عبد الرازق توفيق
قبل السيسى.. كنا ننظر إلى أمور كثيرة.. وآمال وأحلام كانت أقرب إلى الخيال والمستحيل.. لكن وعلى مدار 10 سنوات.. وبعد أن تولَّى هذا القائد العظيم الاستثنائى المسئولية.. وبرؤية وإرادة وحكمة.. تحول المستحيل إلى واقع والحلم إلى حقيقة.. نراها ونعيشها.. ومشروع الضبعة النووى للأغراض السلمية كان واحداً من الأحلام صعبة المنال.. فى ظل ما جرى وحدث للدولة المصرية على مدار عقود.. غابت عنها إرادة الإصلاح والبناء.. لكن فى «مصر- السيسى» لا مجال لمستحيل.. ولا سقف للطموح.. فنحن فى عصر تتحول فيه الأحلام إلى حقائق وواقع.
الرؤية الرئاسية.. والإرادة المصرية
نعيش فى عصر تتحقق فيه الأحلام وتتحول إلى واقع فلطالما تطلعنا وحلمنا وداعبنا الخيال كثيراً ان نشهد مصر تجلس فى مقاعد التقدم وتواكب العصر.. وشاءت الأقدار أن أحلامنا تجد طريقها إلى أرض الواقع مع قائد عظيم وطنى شريف.. امتلك الرؤية والحكمة والإرادة.. يؤمن بوطنه وجدارته واستحقاقه.. أن يكون دائماً فى المقدمة فهو وطن لا ينقصه شىء بل هو الأول فى التاريخ.. صاحب الحضارة التى علمت الدنيا.. لذلك فمصر كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى «أم الدنيا وهتبقى أد الدنيا» لم تكن هذه العبارة مجرد كلام ولكنها رؤية وإستراتيجية دخلت على مدار 10 سنوات حيز التنفيذ.. وبدت ملامحها تتشكل وتتحول إلى واقع نعيشه ونشاهده فى ظل قفزات وطفرات غير مسبوقة فى مصر على كافة الأصعدة وفى جميع المجالات والقطاعات تتقدم بثقة وثبات للأمام.. وتبلغ من القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة التى جعلت العالم يشهد بعظمة التجربة المصرية الملهمة التى انطلقت من قبل أزمات ومشاكل متراكمة منذ عقود ومعاناة عميقة ترسخت من الماضي.. فمن كان ينظر إلى حال مصر قبل السيسى يشعر بالأسى من فرط محبته لهذا الوطن العظيم.. أو تأخذه الشماتة بسبب أوضاع مؤلمة أدت إلى ضعف الدولة المصرية.. وهذا هو المطلوب بالنسبة لقوى الشر.. لكن انظر الآن إلى «مصر- السيسي» لا تملك إلا الاعجاب والانبهار بما تحقق فى زمن قياسى لا يتجاوز 10 سنوات.. ان هذه الإنجازات والنجاحات نفذت فى أكثر من خمسة عقود.. لذلك فنحن بين سعادة المحبين لمصر بما حققته وأنجزته وما وصلت إليه.. وبين حسرة قوى الشر.. التى تتألم بسبب تسارع وتيرة البناء والتنمية والتعمير فى مصر التى تزيدها قوة وقدرة وفرصاً لتأخذ مكانها بين الأمم المتقدمة.
أيها المواطن المصرى العظيم إياك ان تنخدع بأزمات طارئة وعابرة ومؤقتة.. أبداً لا تمس عظمة ما تحقق من إنجازات ونجاحات ومشروعات وقوة وقدرة لمصر.. وإياك أن تراها بعين الأزمة والظروف التى لا ذنب لمصر فيها.. ولكن عليك ان تراها بعين الواعى المحب والمتحدى والصابر والعاشق لهذا الوطن الذى يكتسى بلون الفرص الغزيرة والإرادة الصلبة نحو تحويل الأحلام إلى واقع.. وكم من الأحلام التى كنا نراها بعيدة تحققت خلال 10 سنوات.. فمن كان يحلم بما تحقق من إنجازات فى مجال البنية التحتية العصرية أو قناة السويس أو المنطقة الاقتصادية للقناة أو الطاقة بكافة أنواعها وتتحول مصر إلى مركز إقليمى لتجارة الطاقة.. والموانئ العصرية والعالمية.. حتى باتت موانئ مصر من الأهم فى العالم ورغم حداثة تطويرها إلا أنها تتقدم بثقة نحو المقدمة لتحصل مصر على نصيبها المستحق من عوائد التجارة العالمية واللوجستيات.. فهذا هو ميناء بورسعيد يحصد المركز العاشر عالمياً ويتفوق على موانئ كانت ملء السمع والبصر.. ومازالت الأحلام تتحقق فى موانئ السخنة والبحر الأحمر، وجرجوب، والعريش واستثمار عبقرى لموقع مصر الإستراتيجى الفريد.. وأيضاً من كان يحلم بـ24 مدينة جديدة من المدن الذكية.. أو شبكة الطرق أو ما تحقق من إنجاز فريد فى مجال الزراعة أو تطوير وتنمية قرى الريف المصري.. أو السكن الكريم أو القضاء على العشوائيات وفيروس سي.. وقوائم الانتظار وملحمة بناء الإنسان المصرى.. والمدن والمجمعات الصناعية وقلاع الجامعات الحديثة.. وتطوير البحيرات التى ضاعت على مدار أكثر من مائتى عام لتعود واحة للجمال والرزق والاستثمارات.. ناهيك عن مشروع عظيم هو تنمية وتعمير سيناء كقضية أمن قومى.. بعد عقود من الاهمال والنسيان كادت تضيع بسبب هذا التجاهل.. وماذا عن تنمية محافظات الصعيد التى شهدت أيضاً وعلى مدار عقود تهميشاً.. كل ذلك وهو جزء من كل كان مجرد أحلام أصبحت الآن تلامس وتعانق الواقع وتدفع مصر إلى الأمام.
بالأمس كنا على موعد جديد مع تحويل أحلام طالما راودت المصريين وتحولت بالفعل إلى حقيقة بامتلاك محطات نووية سلمية لنؤكد إصرارنا وإرادتنا القوية على المضى قدماً ومواصلة مسار التنمية والبناء وصياغة مستقبل مشرق لهذا الوطن العظيم.
الرئيسان عبدالفتاح السيسى والروسى فلاديمير بوتين شاركا فى فعاليات بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووى للأغراض السلمية وهو ما يؤكد شروع الدولة المصرية فى مرحلة الإنشاءات الكبرى لكافة الوحدات النووية بالمشروع العملاق.. وهو نموذج للعلاقات بين مصر وروسيا والتى وصلت إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية الشاملة.. وهو ما يعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين ونجاح سياسة مصر فى بناء علاقات إستراتيجية مع جميع القوى فى العالم فى إطار من التوازن والاحترام المتبادل والانفتاح على الجميع وتبادل المصالح المشتركة.. فالعلاقات المصرية- الروسية أكملت عامها الـ80 فى أغسطس الماضي.. وشهدت نمواً وازدهاراً كبيراً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى ويذكر المصريون للجانب الروسى التعاون والدعم المتبادل بين البلدين على مدار ثمانية عقود وهناك علامات بارزة فى تاريخ هذه العلاقات فى كافة المجالات والقطاعات.. فلا ننسى السد العالى ومجمع الألومنيوم بنجع حمادى ومصانع الحديد والصلب.. ومشروعات أخرى كثيرة اقتربت من الـ100 مشروع.. وتوجت فى عهد الرئيس السيسى بعلاقات إستراتيجية شاملة حيث كان الجانب الروسى داعماً ومسانداً لثورة 30 يونية 2013.. بالإضافة إلى علاقات اقتصادية متنامية حيث اقترب حجم التبادل التجارى بين البلدين إلى 8 مليارات دولار ناهيك عن علاقات قوية.. ومشروعات عملاقة أبرزها مشروع الضبعة النووى للأغراض السلمية.. والمدينة الصناعية الروسية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات 7 مليارات دولار توفر 35 ألف فرصة عمل.. بالإضافة إلى التعاون فى مجال تطوير وتحديث السكة الحديد فى مصر بالتعاون مع المجر أيضاً فى تصنيع 1200 عربة قطارات سكة حديد.. بالإضافة إلى التعاون فى كافة المجالات الأخرى سواء العسكرية والسياحية والثقافية والتعليمية.
الحقيقة أن رؤية الرئيس السيسى فى إطلاق المشروع القومى العملاق فى بناء محطة الضبعة النووية للأغراض السلمية.. تجسيد حقيقى للإرادة المصرية.. وشموخ هذا الوطن وانعكاس لرؤية مصر- السيسى فى خلق آفاق تنموية واقتصادية خلاقة نحو النمو الاقتصادي.. خاصة ان قطاع الطاقة فى مصر يمثل أولوية رئيسية وكبيرة لأنه فى ظل أزمة امدادات الطاقة العالمية فى ظل اضطرابات وصراعات وأزمات دولية وتقلبات فى الأسعار بالإضافة إلى التوجه المصرى الإستراتيجى نحو الطاقة النظيفة سواء الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية ومن الرياح والهيدروجين الأخضر.. بالإضافة إلى الطاقة النووية السلمية وخلال السنوات القادمة سيصبح إنتاج مصر من الطاقة الجديدة والمتجددة (النظيفة) أكثر من 46٪ من اجمالى إنتاج الطاقة فى مصر.. وهو ما يعزز الاهتمام المصرى غير المسبوق بقضايا البيئة والتغير المناخي.
الحقيقة أن ملحمة البناء والتنمية والتوسع العمرانى فى مصر مستمرة حيث وصلت مساحة المعمور فى مصر إلى الضعف بعد أن ظلت على مدار التاريخ لا تزيد على 7٪.. أصبحت الآن ما يقارب 14٪ بالإضافة إلى المشروعات العملاقة فى كافة المجالات والقطاعات وجهود الدولة المصرية من أجل الوفاء بالاحتياجات المتزايدة من الطاقة الكهربائية اللازمة لخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتساهم فى زيادة الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة فى ظل التوجه العالمى فى هذا الإطار ومن أجل توفير امدادات طاقة آمنة وأقل تكلفة وطويلة الأجل بما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفورى الذى يتجه العالم إلى ايجاد بدائل له تحقق الأهداف فى بيئة نظيفة ومعالجة قضايا التغير المناخى التى أصبحت تحدياً مهماً فى هذا العصر.. لذلك تسعى مصر لتحقيق الاستدامة البيئية والتصدى لتغير المناخ.. بالإضافة إلى أن مصر عازمة على تحقيق وتلبية احتياجاتها من الطاقة.. سواء من أجل توفيرها للمصريين أو الأنشطة والمشروعات الاقتصادية والتنموية أو تلبية احتياجات فرضها التوسع العمراني.. والزيادة السكانية والاستفادة من الطاقة النووية السلمية لأغراض وأهداف اقتصادية وبيئية.. وكذلك كطاقة نظيفة وآمنة تحقق أهداف الدولة المصرية وتطلعاتها إلى المستقبل المشرق.
لا شك أن توفر الطاقة يمثل عصب البناء والتنمية والاستثمار والتقدم أيضاً فى جميع المجالات نظراً للأغراض السلمية المختلفة للطاقة النووية.. بالإضافة إلى التقلبات الدولية فى مجال الطاقة بسبب تنامى الصراعات والأزمات العالمية وهو ما يؤثر على أسعار الطاقة وربما اضطراب سلاسل الإمداد والتوريد.. لذلك الاعتماد على الذات فى توفير مصادر بديلة وآمنة للطاقة سواء من الرياح أو الشمس أو الهيدروجين الأخضر أو الطاقة النووية هو بعد له فلسفته وأهدافه الكثيرة على كافة المستويات سواء فى الحصول على طاقة منخفضة التكاليف توفر مخصصات بمليارات الدولارات من الوقود الأحفورى أو كونها نظيفة وآمنة.. تخفض حدة التغير المناخي.. كذلك استدامتها وسهولتها وتوفرها محلياً بما يلبى احتياجات النمو الاقتصادى والعمرانى فى مصر.. وأيضاً يرسخ مصر كمركز إقليمى لتجارة وتصدير الطاقة ويدعم عملية الربط الكهربائى مع الكثير من دول العالم ويزيد من صادرات الوقود الأحفورى والغاز.. ويقلل الاعتماد على البترول.. بما يؤكد أن مصر لديها رؤية شاملة ومتكاملة للوفاء باحتياجاتها.. وتطلعاتها نحو المستقبل الواعد.. تنافس وبقوة فى مجالات كثيرة وتزيد من مواردها وإيراداتها.. وتدعم مشروعاتها العملاقة وتوفر مقومات الاستثمار والتصدير وتدخل فى الكثير من المجالات بروح متطلبات العصر وتعظم من ثرواتها ومواردها.. وهو ما يعزز فرص النمو والتقدم.
مشروع الضبعة النووى للأغراض السلمية يعكس عمق العلاقات الإستراتيجية بين مصر وروسيا.. وتاريخية هذه العلاقات واستنادها إلى واقع حافل بالمواقف المضيئة والمتبادلة.. وهناك توافق فى الرؤى والتنسيق تجاه القضايا والملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك.. وتعاون بناء فى العديد من المجالات.. بما يؤكد جدوى وعبقرية الرؤية الرئاسية المصرية فى تبنى علاقات دولية أكثر توازناً وانفتاحاً على الجميع.. فمصر لديها علاقات إستراتيجية مع كافة القوى فى العالم سواء الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند والاتحاد الأوروبى ودول أوروبا وروسيا.. لذلك مصر تحظى باحترام واهتمام الجميع خاصة أنها تسعى لتحقيق مصالحها ولا تتدخل فى الشئون الداخلية لأحد.. وتتمسك بالاحترام المتبادل بين الدول ولا تقبل المساس بقرارها الوطنى وسيادتها وخياراتها فهى قوة إقليمية مستقلة تدير سياساتها بحكمة واحترام وتوازن.
ما جرى بالأمس من تنفيذ القرار الإستراتيجى الذى اتخذته الدولة المصرية بإحياء البرنامج النووى السلمى تجسيد حقيقى لصلابة وقوة الإرادة المصرية وإصرارها على بلوغ أهدافها.. ودليل قاطع ان الرئيس السيسى عازم على اكمال مشروع بناء مصر الحديثة وتحقيق التقدم.. وقلت مراراً وتكراراً إن حلم (مصر- السيسي) سوف يكتمل ويتحقق لأننا أمام قيادة وطنية تاريخية واستثنائية صنعت لمصر الفارق والأمجاد.. برؤية وإرادة وحولت المستحيل والأحلام إلى واقع وحقيقة.. لذلك ما تشهده مصر من قوة وقدرة لم تأت صدفة بل وبحق نتاج ومحصلة رؤية هذا القائد العظيم والاستثنائي.. وفعلاً «مصر أم الدنيا.. وهتبقى أد الدنيا» فقد كنا نحسب قبل الرئيس السيسى هذه المشروعات والإنجازات مجرد خيال وأحلام تداعبنا.. لكن الآن نقبض عليها بأيدينا نعيشها ونراها على أرض الواقع لتحصد مصر حصاد رؤية عبقرية بحكمة واستشراف للمستقبل وإرادة صلبة.. من إنقاذ لوطن عظيم إلى أمن وأمان واستقرار إلى إنجازات ونجاحات تناطح السماء.. وقلاع المجد والشموخ والإرادة المصرية.. تحية إلى قائد مصر العظيم الرئيس السيسى الذى يبنى وبصدق وطناً قوياً قادراً شامخاً من أجل شعب يستحق.
تحيا مصر