الكاتب أ / السيد البابلي
ماذا يحدث الآن فى حرب الإبادة التى تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة؟
إن إسرائيل التى استفادت وتستثمر الهجمات الصاروخية التى تعرضت لها قبل عدة أيام.. وإسرائيل التى كانت حريصة على ترويج وتوزيع صور أسراها من المدنيين تقوم الآن بتأييد شبه دولى وبمساعدات أمريكية لا حدود لها بتنفيذ تكرار ما حدث قبل عدة عقود عندما أجبرت العصابات الإسرائيلية الأهالى من الفلسطينيين بالتخلى عن أراضيهم والهجرة بعيدًا عنها واستطاعت إسرائيل بعدها إقامة الدولة الإسرائيلية على الأراضى الفلسطينية واحتلت فلسطين.
فاليوم يعود التاريخ ليسترجع مشاهد ما حدث مع الأجداد ولكن بصورة أخرى وبدموية أشد.. فإسرائيل تقوم بأكبر عملية إجلاء وتهجير للفلسطينيين فى قطاع غزة نحو الجنوب لإقناعهم أو لدفعهم فيما بعد إلى البحث عن الأمانة فى الأراضى المصرية فى سيناء.
ولأن أكثر من مليون فلسطينى قد تركوا بيوتهم بالفعل واستجابوا للتحذيرات الإسرائيلية فإن نداءات عديدة تتوالى من الفلسطينيين بضرورة التمسك بالأرض وعدم الاستجابة لدعوات التهجير، وهتف أحدهم قائلا أمام شبكات التليفزيون العالمية مخاطبا إخوانه من الفلسطينيين «موت بأرضك.. بدهم ياخدوا غزة».. موت بأرضك أشرف من أن يستولوا على القطاع كله..!
وإسرائيل من جانبها لم تعد تخفى شيئا.. فالعالم منحها الدعم والتأييد.. وأمريكا أرسلت بحاملة طائرات لمنع أى أطراف أخرى من مساندة الفلسطينيين.. وإسرائيل على لسان محلل عسكرى ظهر على قناة «روسيا اليوم» تدعو الفلسطينيين صراحة إلى الانتقال إلى مصر لإنقاذ أرواحهم!! والمحلل العسكرى الإسرائيلى يحاول خداع العالم بالقول إن التهجير لفترة وجيزة إلى أن يتم تصفية حماس..!
وما يقول المحلل العسكرى الإسرائيلي يوضح أهداف ما يجرى.. فالهدف ليس تحجيم حماس.. والهدف ليس تأمين إسرائيل من الهجمات الصاروخية.. الهدف من تنفيذ صفقة القرن تطبيق الأمر الواقع.. وفى صفقة القرن فإنهم يبحثون ويتحدثون عن توطين الفلسطينيين فى سيناء.
ومصر التى تدرك جيدا أبعاد كل ما يدور حولها.. مصر التى سارعت بتدبير المعونات الإنسانية لأهالى غزة.. مصر التى تقود تحركا على كل الجبهات لوقف معاناة أهالينا فى غزة.. مصر التى لن تتوقف محاولاتها مع أطراف النزاع لفرض هدنة إنسانية لتوقف القتال.. مصر حريصة على سلامة وحماية أراضيها.. ومصر التى تقف اليوم قلبا وصفا واحدا خلف قيادتها الوطنية فى هذه المرحلة البالغة الحساسية تدرك أبعاد واجبها الإنسانى ولكنها حريصة أيضًا على الأمن القومى المصرى الذى يأتى فوق كل الاعتبارات.
ونعود لحواراتنا الداخلية.. وحديث عن الانتخابات الرئاسية القادمة.. وحيث بات واضحًا أن هناك توافقا وطنيا على كل المستويات بأن أمن واستقرار مصر هو الهدف وهو الطريق لاستكمال مسيرة التنمية وبناء الجمهورية الجديدة.. وحيث بات واضحا أيضًا أن هناك قناعات شعبية راسخة بعدم العودة للوراء ولا الدخول فى مهاترات ومغامرات على حساب مستقبل الوطن.. مصر تحاول عبور أزمتها الاقتصادية التى تمثل أهم التحديات الآن.. وللعبور من الأزمة فإن هناك طريقا واحدا وهو استكمال البناء لجنى الثمار.. مصر قوية وقادرة على الخروج الآمن وسنظل على تفاؤلنا دائمًا.
وأحد الذين كانوا يعتزمون الترشح للانتخابات الرئاسية فشل فى جمع التوكيلات المطلوبة لاستكمال شروط الترشح بعد أن جاب البلاد طولها وعرضها وبعد أن قال ما قال وأطلق صواريخه فى كل مكان.. والرجل فشل قبل أن يتقدم لأنه وبصراحة وبكل صراحة ودون النظر إلى أية أبعاد أخرى «المسألة كانت واسعة عليه جدًا»..!! كان فى مقدروه أن يكون رئيسا لاتحاد الطلاب.. أو رئيسا لمجلس محلى فى مدينة!!
وما الذى يريدونه من فخر العرب محمد صلاح.. لماذا يريدون إقحامه فيما يحدث فى غزة حاليًا.. لماذا محاولة دفعه لدخول معركة يدفع ويتحمل وحده كل تكاليفها.. محمد صلاح لاعب كرة قدم يمثل نموذجا فريدا وراقيا للوجود الرياضى العربى فى الملاعب الإنجليزية والعالمية.. والزج بصلاح فى قضايا المنطقة العربية يعنى «حرق» الرجل وإنهاء مسيرته..! اتركوا صلاح فوجوده هناك أهم من كل التصريحات والبيانات..! صلاح احتل العقل البريطانى وحده.. ولا تحملوه كل أسباب الضعف العربى..!
وتعالوا نذهب إلى أبوظبى فى الإمارات العربية المتحدة وحيث أحد فروع محلات الكشرى الشهيرة والذى تم إغلاقه إداريًا لمخالفته اشتراطات السلامة الغذائية وخطورته على الصحة العامة..! فالسلطات الرقابية هناك وجدت أن الأطعمة مكشوفة ومعرضة للحشرات.. وأن العاملين بالمحل يقومون بالتدخين داخل المخازن مما يعرض الطعام للتلوث.. كما أن هناك وجودًا للحشرات بالمخازن..!! ولأن كل تلك الأمور مخالفة للاشتراطات الصحية فقد تم الغلق على الفور مع إمكانية العودة بالطبع إذا ما استجابوا لهذه الاشتراطات!! وليس لدينا بالتأكيد ما نعلق به على القرار.. فكل ما جاء به من أسباب لا يمكن الجدال فيها..!! فى الصحة العامة لا يوجد هزار ولا «معلهش» ولا «بسيطة»..!
والحمد لله.. الحمد لله لأن أرزاقنا فى خزائنه، ونواصينا بيده، وتدبيرنا تدبيره، الحمد لله أن الأمر أمره لا أمر عباده، والرحمة رحمته لا رحمة مخلوقاته، والهبات والعطايا كله منه لا من سواه.
وأخيرًا:
تعدل الجو.. باقى أخلاق الناس.. وليست كل الكسور نهاية
بعضها مفتاح حياة ونور بعد ظلام.. ومؤلم جدًا أن تمضى حياتك جابرا
خواطر الآخرين، وفى داخلك جرح لا يحتويه أحد
ويا رب وجهت وجهى نحو بابك.. راجيًا والحال لا يخفى عليك وأنت العليم