“ماتخافوش علي مصر”.. والحل في السياحة.. والبيوت أسرار

السيد البابلي

يسألني كثير من الأصدقاء من خارج مصر.. ماذا عن الأوضاع لديكم؟ وإلي أين ستذهب مصر.. والأزمة الاقتصادية.. كيف ستخرجون منها ومتي ستنتهي..؟!
ولأن هناك من يسأل عن حب وعشق لمصر وأهلها.. ولأن هناك من يطرح تساؤلات يأمل أن تكون حقيقية عن أحوال مصر لغرض في نفس ابن يعقوب فإن الإجابة عن كل التساؤلات ربما لخصتها الكلمات التي تغني بها مطرب الإمارات حسين الجسمي في أغنيته الشهيرة “ماتخافوش علي مصر”.. ماتخافوش علي مصر خافوا ع اللي يجي عليها. واللي عادوا مصر شافوا شر من يعاديها.. أصل ناسها ولاد حلال. مصر علي رأي اللي قال ربنا اللي حاميها.
ونحن لا نخاف.. نحن نعيش الحياة.. نحن نمضي في طريقنا بكل التزاماتنا وتعهداتنا ودورنا في المنطقة العربية وخارجها.. نحن دولة تصون وتحمي وتبني وتنطلق للأمام رغم كل الصعاب ورغم محاولات تحجيم الإرادة المصرية.. نحن دولة قوية بشعبها وإمكانياتها البشرية وإبداعاتها في كل المجالات علي امتداد كل العصور والقرون.
ونعم.. نعم لدينا صعوبات اقتصادية بالغة القسوة.. ونعم لدينا الكثير أيضاً من المعاناة في محاولات عبور الأزمة بسلام. ولكن لدينا سلاح القوة والمقاومة.. لدينا الفخر والاعتزاز بأننا نعيش في بلد آمن مستقر.. لدينا إحساس الزهو والعظمة بأننا رغم ظروفنا الصعبة قبلنا بأن يتواجد معنا علي أراضينا تسعة ملايين وافد من دول عربية شقيقة أتوا إلينا يبحثون عن الحضن الدافئ ويتقاسمون معنا لقمة الخبز ولم نفكر يوماً في إبعادهم أو التعامل معهم كلاجئين شرعيين أو غير شرعيين.. ونعم نحن نعاني نوعاً من الحصار الذي يدخل في إطار مؤامرة محبوكة السيناريو ومتعددة الأطراف وهدفها تحجيم القرار المصري وربط قرارنا السياسي والسيادي بأوضاعنا الاقتصادية. ولكنها المؤامرة التي تمنحنا القوة علي التصدي.. والقوة علي استقلالية القرار والإصرار علي التمسك بكل حبة رمل من أرض مصر الطاهرة.. والعزيمة علي أن نتحمل ونتحمل ونتحمل من أجل أمن وأمان بلادنا واستقرارها.

*

وعندما يسألني الأصدقاء من خارج مصر عن أمورنا في مصر فإن الحديث يتطرق إلي الأزمات التي تمر بها المنطقة وما تتعرض له دولها وشعوبها من تحديات وما تواجهه من متغيرات في الفكر والتوجه والمعايير اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً. وأقول في ذلك إن الخطر يحدق بالجميع.. فالهدف من محاولة إضعاف مصر لا يقتصر عند الحدود المصرية بل يتعداه إلي عواصم عربية أخري يريدون أن تنشغل وتتوه في حوارات وقضايا اجتماعية تحدث انقساماً بين الأصالة والمعاصرة.. بين الثوابت والتقاليد وبين رياح التغيير والتجديد.. يريدون تدمير البنية التقليدية القوية لهذه المجتمعات العربية بأفكار وتقاليد جديدة يتم تصديرها إليهم عنوة أو عن طريق عملاء بهدف محو الذاكرة العربية وإغراقها في ملذات الحياة للبعد والابتعاد عن القيم والعادات التي كانت ركيزة الاستقرار والأمان في هذه الدول.
وعندما يسألني الأصدقاء عن مصر.. أقولها بكل الثقة.. نحن رغم كل مصاعبنا بخير وعلي رأي اللي قال ربنا اللي حاميها.

*

وأتحدث عن الحلول.. أتحدث عن السياحة التي تحتاج إلي مشروع قومي متكامل للاهتمام بهذه الصناعة النظيفة التي نملك كل مقوماتها والتي يمكن أن تكون مخرجاً من الأزمة ومصدراً لتوفير احتياجاتنا من النقد الأجنبي.
وفي الحديث عن السياحة لن نعدد ما نمتلكه من التاريخ والجغرافيا.. ولن نذكر أو نتذكر مناطق ومزارات مصر السياحية التي لا تعد ولا تحصي.. ولكننا نتحدث عن الإعداد الثقافي والمعنوي لكيفية استقبال السائح والتعامل معه.. نتحدث عن الثقافة السياحية التي يجب أن تكون سائدة شعبياً علي كافة المستويات.. نتحدث عن كيفية استقبال السائح في الأماكن السياحية بكل أشكال الجذب والترغيب.. ونتحدث عن الوعي المفقود لدي البعض عند تعاملهم مع الضيوف من السائحين.. ونتحدث عن حملة لإظهار وترويج مصر سياحياً.. نتحدث عن أفكار خارج الصندوق لعودة السائح الخليجي إلي مصر بقوة.. وعن مصر الشتاء والصيف بكل ليالي الجمال والدفء وحسن الاستقبال.. السياحة هي الحل.

*

وأتحدث في قضية أخري.. أتحدث عن نجاة الصغيرة. صوت الحب.. والرومانسية والرقة.. وأتحدث في ذلك عن الظهور المفاجئ لنجاة في حفل شهد تكريماً لها وبدت فيه وكأنها تغني مقطعاً لإحدي أغنياتها الجميلة.. ونجاة القيمة والقامة والرمز المصري الأصيل الخالد في عالم الغناء ظهرت علي المسرح وهي لا تستطيع الوقوف علي قدميها وكادت أن تسقط.. وقد يكون التكريم واجباً ومطلوباً ومشكوراً ولكن الصورة الحلوة اهتزت كثيراً.. وصورة نجاة في الأذهان والقلوب لم تعد كما هي.. وفيروز صوت لبنان الخالد رفضت كل العروض وكل المغريات لكي تظهر أو يتم تصويرها في سنوات العزلة والشيخوخة.. الصورة الحلوة يجب أن تظل كما هي.. وللتكريم طرق أخري.

*

والشاب صغير السن أتته النجومية والشهرة مبكراً.. ففي بداياته الكروية كانت ملايين الجنيهات في حوزته في أكبر صفقة كروية رفعت من أسعار اللاعبين في مصر.. والفلوس تهز النفوس وتدمرها إذا جاءت في غير أوانها.. وإذا لم يكن لدي صاحبها نوع من الاستعداد النفسي لتقبل التغيير المفاجئ.. واللاعب الشاب تزوج من ست الحسن والجمال ليكمل نصف دينه.. ولكن امرأة واحدة لا تكفي.. ومغامرة تلو أخري. وفتاة بعد فتاة.. وفقدان لمهاراته الكروية وانتشار لمغامراته النسائية والزوجة ضاق بها الحال.. وقررت الانتقام ونشرت صوراً وأسماء لمغامراته وعلاقاته وفضحته في كل مكان.. واللاعب أخطأ.. والزوجة أيضاً ارتكبت خطأ أكبر وتواجه اتهاماً بالتعدي علي القيم والمبادئ الأسرية في المجتمع.. والبيوت أسرار والفضائح كان ينبغي التستر عليها.. والطلاق يتم بهدوء.. والانتقام علي حساب السمعة والشرف يدمر الجميع.. والتربية في كل الأحوال كانت غائبة..!

*

وأخيراً:
** اللهم احفظ لنا من أنعمت
علينا بحبهم.

*

** ولا أحب الحديث مع شخص
يجعلني في حالة حذر مستمرة.

*

** ولم تعد في يدي أصابع للتلويح
لكثرة ما عضضتها من الندم.

*

** وأنا لم يخذلني أحد. أنا من خذلت نفسي.
عندما راهنت علي أنهم أوفياء.

Exit mobile version