭ ‬أن‭ ‬تحب
المهم‭ ‬من‭ ‬تحب‭.‬

Exit mobile version