الكاتب أ / السيد البابلي
من يريد أن يتعرف على عراقة شعب مصر.. من يريد أن يستعيد ذكريات الرقى والحضارة.. من يبحث عن سر الإبداع فى الشخصية المصرية.. من يؤمن بأن التاريخ هو أساس الزهو والفخار لهذا البلد الكبير العلاق فإن عليه أن يقوم بجولة فى شوارع القاهرة والإسكندرية التاريخية.. هنا المبانى والعمارات التاريخية التى تمثل تحفًا معمارية لا يذيل بريقها ولا ينطفيء.. هنا جروبى والأمريكين والأماكن الساحرة التى كان فيها التلذذ بقهوة الصباح و»كيك» الافطار.. هنا سكن وأقام النجوم والمشاهير ولهم فى كل مبنى ذكريات وأحداث.. هنا أتى خبراء المعمار من فرنسا ومن إيطاليا ومن كل دول العالم يتنافسون فى اقامة عمارات هى لوحات من الفن قاموا بتوقيع اسمائهم عليها فى مدخل كل بناية.. هنا التاريخ والذكريات على مقاهى كانت منتديات للفن والثقافة والسياسة وحوارات الشارع التى هى التعبير عن الحياة وقضاياها.. هنا تاريخ الشارع الذى يحتاج إلى كتب ومجلدات تروى حكاية كل بيت وكل عمارة.. حكاية الأصالة والمعاصرة.. حكاية العمر كله.. حكاية العتبة والأوبرا ولاظوغلى وطلعت حرب ومصطفى كامل وشامبليون.. حكاية باشوات.. وحكاية صعاليك.. وحكاية أولاد البلد الذين لا يعرفون وليس فى مقدورهم الحياة فى أى مكان آخر بعيدًا عن هذه الأحياء القديمة التى هى عنوان مصر.. ومذاق مصر الخاص.. واسأل أى مصرى عاش وترعرع فى شبرا أو فى السيدة أو فى عابدين أو باب اللوق.. إذا كان يريد أن يعيش فى قصر بعيدًا عن الحى الذى ولد فيه أو يعيش فى شقة غرفتين فوق المخبز الذى يستيقظ كل صباح على رائحة الخبز الطازج لاختار على الفور شقته البسيطة بخيالاتها ومعانيها وعبق الحياة الكائن داخلها.. وابحث.. ابحث عن التاريخ والذكريات فى كل حارة مصرية ستجد قصص الحياة.. وستكتشف أن الحياة بعيدًا هى بعض من الموت..!!
> > >
ويؤسفنى أن أتحدث مرة أخرى عن المفكر والدبلوماسى السابق الذى أهان من قبل رموز مصر واتساءل كيف تواتيه الجرأة على الاستمرار فى الحديث فى برامج تليفزيونية لا يكف فيها عن سرد ذكريات لاشخاص رحلوا عن عالمنا ووقائع سياسية واجتماعية تسيء إلينا وإلى دول شقيقة أيضا مثل الحديث عن ساعات «الروليكس» التى كانت هذه الدول تقدمها لضيوفها.. والسيارات التى كانت تهديها دول أخري..!! هذا الرجل بلغ من العمر عتيًا ويتم استدراجه لكشف الكثير من الأسرار والخفايا.. هذا الرجل لابد أن يعيد حساباته مع نفسه وأن يكون هناك من يتحدث معه ويوقف الكثير من «التخاريف» التى يتحدث عنها.. هذا رجل فقد بوصلة التوجه والتوجيه تحت اغراءات الأضواء والدولارات.
> > >
وماذا تنتظر وزارة الصحة لتعلن رسميًا العودة إلى ارتداء الكمامات..! اننا نواجه أنواعًا غريبة من أمراض البرد والانفلونزا والكورونا التى لا نعرف لها مصدرًا أو متحورًا ولأن الناس مازالت على نفس عاداتها فى الاختلاط والازدحام وفى الاحضان والقبلات.. وفى الاستهانة وتجاهل انتشار الأمراض فإن العودة للكمامات أصبحت ضرورة وفى الكمامة نوع من الوقاية من انتشار الأوبئة والفيروسات والأمر أصبح جدًا وليس بالهزل..!
> > >
واكتب عن المباراة.. وهى لم تكن مجرد مباراة.. هى درس من دروس الإرادة والتحدى والانتماء.. هى تعبير عن الحب الكبير الكامن فى أعماقنا لبلادنا ولاسمها ولعلمها وتاريخها ووجودها.
> > >
ولن ننسى ذكريات المجد والفخار ونحن نحتفل بعيد النصر فى الثالث والعشرين من ديسمبر من كل عام.. وهو العيد القومى أيضا لمحافظة بورسعيد ففى هذا اليوم خرج من الأراضى المصرية آخر جندى من جنود العدوان الثلاثى على مصر والذى شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بعد إعلان جمال عبدالناصر تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية.. ووقفت المقاومة الشعبية حائطًا للصد أجبر العدوان على التراجع والانسحاب فى قصة من قصص البطولات المصرية الخالدة.. قصة شعب ثار على الاستعمار واستعاد الكبرياء والكرامة.. والقرار أصبح مصريًا.. وأجيالنا الجديدة يجب أن تعرف تاريخها وتفخر بالأجداد.
> > >
وتعالوا نتعلم من أقوال الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.
ــ أكرم ضيفك وإن كان حقيرًا وقم على مجلسك لأبيك ومعلمك وأن كنت أميرًا.
ــ وإياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك.
ــ وأحذر اللئيم إذا أكرمته والرذل إذا قدمته والسفيه إذا رفعته.
ــ وأن لم تكن عالمًا فكن مستمعًا واعيًا.
> > >
وأخيرًا:
وبعضهم يتابع حياتك ليتعلم منك الحكمة وبعضهم يتابع خطواتك ليسجل عثراتك فى العتمة.
> > >
وتأتى الشدة وفى خفاياها لطف كبير من رب العالمين
> > >
ويحرسك من لا تراه العيون ولا يحيط بوصف الواصفون.