عبد الوهاب عدس
تعالوا نعيش سويا روحانيات شهر الصيام .. بداية اعترف انى لست فقيها فى الدين .. لكن أجدها فرصة لأقدم لكم خلاصة قراءاتى لبعض كتب الشيخ متولى الشعراوى ود. مصطفى محمود .. مع تصرف بسيط منى .. يقول د. مصطفى محمود .. فى كتابه ( قراءة للمستقبل ) : كنت فى يوغوسلافيا فى سراييفو .. صحوت فى الفجر على صوت الف مئذنة .. تردد الآذان فى عتمة الليل .. أسرعت الى النافذة افتحها ورحت اتلفت حولى .. انا فى قلب اوروبا .. ورأيت الناس تتحرك فى العتمة .. تسرع الخطى الى المساجد .. ويتساءل د. مصطفى محمود وانا معه .. كيف وصل الإسلام الى الهند .. والصين وروسيا .. وكيف غزا القلوب واستقر بها .. بالرغم من أنه لم يذهب جيش من المسلمين الى هناك .. ويبقى السؤال : كيف ؟ لم يرسلوا نبيا واحدا الى آسيا .. او الصين .. او اليابان .. فقد حمل هذا الدين افرادا .. تجارا ذهبوا الى هذه البلاد .. ليبيعوا ويشتروا .. ولمسوا منهم اهل هذه البلاد الأمانة والتقوى والخلق .. ورأوهم يصلون ويسجدون .. فسألوهم من اى دين انتم .. فقالوا ديننا الإسلام .. فقالوا لهم علمونا هذا الدين .. واتوقف هنا .. لأقول : انتشر الدين بالقدوة الحسنة .. والمثال الطيب .. انتشر الإسلام بصفات اهله .. كل مسلم كان شهادة تفوق لهذا الدين .. كان داعية له وعاملا على انتشاره .. بسلوكه وسلوكه فقط .. وبسرعة انتقل بكم الى كتاب آخر .. عن الصبر .. للكاتب محمد خالد ثابت .. وقدم له د. احمد عمر هاشم .. يقول الحق سبحانه : يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة .. ان الله مع الصابرين ( سورة البقرة ١٥٣ ) _ والله يحب الصابرين ( آل عمران ١٤٦ ) _ واصبروا ان الله مع الصابرين ( الأنفال ١٤٦ ) _ ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( النحل ١٢٦ ) _ واصبر وما صبرك الا بالله ( النحل ١٢٧ ) _ انى جزيتهم اليوم بما صبروا انهم هم الفائزين ( المؤمنون ١١١ ) _ وجعلنا منهم ائمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ( السجدة ٢٤ ) _ واصبر لحكم ربك فإنك باعيننا ( الطور ٤٨ ) .. هذه عظمة الصبر .. تخيلوا .. كيف للصابر .. ان يكون تحت أعين الخالق سبحانه وتعالى .. وعن أبى سعيد الحذر رضي الله عنه .. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما أعطى احد عطاء خيرا وأوسع من الصبر .. وعن انس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : الصبر أول العبادة والتواضع وذكر الله وقلة الشئ .. وعن علقمة قال : قال عبد الله : الصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله .. ( رواه الطبرانى فى الكبير ) .. وروى عن سخبره رضى الله عنه .. قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أعطى فشكر .. وابتلى وصبر .. وظلم واستغفر .. وظلم فغفر .. أولئك لهم الأمن وهم مهتدون .. وعن أبى سعيد وأبى هريرة رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه ج
وسلم قال : حتى الشوكة يشاكها المسلم .. الا كفر الله بها من خطاياه .. ورفعه الله بها درجة .. انظروا حتى الصداع له اجر .. عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما .. ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من أصابه صداع في رأسه .. فاحتسب غفر له ما كان قبل ذلك من ذنب .. امامنا نماذج تستحق ان نتأملها .. ونقتبس العبرة والعظة .. بل والدرس منها .. عن أبى السفر ( احد الصحابة ) قال : عندما دخل على أبى بكر ناس يعودونه فى مرضه .. فقالوا : يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الا نحضر لك مطببا ( طبيبا ) ينظر إليك ؟ فاجاب ابا بكر : قد نظر الى .. قالوا : فماذا قال لك ؟ قال : انى فعال لما اريد .. لقد لخص لنا ابا بكر .. كل شئ فى حياتنا بهذه الجملة البليغة .. انى فعال لما اريد .. سبحانه .. وحكاية أخرى : عندما وصل سعد بن أبى وقاص مكه .. وكان قد فقد بصره .. جاءه الناس .. وكل منهم يسأله ان يدعو له .. فيدعو لهم .. وكان مجاب الدعوة فقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك .. قال عبدالله بن السائب : فآتيته .. وتعرفت عليه .. فعرفنى .. فقلت له : انت تدعو للناس .. فلو دعوت لنفسك فيرد الله عليك بصرك .. فتبسم سعد قائلا : ان قضاء الله عندى احسن من بصرى .. وحكاية أخرى .. اصيب عمران بن حصين باستسقى بطنه .. وعاش ملقى على ظهره ثلاثين سنة .. نعم ٣٠ سنة .. لا يتحرك .. لا يقوم ولا يقعد .. اعدوا له سريرا من الجريد .. به فتحة للبول والبراز .. وعندما دخل عليه اخوه العلاء .. وجده يردد : الحمد لله .. الحمد لله .. فبكى .. فقال له عمران بن حصين : لم تبك ؟ فقال : لأنى أراك على هذه الحالة ٣٠ سنة .. فقال له عمران : لا تبك .. سأقول لك شيئا .. لعل الله ينفعك به .. ولا تقوله لاحد .. الا بعد موتى .. ان الملائكة تزورنى فأنس بها .. وتسلم على .. فاسمع تسليمها .. اقول : هؤلاء ذاقوا طعم الإيمان .. وعرفوا الله .. وتيقنوا .. ان ما اخطأهم لم يكن ليصيبهم .. وما أصابهم لم يكن ليخطئهم .. اقول : من وهبه الله الرضا .. فقد بلغ افضل الدرجات .. اللهم اكرمنا بصيام وقيام رمضان .. إيمانا واحتسابا .
