مقالات

العيد .. أمل وفرح وسرور

فهمي عنبة

جاء العيد .. وقت الفرح والسرور .. بعد الصيام والصبر .. ورغم صعوبة المعيشة وغلاء الأسعار  .. فإن المصريين قادرون على السعادة بما بثه فيهم الله من رضا وقناعة .. وهم يتغلبون على أحزانهم على اهل غزة وما يشاهدونه من حرب إبادة ضدهم بالدعاء أن يفرجها المولى عليهم وينهى مأساتهم التى طالت .

 نعم .. لابد من الامل .. وتتمثل عظمة هذا الشعب فى انه مهما لاقى من صعاب واشتد الظلام من حوله فإن لديه ثقة فى خالقه وفى بلده وفى قدراته وهذا ما يجعله يتفاءل بالغد والمستقبل .. إنه شعب حير العالم حيث يظن الكثير ممن لايعرفون طبيعته ان كل ما حوله يبعث على اليأس ولكنه يفاجئهم بقدرته على التكيف وعلى الفرح والسعادة .. وتحويل أقسى المواقف صعوبة إلى مزاج يضحكون عليه فهم شعب « ابن نكتة » !! .

تعود أخلاق المصريين إلى انهم اول شعب واول دولة على وجه الارض .. وياما تعرضوا وواجهوا ولاقوا من احداث ومشاكل وصعاب وازمات لكنهم عبروا كل ذلك .. واستمرت الحياة ..  فهم يعرفون ان الشمس التى تسطع كل يوم من مشرقهم لابد ان تعود فى المساء لتبيت فى مغربهم استعداداً لنهار جديد !! .

عندما دخلت الاديان السماوية إلى هذه الارض زادت شعبها صلابة بالايمان .. ولما جاء الاسلام علمهم السماحة .. فلا يوجد دين أيسر من الاسلام حتى فى اداء ما افترضه الله عليهم .. ففى الصلاة اذا لم تستطع القيام .. فصل على جمبك او قاعداً او حتى بعينيك .. ومن لا يجد الماء للوضوء فليتيمم بصعيد طيب .. وفى الصوم اذا كنت مريضا لا يُرجى شفاؤك فاطعم مسكينا .. وعندما تسافر افطر وعليك القضاء وقتما تشاء .. وفى الزكاة ان لم يبلغ مالك النصاب فلا شيء عليك .. والحج مفروض فقط على من استطاع اليه سبيلا .. كل ما عليك ان تنطق بالشهادتين وتستقم وتعمل صالحاً .. قل لا إله إلا الله محمد رسول الله .. يدخلك الله الجنة برحمته فأى دين هذا .. وأى يسر وسماحة نقلها إلى المصريين ؟! .

من حق كل مسلم صام رمضان وقامه وأدى زكاة فطره ان يفرح ويُدخل السرور على اهله واحبابه حتى ولو كانت تكاليف الحياة قد زادت ولم يتمكن من شراء كعك العيد ولا ملابس جديدة لاطفاله .. وعليهم ان يدعوا الله ان يجعل آخر صبرهم فرجاً وسلاماً وأماناً وعيشاً كريماً فى سعادة ورفاهية .. وان تستمر ايام المصريين كلها اعياداً ولاتغادر الفرحة وجوههم وقلوبهم . 

علينا ونحن نفرح بالعيد ان نتذكر اهلنا فى غزة والضفة والقدس وما يعانونه .. ونطلب لهم المدد والعون والنصر من الله طالما اننا نعيش فى عالم بلا قلب ولا رحمة ولا عدالة !! .

لابد ان نعى ونحن نفرح ان هناك من لايريدون الخير لهذا البلد ولا لشعبه .. ومع ايماننا بان مصر محروسة بإذن الله وبجيشها وبوعى شعبها .. الا ان علينا الانتباه جيداً ولا نسمح لمن يريد الفتنة وشق الصفوف بين اهل مصر « القبط » من مسلمين ومسيحيين .. واذا كان اليوم عيد المسلمين فهم يفرحون معنا .. وعيد الاخوة المسيحيين بعد ايام عندما ينتهون مثلنا من صيامهم وسنفرح لهم ومعهم .. فيارب اجعل كل ايام المصريين اعياداً .

 لا تنس فى العيد ان تتذكر البسطاء والفقراء والمساكين فالاسلام دين التراحم والتكافًل والمحبة .. اغتنم الفرصة وتاجر مع الله .. انفق ولا تخش إقلالا .. صل رحمك وزر أهلك وجيرانك .. وتذكر المرضى وقم بزيارتهم ولا تتوقف عن الدعاء لهم .

 لا حديث فى عطلة العيد الا بما يدعو للتفاؤل والفرح والسرور .. استمتع مع أسرتك بالاجازة و تجنب الكلام عن المشاكل والمصاعب والازمات والخلافات والامراض .. اترك الهموم واحمد ربك على نعمته .. يكفى انه انعم عليك بالصيام والقيام فى رمضان وخرجت من الشهر الكريم فى احسن عافية .. وكلنا نرجو رحمة الله وغفرانه والعتق من نيرانه .. افرح فى العيد وكل عام ومصر واهلها بالف خير .
******
طقاطيق

 •• فى ظل التخاذل الدولى المشين .. والعجز العربى والاسلامى غير المبرر لوقف حرب الإبادة التى يشنها الاحتلال الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة وانتهاك المسجد الأقصى وتهويد القدس .. وفى وجود نظام عالمى تحكمه دولة واحدة لا تعرف العدالة ولا حقوق الإنسان .. وهى خاضعة لدولة صهيونية يحكمها السفاح نتنياهو ومجموعة من العنصريين المتطرفين .. فهل هناك من عنده أمل فى إنقاذ خيار السلام واقامة الدولة الفلسطينية ؟! .
****
•• أفضل وأطرف تعليق ساخر تسمعة عن تحكم مجموعة من المحتكرين فى الأسواق وفرض الأسعار التى تحلو لهم وتحقق أرباحاً خيالية يحشون بها جيوبهم على حساب المواطن ” الغلبان ” وللأسف لا يجدون من يوقفهم .. ان الحكومة اجتمعت يوماً لبحث هذه المسألة واتخاذ قرارات عاجلة و حاسمة .. وخرج عن اجتماعها الذى لم يحدث هذا البيان ” الافتراضى ” التالى : ( وافق مجلس الوزراء بالاجماع فى اجتماعه على التنديد بأشد العبارات بالغلاء الفاحش .. وعلى شجب التجار الجشعين ) .. مع الاعتذار لبيانات الجامعة العربية ومجلس الأمن !! . 
****
•• رحم الله أمير الشعراء أحمد شوقى الذى قال : 
صلاح أمرك للأخلاق مرجعه 
فقوّم النفس بالأخلاق تستقم 
والنفس من خيرها فى خير عافية
والنفس من شرها فى مرتعٍ وَخم  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى