الكاتب أ / السيد البابلي
لا غنى لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن مصر.. ولا غنى لمصر عن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.. هكذا أثبتت دروس وحقائق التاريخ وهكذا علمتنا التجارب والواقع.. وهكذا هى طبيعة العلاقات الأزلية مع الأشقاء فى كل دول الخليج العربية التى هى جزء لا يتجزأ من الوجدان المصرى فكراً وارتباطاً وتكاملاً.
وخلال الأسابيع الماضية فإن وفوداً خليجية جاءت إلى مصر تبحث عن الفرص الاستثمارية الواعدة وتؤكد عزمها ضخ استثمارات جديدة فى مصر خلال الفترة القادمة.. فإلى مصر جاء وزير التجارة السعودية وبرفقته ما يقارب من مائة رجل أعمال، وحضر وفد قطرى برئاسة وزير التعاون الدولى ووفد بحرينى برئاسة وزير المالية والاقتصاد ووفد عمانى برئاسة وزير التجارة والصناعة.
والزيارات التى كانت فى توقيت زمنى متقارب لها دلالات عميقة على التزام خليجى بالمشاركة مع مصر فى مشروعات مشتركة وضخ استثمارات جديدة فى السوق المحلية بمختلف الأنشطة الاقتصادية بعد خطوة مماثلة من مؤسسات دولية فى أوروبا أعلنت عزمها على ضخ مليارات الدولارات لمواجهة تداعيات الحرب فى غزة ولوقف الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
والتحرك المتوافق زمنياً خليجياً وأوروبياً هو انعكاس لنجاح السياسات المصرية فى قيادة التحرك على كل المستويات فى أزمة غزة وهو تأكيد أيضاً على أهمية دعم الدور المصرى فى هذه المرحلة لتجاوز الأزمة الاقتصادية الداخلية.
ونحن نشعر أن القادم سيكون أفضل.. وأن هناك انفراجة قادمة.. وأننا سنتخطى الأزمة.. كل المؤشات تدل على ذلك الآن.. ودعونا نتفاءل.
>>>
ولكن الخطر مازال قائماً على الحدود.. ومستشار الرئيس الفلسطينى يقول إن استمرار الحرب فى غزة سوف يدفع سكان غزة إلى الهجرة إلى مصر.
وما يقوله مستشار الرئيس الفلسطينى هو ما تبلور واتضح منذ بداية العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة وهو ما اتخذت منه مصر موقفاً واضحاً بمعارضة التهجير القسرى وفى رفض خطة التهجير التى تعنى القضاء على القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطينى فى دولته المستقلة.
إن مصر التى فتحت حدودها لتوفير المساعدات الإنسانية بكل أنواعها لسكان غزة والتى أقامت على أراضيها المستشفيات الميدانية لرعاية المصابين من جراء الحرب باقية على موقفها الصلب من رفض أى أفكار للتهجير القسرى إلى سيناء.. والحل.. لا حل إلا بإيقاف دائم للحرب بعد انتهاء الهدنة.. الحل هو العودة لمفاوضات من أجل حل الدولتين.. الحل هو فى أن يباشر العالم دوره فى الضغط على إسرائيل لبدء حوار السلام.. الحل فى أن تقول الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل إنه قد آن الأوان لوقف العمليات العسكرية.. وهى كلها أمور لن تحدث الآن.. فلا العالم سيضغط على إسرائيل ولا أمريكا ستقول لها.. كفي.. وإسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية فقد وجدت الفرصة التى كانت تبحث عنها.. ولن تهدرها.. نحن فقط الذين نهدر كل الفرص التاريخية التى أتيحت لنا..!
>>>
ونعود لأمورنا ومشاكلنا الحياتية.. وأم المعارك التى لا تتوقف فى شوارعنا والتى تحصد كل يوم عشرات الأرواح.. وأتحدث فى ذلك عن الحوادث المرورية القاتلة التى لا نعرف لها نهاية والتى تنجم عن الرعونة والسرعة والاستهتار والجهل بالقواعد والقوانين المرورية.
فببساطة.. وفى حادث شبه متكرر فإن سائق الميكروباص الذى كان يقل خمسة عشر راكباً على الطريق الصحراوى الشرقى فى المنيا كان يقود الميكروباص بسرعة وحاول تجاوز سيارة نقل فاصطدما وانقلب الميكروباص وراح ضحيته الحادث أربعة عشر شخصاً لقوا حتفهم فى لحظات..!
ولأن الحادث متكرر فإننا قد تعودنا عليه على ما يبدو.. ولن يتوقف سائقو الميكروباصات عن القيادة المتهورة.. ولن يطالبهم الركاب بتهدئة السرعة والالتزام بالحارة المرورية.. فالركاب أيضاً قد أدمنوا الخطأ واعتادوا عليه.. ونحن كذلك اعتدنا الصورة القبيحة لكل التجاوزات المرورية.. نحن نشارك فى جريمة بإهمال علاج المشكلة المرورية علاجاً جذرياً.. الانضباط المرورى يجب أن يكون مشروعاً قومياً لأنه مشروع حضارى إنساني.
>>>
والناس «السكر» عندما تسمع عن أى نقص فى أى سلعة تموينية فإنها تسارع إلى التكالب على شراء هذه السلعة وكأنها لم تعد موجودة ولن تكون موجودة إلى الأبد.. والناس هرعت إلى شراء السكر.. والبحث عن السكر وكأنها قد اكتشفت فجأة أن مخزون السكر فى البيوت قد اختفي.. وتدافع الناس لشراء السكر أدى إلى قلة المعروض وإلى رفع الشركات المنتجة لأسعاره..!! نحن من يصنع الأزمات ثم نبادر بالشكوي.. الناس فى مقدورها أن تتحكم فى أسعار كل السلع بقليل من الوعى وبتجاهل أى سلعة تختفى أو يتم المضاربة عليها.. إحنا الأساس فى الرقابة وفى ضبط الأسعار.
>>>
والناس فى انتظار الإعلان عن شهادات ادخارية جديدة ذات عائد أكثر ارتفاعاً عن الذى تقدمه البنوك المصرية حالياً.. والناس تترقب هذه الشهادات التى ستأتى لمعالجة التضخم والتى ستكون بمثابة الضربة الأخيرة للدولار..!
وانتظروا خروج مليارات جديدة من الجنيهات من تحت «البلاطة» السحرية فور الإعلان عن هذه الشهادات.. ولا تسألوا من أين تأتى هذه المدخرات.. خلوها بالبركة..!
>>>
وأخيراً:
>> عندما يغيب عنك من تحب،
يصبح هو الأكثر حضوراً فى قلبك.
>>>
>> وبين سطورنا نبض لا يعرفه
إلا من يقرؤنا جيداً.
>>>
>> وخزائن الله أوسع من أمانينا.
>>>
>> وألقى أحد الحكماء مزحة فضحك
الكل ثم أعاد المزحة
فلم يضحك أحد، فقال
إذا توقفتم عن الضحك على نفس المزحة
فلماذا تستمرون بالحزن على نفس الألم.