هل يستمع العقلاء لرسائل الرئيس ؟

أحمد أيوب

الوضوح سياسة مصر، والصراحة عنوانها والموقف مبدأها وكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية جاءت مترجمة لهذه الثلاثية واضحة فى رسالتها للجميع بأن مصر لم ولن تغير موقفها ثابتة راسخة بجانب الفلسطينيين، لن تتخلى عن القضية ولن تخذل شعبها ولن تفرط في حقهم المشروع مهما كان الثمن الموقف المصرى ليس تصريحاً أو قولاً فقط، بل فعل على الأرض والشهور السبعة الماضية خير شاهد، التاريخ المصرى كله فيه ما لا تكفى مجلدات لذكره عن نصرة فلسطين، لكن الشهور الماضية، ومنذ بدء الأزمة تلخص حكاية مصر مع فلسطين، وتترجم موقفها الواضح، ودعمها اللامحدود في سبيل ان يخرج الشعب الفلسطيني من المعاناة وأن يتوقف نزيف الدماء.

توصيف الرئيس كان ملخصاً للمعاناة وكاشفاً لحجم الإجرام الإسرائيلي في حق الأبرياء.. تحدث الرئيس عن المأساة الكبرى التي عنوانها إمعان في القتل والانتقام والحصار الذي هدفه التجويع والترويع والتشريد.

صراحة الرئيس التي تعودنا عليها تجلت في وصفه للعجز المؤسف للمجتمع الدولي بقواه الفاعلة ومؤسساته الأممية عن ايقاف الحرب ومواجهة التهرب الإسرائيلي المستمر من مسئولياتها والمراوغة التى لا تتوقف حول جهود وقف إطلاق النار، وإصرارها على المضى فى عملياتها العسكرية برفح الفلسطينية.

كلمة الرئيس السيسى أمام القمة عنوان كبير للحالة برمتها حالة شعب يعاني وينزف ويتألم ودولة تواجه مصيراً غامضاً، وعدواناً لا يتوقف عن سفك الدماء… ومجتمعاً دولياً عاجزاً لا يملك أن يفعل شيئاً.

ولهذا كان النداء الصادق من الرئيس للمجتمع الدولي ان العدالة الدولية فى اختبار هو الأصعب.. وان الوقت ليس في صالح أحد، والتعاون مطلوب لإنقاذ المستقبل قبل فوات الأوان وايقاف الحرب التي يتعرض لها الفلسطينيون الذين لهم حق في الحياة لا يقل عن حق غيرهم.

النداء الرئاسى يستحق أن يتوقف أمامه كل منصف في المجتمع الدولي، وكل راغب في السلام، وكل باحث عن الاستقرار والأمن، لأنه بدون إنهاء الحالة العدوان الإسرائيلي لن يتحقق السلام ولن يهدأ الإقليم ولن تستقر الأوضاع. وكما قال الرئيس فمن الوهم ان يتخيل البعض ان الحلول الأمنية والعسكرية يمكن أن تحسم أمرا أو تحقق أمنا، ومن الخطأ ان يعتقد البعض أن الوصول إلى حافة الهاوية قــد يحقق مكسباً.

المكسب الحقيقى الذى يجب أن يبحث عنه الجميع هو السلام الذى تضيء شعلته مصر، ولن تتخلى عنها لأنها الأمل الوحيد لانقاذ المنطقة بل العالم كله من الحروب والدمار.

فهل يستمع العالم؟.. هل ينصت العقلاء إلى رسائل الرئيس؟.

Exit mobile version