مقالات

إيهاب شعبان يكتب : المكسب الكبير فى القمة 127

أكدت القمة 127 بين الزمالك والأهلي التى جرت على ستاد القاهرة على أن الجمهورهو أعظم وأجمل ما فى المنظومة الكروية فى بلدنا ، فلايزال هو الطرف الهاوي المخلص الذى ينحاز لصالح انتمائه فقط لاغير ، فهو يشجع ويؤازر ويساند أى 11 لاعبا يرتدى فانلة ناديه بدون أى مقابل بل هو من يدفع قوت يومه ليشارك فى قلب الحدث ، فالمباراة شهدت وجود لاعبين محترفين لعبوا للناديين وكانت لهم صولات وجولات بفانلة الفريق المنافس ، ورغم ذلك لم يعر الجمهور لذلك أى إهتمام ، فالكيان عند الجمهور أهم من النجوم مهما كان اسمهم.

وقد لعب الجمهور دورا فى إثارة المباراة حيث شاهدنا وسمعنا هتافات تشجيعية كانت فى وقتها الصحيح وقت سير اللقاء لينهض الفريق الذى اصيب بالاسترخاء لينتفض ويهاجم ، فالأهلي عندما هدأ أداؤه فى بعض الأوقات هتف الجمهور ( إلعب يا أهلي ) ، وحينما سجل المارد الأحمر هدفه فؤجئنا بالأعلام البيضاء  ترتفع عاليا مع هتافات تشجيعية لمنع لاعبى الفارس الأبيض من الإحباط ، وبالتالي كان الحماس مستمرا فى أرضية الملعب أغلب أوقات المباراة وظلت النتيجة معلقة حتى الثانية الأخيرة من اللقاء

والجمهور هو المحرك الأساسي لاقتصاديات الصناعة الرياضية بكل فئاتها ، بما فيها صناعة الإعلام التى شهدت القنوات والوكالات والمواقع الرياضية المتخصصة رواجا ملحوظا عليها بدليل ارتفاع المشاهدات بشكل كبير جدا ، والمعروف أن رواج الإعلام الرياضى له مردوده الإيجابي على البطولات والمسابقات .

المكسب الكبير فى القمة 127

من هنا نقول أنه يجب على أولي الأمر فى ساحتنا الرياضية الاهتمام بالعنصر المهم فى المنظومة ، وهو الجماهير، ونحن لا نطالب بزيادة عدد الحضور فحسب ، بل نطالب ايضا العمل على فرض الانضباط فى المدرجات بقوانين صارمة تمنع الخروج عن النص وتعطى للجميع الاريحية فى التشجيع دون تجاوز ، مثلما فعلت مارجريت تاتشر رئيسة الوزراء البريطانية فى الثمانينيات من القرن الماضى بعد ماسأة ستاد هيسيل عام 1985، نريد أن نطمئن على أولادنا وشبابنا وهم فى المدرجات ليكون وجودهم بها نزهة ممتعة ، صحيح انه تم اتخاذ اجراءات خاصة بالحضور الجماهيري عن طريق شركة متخصصة ، ولكن هذا لا يكفي ، فأسعار التذاكر غالية على الجماهير بكل فئاتها وليس الدرجة الثالثة فقط ، ومن حضر مباراة  لفريقه المفضل لن يحضر الأخرى فى نفس الاسبوع أو حتى فى ذاك الشهرلأن الأمر ليس فقط قيمة التذكرة بل تكلفة متراكمة منذ لحظة الخروج من المنزل حتى عودته بامان الله إلى سكنه وبالتأكيد هى فوق طاقة المشجع البسيط الذى يعتبر كرة القدم هى متعته الكبيرة المحببة .

فى النهاية نقول .. إذا أردنا نهضة رياضية حقيقية يجب أن نهتم أكثر وبصدق بهؤلاء الذين يجلسون فى المدرجات .. بتقديم مقاعد محترمة ومرافق لائقة وخدمات جيدة وتذاكر فى المتناول ماليا وقانون يحمى ويمنع أى تجاوز .. وقتئذ يمكننا القول أننا سنرى إبداعا فى أرضية الملاعب .. وسنري بالتبعية رواجا اقتصاديا رياضيا داخليا هائلا نحتاج اليه  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى